غایة المرام وحجة الخصام فی تعیین الإمام من طریق الخاص والعام جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
لتعلم، قال: أظنه لا يزال كئيبا لفوتالخلافة، قلت: هو ذلك إنه يزعم أن رسولالله (صلّى الله عليه وآله) أراد الأمر لهفقال: يا بن عباس وأراد رسول الله الأمر لهفكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى ذلك أنرسول الله (صلّى الله عليه وآله) أراد أمراوأراد الله غيره فنفذ أمر الله ولم ينفذمراد رسوله أو كلما أراده رسول الله (صلّىالله عليه وآله) كان أراده الله إنه كانأراد إسلام عمه ولم يرده الله فلم يسلم.وقد روى معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظوهو قوله: إن رسول الله (صلّى الله عليهوآله) أراد أن يذكر له الأمر في مرضهفصددته عنه خوفا من الفتنة وانتشار أمرالإسلام فعلم رسول الله (صلّى الله عليهوآله) ما في نفسي فأمسك وأبى الله إلاإمضاء ما حتم إلى هنا كلام ابن أبيالحديد(1).قال مؤلف هذا الكتاب: الذي رواه ابن أبيالحديد ورواه عن غيره يدل على كفر عمر بنالخطاب حيث جعل مراد الله عز وجل غير مرادرسوله ومراد رسوله غير مراد الله تعالىلأن كل ما أراده الله أراده رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وأمر الله تعالىوأمر رسوله واحد وطاعتهم واحدة، قال اللهتعالى:*(من يطع الرسول فقد أطاع الله)*(2) وقالتعالى: *(إن الذين يبايعونك إنما يبايعونالله)*(3).وقال سبحانه: *(وما ينطق عن الهوى إن هو إلاوحي يوحى)*(4) وقال جل وعلا: *(وما آتاكمالرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)*(5)فكيف عمر بن الخطاب يفرق بين الله تعالىورسوله (صلّى الله عليه وآله) فكفر عمربذلك. قال الله جل جلاله: *(إن الذين يكفرونبالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين اللهورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعضويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك همالكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابامهينا)*(6).الثالث: ابن أبي الحديد في الشرح بعد أنذكر أحاديث فيها النص على أمير المؤمنين(عليه السلام) بالإمامة والخلافة من رسولالله (صلّى الله عليه وآله)، قال ابن أبيالحديد: سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمدابن أبي زيد وقد قرأت عليه هذه الأخبارفقلت له: ما أراها إلا تكاد تكون دالة علىالنص ولكني أستبعد أن يجتمع الصحابة علىدفع نص رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علىشخص بعينه، كما استبعدنا من الصحابة علىرد نصه على الكعبة وشهر رمضان وغيرهما منمعالم الدين، فقال رحمه الله: أبيت إلاميلا إلى المعتزلة(7).ثم نقل ابن أبي الحديد عن أبي جعفر هذاأحاديث مما رده عمر بن الخطاب على رسول