فاسالوا اهل الذکر

محمد التیجانی السماوی‏

نسخه متنی -صفحه : 363/ 250
نمايش فراداده

«241»

بقداسة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّمواتهامه بالهجر، ثم الطعن فيه وفي الأميرالذي ولاّه قيادة الجيش بدعوى أنّه لايصلح للإمارة والقيادة لصغر سنّة، ثمالتّشكيك في وفاة الرّسول صلّى الله عليهوآله وسلّم حتى تضطرب الأمور، ولا يسبقالنّاس عامّة لبيعة الخليفة الذي عيّنهرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منقبل، ومن تلك الجهود، اغتنامهم فرصةاشتغال علي وأنصاره بتجهيز النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم، وعقد مؤتمرالسّقيفة الطارىء، واختيار من يرضونهوترتاح نفوسهم إليه وتعقد آمالهم عليه،ثمّ حمل النّاس عامّة على البيعةبالتّهديد والتنّديد والوعد والوعيد، ثمإقصاء المعارضة كلّياً عن السّاحةالسياسيّة، ثم الوقوف بحزم وصرامة ضدّ كلّمن تحدّثه نفسه بشقّ عصا الطّاعة أو شكّكفي شرعية الخلافة الجديدة، ولو كانت فاطمةبنت النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ثم ضرب الحصار والمنع الباتّ علىالأحاديث النّبوية الشريفة عامّة، حتّىلا تتفشّى النّصوص بين النّاس وتضطربالأمور، ولو أدّى ذلك للاغتيال الفرديوالقتال الجماعي لإخماد المعارضة بدعوىالقضاء على الفتنة مرّة والردّة أخرى.

كل ذلك عرفناه من خلال ما كتبه المؤرّخون،وإن كان بعضهم يحاول تغطية الحقيقة بوضعبعض الروايات المتناقضة أو بعض التأويلاتوالاعتذارات التي كشفت خفاياها الأياموالأحداث والأبحاث.

وقد يكون بعضهم معذوراً، لأنه أخذمعلوماته من المصادر الأولى التي كتبت تحتالتأثير السيّاسي والاجتماعي الذي خلّفتهالفتنة الكبرى وما أعقبها من أحداث عندمااستولى بنو أميّة على الخلافة وأغدقواالأموال والمناصب على بعض الصّحابةوالتابعين المأجورين.

فأخذ بعض المؤرّخين من هؤلاء لحسن ظنّهبهم، وهو لا يعلم خائنة الأعين وما تخفيالصّدور، فاختلطت الرّوايات الصحيحةبالرّوايات المكذوبة، واصبح من العسيرعلى الباحث الوصول إلى الحقيقة.

ولتقريب القارىء الباحث من هذه الحقيقة،لابدّ من إثارة وطرح هذه