نحمده على ما كان، و نستعينه من أمرنا علىما يكون، و نسأله المعافاة في الأديان،كما نسأله المعافاة في الأبدان. عباداللّه، أوصيكم بالرّفض لهذه الدّنياالتّاركة لكم و إن لم تحبّوا تركها، والمبلية لأجسامكم و إن كنتم تحبّونتجديدها، فإنّما مثلكم و مثلها كسفر (1313)سلكوا سبيلا فكأنّهم قد قطعوه، و أمّوا(1314) علما فكأنّهم قد بلغوه. و كم عسىالمجري إلى الغاية (1315) أن يجري إليها حتّىيبلغها و ما عسى أن يكون بقاء من له يوم لايعدوه، و طالب حثيث من الموت يحدوه (1316) ومزعج في الدّنيا حتّى يفارقها رغما فلاتنافسوا في عزّ الدّنيا و فخرها، و لاتعجبوا