فاطمة الزهراء(سلام الله علیها) بهجة قلب المصطفی(صلی الله علیه وآله وسلم)

احمد ابن المرحوم المبرور مالک الرحمانی الهمدانی

نسخه متنی -صفحه : 45/ 28
نمايش فراداده

الخطبة الفدكية وشرحها

مر سابقاً دفاعها عن الإمامة بأقوالهاوأفعالها، ولها أيضاً في ذلك خطبة ألقتهابحشد من الصحابة في مسجد الرسول صلّى اللهعليه وآله في أمر فدك، وكلاماً مع نساءالمهاجرين والأنصار عندما اجتمعن إليهافي مرضها، تشكو فيه المستبدين بالخلافةوتتلهف من خروج الأمر عن علي عليه السلام.وهي خطبة تحتوي على المعارف والأحكام وماجرى من أمر فدك وإدالتها يداً بيد بينالخلفاء وذلك بقلم صاحب الفيض القدسيالعلامة المجلسي (رحمه الله) في شرحهما(1).

احتجاج فاطمة الزهراء عليها السلام علىالقوم لما منعوها فدك(2)

روى عبد الله بن الحسن (عليه السلام)بإسناده عن آبائه (عليهم السلام) أنه لماأجمع(3) أبو بكر على منع فاطمة (عليهاالسلام) فدك، وبلغها ذلك، لاثت خمارها علىرأسها(4)، واشتملت بجلبابها(5)، وأقبلت فيلمة(6) من حفدتها(7) ونساء قومها، تطأذيولها(8)، ما تخرم مشيتها مشية رسول اللهصلّى الله عليه وآله(9)، حتى دخلت على أبيبكر وهو في حشد(10) من المهاجرين والأنصاروغيرهم فنيطت دونها ملاءة(11)، فجلست، ثمأنّت أنّة أجهش القوم(12) لها بالبكاء.فارتجّ المجلس(13). ثم أمهلت هنيةً(14) حتىإذا سكن نشيج القوم(15)، وهدأت فورتهم(16)،افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليهوالصلاة على رسول الله، فعاد القوم فيبكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها،فقالت عليها السلام:

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ماألهم، والثناء بما قدّم، من عموم نعمابتدأها(17)، وسبوغ آلاء أسداها(18)، وتماممنن والاها(19)، جم عن الإحصاء عددها(20)،ونأى عن الجزاء أمدها(21)، وتفاوت عنالإدراك أبدها(22)، وندبهم لاستزادتهابالشكر لاتصالها(23)، واستحمد إلى الخلائقبإجزالها(24)، وثنّى بالندب إلى أمثالها(25).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،كلمة جعل الإخلاص تأويلها(26)، وضمّنالقلوب موصولها(27)، وأنار في الفكرمعقولها(28)، الممتنع من الأبصار رؤيته(29)،ومن الألسن صفته،(30) ومن الأوهام كيفيته.ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها(31)،وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها(32)،كوّنها بقدرته، وذرأها بمشيته، من غيرحاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له فيتصويرها إلا تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاًعلى طاعته(33)، وإظهاراً لقدرته، وتعبّداًلبريته(34)، وإعزازاً لدعوته(35) ثم جعلالثواب على طاعته، ووضع العقاب علىمعصيته، ذيادةً لعباده عن نقمته(36) وحياشةمنه إلى جنته(37).

وأشهد أن أبي محمد (صلّى الله عليه وآله)عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أنأرسله، وسماه قبل أن اجتبله(38)، واصطفاهقبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة،وبستر الأهاويل مصونة(39)، وبنهاية العدممقرونة، علماً من الله تعالى بمآيلالأمور(40)، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفةبمواقع المقدور(41) ابتعثه الله تعالىإتماماً لأمره(42)، وعزيمة على إمضاء حكمه،وإنقاذاً لمقادير حتمه(43).

فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عكفاً علىنيرانها(44)، عابدة لأوثانها، منكرة لله مععرفانها(45) فأنار الله محمدٍ صلّى اللهعليه وآله ظلمها(46)، وكشف عن القلوببهمها(47) وجلى عن الأبصار غممها(48)، وقام فيالناس بالهداية، وأنقذهم من الغواية،وبصرهم من العماية(49) وهداهم إلى الدينالقويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.

