الباب التسعون في أن النظر إلى علي (عليه السلام) عبادة
من طريق الخاصة وفيه عشرة أحاديث
الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنامحمد بن القاسم الأسترآبادي (رضي الله عنه)قال: حدثنا عبد الملك بن أحمد بن هارون قال:حدثنا عمار بن رجاء قال: حدثنا يزيد بنهارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبيهريرة: أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)جاءه رجل فقال: يا رسول الله أما رأيتفلانا ركب البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلىالصين فأسرع الكرة وأعظم الغنيمة حتى قدحسده أهل وده وأوسع قراباته وجيرانه، فقالرسول الله (صلّى الله عليه وآله): مالالدنيا كلما ازداد كثرة وعظما ازداد صاحبهبلاء، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلا بمنجاد بماله في سبيل الله، ولكن أخبركم بمنهو أقل من صاحبكم بضاعة وأسرع منه كرةوأعظم منه غنيمة، وما أعد له من الخيراتمحفوظة له في ذخائر عرش الرحمن، قالوا: بلىيا رسول الله، فقال رسول الله (صلّى اللهعليه وآله): انظروا إلى هذا المقبل إليكم،فنظروا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئةفقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنهذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلو منالخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهلالسماوات والأرض لكان يصيب أقلهم منهغفران ذنوبه ووجوب الجنة له قالوا: يا رسولالله بماذا فقال (صلّى الله عليه وآله):سلوه يخبركم عن ما صنع في هذا اليوم، فأقبلعليه أصحاب رسول الله (صلّى الله عليهوآله) وقالوا له: هنيا لك ما بشرك به رسولالله (صلّى الله عليه وآله) فما صنعت فييومك هذا حتى كتب لك ما كتب، فقال الرجل: ماأعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتيوأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت أن تكونفاتتني فقلت في نفسي لاعتاض منها النظرإلى وجه علي بن أبي طالب، قد سمعت رسولالله (صلّى الله عليه وآله) يقول: النظر إلىوجه علي عبادة.فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):عبادة أي عبادة إنك - يا عبد الله - ذهبتتبتغي أن تكتسب دينارا لقوت عيالك ففاتكذلك، فاعتضت منه النظر إلى وجه علي وأنت لهمحب ولفضله معتقد وذلك خير لك من أن لوكانت الدنيا كلها ذهبة حمراء فأنفقتها فيسبيل الله ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته