فما راعني إلّا و النّاس كعرف الضّبع (124)إليّ، ينثالون (125) عليّ من كلّ جانب، حتّىلقد وطىء الحسنان، و شقّ عطفاي (126)،مجتمعين حولي كربيضة الغنم (127). فلمّا نهضتبالأمر نكثت طائفة (128)، و مرقت أخرى (129)، وقسط آخرون (130): كأنّهم لم يسمعوا اللّهسبحانه يقول: «تلك الدّار الآخرة نجعلهاللّذين لا يريدون علوّا في الأرض و لافسادا، و العاقبة للمتّقين» بلى و اللّهلقد سمعوها و وعوها، و لكنّهم حليتالدّنيا (131) في أعينهم، و راقهم زبرجها (132)أمّا و الّذي فلق الحبّة، و برأ النّسمة(133)، لولا حضور الحاضر (134)، و قيام الحجّةبوجود النّاصر (135)، و ما أخذ اللّه علىالعلماء ألّا يقارّوا (136) على كظّة (137)ظالم، و لا سغب (138) مظلوم، لألقيت حبلهاعلى غاربها (139)، و لسقيت آخرها بكأسأوّلها، و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عنديمن عفطة عنز (140) قالوا: و قام إليه رجل منأهل السواد (141) عند بلوغه إلى هذا الموضعمن خطبته، فناوله كتابا [قيل: إن فيه مسائلكان يريد الإجابة عنها]، فأقبل ينظر فيه[فلما فرغ من قراءته] قال له ابن عباس: ياأمير المؤمنين، لو اطّردت خطبتك (142) من حيثأفضيت (143)