و أحذّركم الدّنيا فإنّها منزل قلعة (1538)،و ليست بدار نجعة (1539). قد تزيّنت بغرورها،و غرّت بزينتها. دارها هانت على ربّها،فخلط حلالها بحرامها، و خيرها بشرّها، وحياتها بموتها، و حلوها بمرّها. لم يصفهااللّه تعالى لأوليائه، و لم يضنّ بها علىأعدائه. خيرها زهيد و شرّها عتيد (1540). وجمعها ينفد، و ملكها يسلب، و عامرها يخرب.فما خير دار تنقض نقض البناء، و عمر يفنىفيها فناء الزّاد، و مدّة تنقطع انقطاعالسّير اجعلوا ما افترض اللّه عليكم منطلبكم، و اسألوه من أداء حقّه ما سألكم. وأسمعوا دعوة الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم.إنّ الزّاهدين في الدّنيا تبكي قلوبهم وإن ضحكوا، و يشتدّ حزنهم و إن فرحوا، ويكثر مقتهم أنفسهم و إن اغتبطوا (1541) بمارزقوا. قد غاب عن قلوبكم