کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 36
نمايش فراداده

بها إلى الكرام والمواساة وسائر الأفعالالموجبة للمدح، وما يتعلق بحسن الحديثوذكر الخير حتى يشيع ثناؤه وإحسانه بينالناس فيرغبوا إليه ويهتدوا به، وما يتعلقبإنجاح المقاصد وحصول المآرب على مقتضىالارادة، وما يتعلّق بجودة الذني وصحّةالفكر والسلامة عن الخطا في المعارفالحقّة، فمن حصلت له هذه الخمسة فهو سعيدتام، والا فهو ناقص.

ثم قالوا: يستقبح العقل أن يكون المعتقدللعقائد الحقة المواظب على الخيراتالجامع لأنواع الفضائل الكامل بذاتهالمكمّل لغيره الموسوم بخلافة الله تعالىالمشغول بإصلاح خلق الله تعالى شقيّاًوبمجرّد مفارقة روحه عن البدن يصيرسعيداً، بل لها مراتب تحصل تدريجاً بقدرالسعي والهمّة إلى أن يصل إلى أقصىمراتبها فيصير سعيداً تاماً وإن كان حيّاًولا ينحل بمفارقة البدن.

وقال المتأخّرون: السعادة على ضربين:

أحدهما: ما يتعلق بالنفس حال تعلّقهابالبدن، وهو الأدنى، لأنّ لها في هذهالحالة جنبتين روحانية وجسمانية.والثانية كالآلة للأولى، فما لم يستجمعفضائلها لا يتيسّر له اقتناء الفضائلالروحانية، الا أنّ لها أيضاً مرتبتينأدناهما حصول الفضائل الجسمانية لهابالفعل مع الشوق التامّ إلى اقتناءالفضائل النفسانية، وأعلاهما حصولالفعلية والشوق كليهما لها في الفضائلالنفسانية، الا أنّ التفاتها إلى تنظيمالعالم الجسماني واقتناء فضائله بالعرض.

والثاني: ما يتعلّق بالنفس بعد انقطاعهاعنه فهي لا ستغنائها حينئذ عن السعادةالبدنية لا سعادة لها الا الملكات الفاضلةومشاهدة الجمال الأقدس والاستغراق فيبحار الأنوار الإلية. والاولى لشوبهابالآلام الدنياوية ناقصة كدرة، ولا يحصلللنفس لا حتجابها بحجاب البدن وتقيّدهابسجن الطبيعة العقل الفعلي والانكشافالتام واللذّة الكاملة الحقيقية الخاليةعن