ثم قبضه الله إليه رأفة واختيار(50) ورغبةوإيثار بمحمدٍ(51) صلّى الله عليه وآله عنتعب هذه الدار في راحة، قد حُفّ بالملائكةالأبرار، ورضوان الرب الغفار، ومجاورةالملك الجبار، صلى الله على أبي نبيهوأمينه على الوحي، وصفيه وخيرته من الخلقورضيّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت:

أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه(52) وحملةدينه ووحـيه، وأمناء الله على أنفسكم،وبـلغاؤه إلى الأمم(53): وزعمتم حـق لكم(54)لله فيكم، عهد قدّمه إليكم، وبقيةاستخلفها عليكم(55): كتاب الله الناطق،والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياءاللامع، بيّنة بصائره(56)، منكشفةسرائره(57)، متجلية ظواهره، مغتبطة بهأشياعه(58)، قائد إلى الرضوان اتّباعه،مؤدٍ إلى النجاة إسماعه(59). به تُنال حججالله المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمهالمحذّرة، وبيّناته الجالية، وبراهينهالكافية، وفضائله المندوبة، ورخصهالموهوبة(60)، وشرائعه المكتوبة.

فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك،والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاةتزكية للنفس(61) ونماءً في الرزق(62)،والصيام تثبيتاً للإخلاص(63)، والحجتشييداً للدين(64)، والعدل تنسيقاًللقلوب(65)، وطاعتنا نظاماً للملة،وإمامتنا أماناً من الفرقة، والجهاد عزللإسلام، والصبر معونة على استيجابالأجر(66)، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة،وبر الوالدين وقاية من السخط(67)، وصلةالأرحام منماة للعدد(68)، والقصاص حصناًللدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة،وتوفية المكاييل والموازين تغييراًللبخس(69) والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عنالرجس(70)، واجتناب القذف حجاباً عناللعنة(71)، وترك السرقة إيجاباً للعفة(72)،وحرم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية،(فاتقوا الله حق تقاته ولا تمتن إلا وأنتممسلمون) وأطيعوا الله فيما أمركم بهونهاكم عنه، فإنه (إنما يخشى الله من عبادهالعلماء).

ثم قالت: أيها الناس اعلموا أني فاطمة،وأبي محمد صلّى الله عليه وآله، أقولعوداً وبدءاً(73)، ولا أقول ما أقول غلطاً،ولا أفعل ما أفعل شططاً(74): (لقد جاءكمرسولٌ من أنفسكم(75) عزيزٌ عليه ما عنتم(76)حريص عليكم(77) بالمؤمنين رؤوف رحيم(78))(79)،فإن تعزوه(80) وتعرفوه تجدوه أبي دوننسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعمالمعزيّ إليه صلّى الله عليه وآله. فبلغالرسالة صادعاً بالنذارة(81)، مائلاً عنمدرجة المشركين(82)، ضارباً ثبجهم(83)، آخذاًبأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمةوالموعظة الحسنة(84)، يكسر الأصنام، وينكتالهام(85)، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر،حتى تفرّى الليل عن صبحه(86)، وأسفر الحق عنمحضه(87)، ونطق زعيم الدين(88)، وخرست شقائقالشياطين(89)، وطاح وشيظ النفاق(90)، وانحلتعقد الكفر والشقاق، وفُهتم بكلمةالإخلاص(91) في نفر من البيض الخماص(92)،وكنتم على شفا حفرة من النار(93)، مذقةالشارب، ونهزة الطامع(94)، وقبسةالعجلان(95)، وموطئ الأقدام(96)، تشربونالطرق(97)، وتقتاتون الورق(98)، أذلهخاسئين(99)، (تخافون أن يتخطفكم الناس منحولكم)(100).

فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلّىالله عليه وآله بعد اللتيا والتي(101)، وبعدأن مني ببُهم الرجال وذؤبان العرب ومردةأهل الكتاب(102)، (كلما أوقدوا ناراً للحربأطفأها الله)، أو نجم قرن للشيطان(103)،وفغرت فاغرة من المشركين(104) قذف أخاه فيلهواتها(105)، فـلا ينكفئ(106) حتى يطأصـماخها بأخمصه، ويُخمد لهبها بسيفه(107)،مكدوداً في ذات الله(108)، مجتهداً في أمرالله، قريباً من رسول الله سيد أولياءالله(109)، مشمراً ناصحاً(110)، مجداًكادحاً(111)، وأنتم في رفاهية من العيش،وادعون فاكهون آمنون(112)، تتربصون بناالدوائر(113)، وتتوكّفون الأخبار(114)،وتنكصون عند النزال(115)، وتفرون عندالقتال. فلما اختار الله لنبيه دارأنبيائه ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسيكةالنفاق(116)، وسمل جلباب الدين(117)، ونطقكاظم الغاوين(118)، ونبغ خامل الأقلين(119)،وهدر فنيق المبطلين(120).

