الأول: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغةوهو من أعيان علماء العامة من المعتزلةقال: روى ابن عباس (رحمه الله) قال: دخلت علىعمر في أول خلافته وقد ألقي له صاع من تمرعلى خصفة فدعاني إلى الأكل فأكلت تمرةواحدة وأقبل يأكل حتى أتى عليه، ثم شرب منجرة كانت عنده واستلقى على مرفقة له وطفقيحمد الله يكرر ذلك ثم قال: من أين جئت ياعبد الله؟ قلت: من المسجد، قال:
كيف خلفت ابن عمك؟ فظننته يعني عبد اللهبن جعفر، قلت: خلفته يلعب مع أترابه، قال:لم أعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت،قلت: خلفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلانويقرأ القرآن، قال: يا عبد الله عليك دماءالبدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شئ منأمر الخلافة؟ قلت:
نعم، قال: أيزعم أن رسول الله (صلّى اللهعليه وآله) نص عليه؟ قلت: نعم وأزيدك سألتأبي عما يدعيه فقال:
صدق، فقال عمر: لقد كان من رسول الله (صلّىالله عليه وآله) في أمره زورا من قول لايثبت حجة ولا يقطع عذرا، ولقد كان يرتع فيأمره وقتا ما ولقد أراد في مرضه أن يصرحباسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة علىالإسلام، لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليهقريش أبدا ولو وليها لانتقضت عليه العربمن أقطارها فعلم رسول الله (صلّى الله عليهوآله) أني علمت ما في نفسه فأمسك وأبى اللهإلا إمضاء ما حتم.
ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحبتاريخ بغداد في كتابه مسندا. إلى هاهناكلام ابن أبي الحديد(1).
الثاني: ابن أبي الحديد قال في الشرح قال:روى ابن عباس قال: خرجت مع عمر إلى الشام فيإحدى خرجاته فانفرد يوما يسير على بعيرةفاتبعته فقال لي: يا بن عباس أشكو إليك ابنعمك سألته أن يخرج معي فلم يفعل ولم أزالأراه واجدا فما تظن موجدته؟ قلت: يا أميرالمؤمنين إنك
(1) شرح نهج البلاغة: 12 / 20.