قوله- عليه السلام- «شرّدار» أي باعتبارشمول الكفر و الضلالة، أو باعتبار أنّأكثرها البوادي، و لقلّة المعمورة و قلّةالماء فلا ينافي كونها خيردار للصالحينلشرافة المكان، و يحتمل أن يكون المرادالدار المجازيّة أي دار الجاهلية. و«الاناخة» الإقامة بالمكان. و «الحيّةالصمّاء» الّتي لا تنزجر بالصوت كأنّها لاتسمع و ربّما يراد بها الصلبة الشديدة، وقيل: يجوز أن يعنى بالحجارة و الحيّاتالمجاز، يقال للأعداء حيّات و إنّه لحجرخشن المسّ إذا كان ألدّ الخصام. و «الجشب»الطعام الغليظ الخشن و الّذي لا إدام معه.قوله- عليه السلام- «معصوبة» أي مشدودة.
[البيان الثاني في شرح الخطبة:] بيان
قوله- عليه السلام- «و لم يبايع» قالالشارحون: إشارة إلى ما اشتهر من أنّ أميرالمؤمنين- عليه السلام- لمّا نزل بالكوفةبعد فراغه من البصرة كتب إلى معاوية كتابايدعوه إلى البيعة، فدعا قوما من أهل الشامإلى الطلب بدم عثمان فأجابوه و أشار إليهأخوه بالاستعانة بعمرو بن العاص، فلمّاقدم عليه و عرف حاجته إليه تباعد عنه و جعليمدح عليّا في وجهه حتى رضي معاوية أنيعطيه المصر فبايعه، فذلك معنى قوله- عليهالسلام- «أن يؤتيه على البيعة ثمنا». ثمّأردف ذلك بالدعاء على البائع