فخطر في عرصاتكم(121)، وأطلع الشيطان رأسهمن مغرزه، هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوتهمستجيبين(122)، وللغرة فيه ملاحظين(123). ثماستنهضكم(124) فوجدكم خفافاً(125) وأحمشكمفألفاكم غضاباً(126)، فوسمكم غير إبلكم(127)،وأوردتم غير شربكم(128)، هذا والعهد قريب،والكلم رحيب(129)، والجرح لما يندمل(130)،والرسول لما يقبر(131)، ابتداراً زعمتم خوفالفتنة(132)، (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنملمحيطة بالكافرين)(133).

فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون؟وكتاب الله بين أظهركم(134)، أموره ظاهرة،وأحكامه زاهرة(135)، وأعلامه باهرة،وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، قدخلفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون،أم بغيره تحكمون (بس للظالمينبدلاً(136))(137)، (ومن يبتغ غير الإسلام ديناًفلن يقبل منه وهو في الآخرة منالخاسرين)(138).

ثم لم تلبثوا أن تسكن نفرتها، ويسلسقيادها(139) ثم أخذتم تورون وقدتها(140)،وتهيجون جمرتها(141)، وتستجيبون لهتافالشيطان الغوي(142)، وإطفاء أنوار الدينالجلي، وإهماد سنن النبي الصفي(143)،تُسرّون حسواً في ارتغاءٍ(144)، وتمشونلأهله وولده في الخَمَر والضراء(145)، ونصبرمنكم على مثل حز المدى(146)، ووخز السنان فيالحشا(147)، وأنتم تزعمون ألا إرث لنا،(أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من اللهحكماً لقوم يوقنون)(148). أفلا تعلمون؟ بلىتجلى لكم كالشمس الضاحية(149) أني ابنته.

أيها المسلمون أأغلب على إرثيه(150) يا ابنأبي قحافة‍ أفي كتاب الله أن ترث أباك،ولا أرث أبي؟ (لقد جئت شيئاً فرياً(151))(152)،أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله، ونبذتموهوراء ظهوركم، إذ يقول: (وورث سليمانداود)(153)، وقال فيما اقتص من خبر يحيي بنزكريا عليهما السلام إذ قال رب (هب لي منلدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب)(154)،وقال: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فيكتاب الله)(155)، وقال: (يوصيكم الله فيأولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)(156)، وقال:(إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربينبالمعروف حقاً على المتقين)(157)، وزعمتمألا حظوة لي(158)، ولا إرث من أبي لا رحمبيننا‍!

أفخصّكم الله بآية أخرج منها أبي؟ أم هلتقولون أهل ملتين لا يتوارثان، ولست أناوأبي من ملة واحدة،؟‍ أم أنتم أعلم بخصوصالقرآن وعمومه من أبي وابن عمي(159)؟فدونكها مخطومة مرحولة(160). تلقاك يومحشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد(161)والموعد القيامة، وعند الساعة ماتخسرون(162) ولا ينفعكم إذ تندمون، (ولكل نبأمستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه(163)ويحل عليه عذاب مقيم(164)).

ثم رمت بطرفها(165) نحو الأنصار فقالت

يا معاشر الفتية(166)، وأعضاد الملة(167)وأنصار الإسلام ما هذه الغميزة في حقي(168)؟والسّنة عن ظلامتي(169) أما كان رسول اللهصلّى الله عليه وآله أبي يقول: (المرءيُحفظ في ولده)؟ سرعان ما أحدثتم، وعجلانذا إهالة(170)، ولكم طاقة بما أحاول، وقوةعلى ما أطلب وأزاول أتقولون مات محمد صلّىالله عليه وآله؟‍ فخطب جليل استوسعوهيه(171)، واستنهر فتقه، وانفتق رتقه(172)،وأظلمت الأرض لغيبته، وكسفت النجوملمصيبته(173)، وأكدت الآمال(174) وخشعتالجبال، وأُضيع الحريم(175) وأزيلت الحرمةعند مماته(176) فتلك والله النازلةالكبرى(177) والمصيبة العظمى، لا مثلهانازلة ولا بائقة عاجلة(178) أعلن بها كتابالله ـ جل ثناؤه ـ في أفنيتكم في ممساكمومصبحكم(179) هتافاً وصراخاً وتلاوةوإلحاناً،(180) ولقبله ما حل بأنبياء اللهورسله، حكم فصل وقضاء حتم(181) (وما محمد إلارسول قد خلت(182) من قبـله الرسل أفإن مـاتأو قتل انقلبتم على أعـقابكم(183) ومن ينقلبعلى عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسجزي اللهالشاكرين(184))(185).

أيهاً بني قيلة(186)! أأُهضم تراث أبِيَه(187)وأنتم بمرأى مني ومسمع(188)، ومبتدأٍومجمع(189)؟!‍ تلبسكم الدعوة، وتشملكمالخبرة(190) وأنتم ذوو العدد والعدة،والأداة والقوة، وعندكم السلاح والجنة،توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكمالصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفونبالكفاح(191)، معروفون بالخير والصلاح،والنجبة التي انتجبت(192)، والخيرة التياختيرت(193)!‍ قاتلتم العرب، وتحملتم الكدوالتعب، وناطحتم الأمم(194)، وكافحتمالبهم(195)، فلا نبرح أو تبرحون(196)، نأمركمفتأتمرون(197)، حتى دارت بنا رحى الإسلام(198)ودرّ حلب الأيام(199)، وخضعت نعرة الشرك(200)،وسكنت فورة الإفك(201)، وخمدت نيرانالكفر(202)، وهدأت دعوة الهرج(203)، واستوسقنظام الدين(204)، فأنّى جرتم بعد البيان(205)،وأسررتم بعد الإعلان، ونكصتم بعدالإقدام(206)، وأشركتم بعد الإيمان؟ (ألاتقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهموابإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشوهمفالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين(207))(208).

ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض(209)،وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض(210)،وخلوتم بالدعة(211)، ونجوتم من الضيقبالسعة، فمججتم ما وعيتم(212)، ودسعتم الذيتسوغتم(213)، (فإن تكفروا(214) أنتم ومن فيالأرض جميعاً فإن الله لغني حميد)(215) ألاوقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التيخامرتكم(216)، والغدرة الـتي استشعرتـهاقلوبكم(217) ولكنها فيضة النفس(218)، ونفثةالغيظ(219)، وخور

القنا(220)، وبثة الصدور(221)، وتقدمةالحجة(222).

فدونكموها فاحتقبوها(223) دبرة الظهر(224)نقبة الخف(225) باقية العار(226) موسومة بغضبالله وشنار الأبد(227)، موصولة بنار اللهالموقدة(228) التي تطلع على الأفئدة. فبعينالله ما تفعلون(229) (وسيعلم الذين ظلموا أيمنقلب(230) ينقلبون)(231)، وأنا ابنة نذيرلكم(232) بين يدي عذابٍ شديدٍ، (فاعملوا(233)إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون)(234).

فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان، فقال:يا ابنة رسول الله، لقد كان أبوكبالمؤمنين عطوفاً كريماً، ورؤوفاًرحيماً، وعلى الكافرين عذاباً أليماًوعقاباً عظيماً، فإن عزوناه وجدناه أباكدون النساء، وأخاً لبعلك دون الإخلاء،آثره على كل حميم، وساعده في كل أمر جسيم،لا يحبكم إلا كل سعيد، ولا يبغضكم إلا كلشقي، فأنتم عترة رسول الله صلّى الله عليهوآله الطيبون، والخيرة المنتجبون، علىالخير أدلتنا، وإلى الجنة مسالكنا، وأنت ـيا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء ـصادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غيرمردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك،ووالله، ما عدوت رأي رسول الله صلّى اللهعليه وآله يقول: (نحن معاشر الأنبياء لانورث ذهباً ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً،وإنما نورث الكتب والحكمة، والعلموالنبوة، وما كان لنا من طعمة فلولي الأمربعدنا أن يحكم فيه بحكمه).

وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاحيقابل به المسلمون، ويجاهدون الكفار،ويجالدون المردة(235) ثم الفجار. وذلكبإجماع من المسلمين لم أتفرد به وحدي، ولمأستبد(236) بما كان الرأي فيه عندي. وهذهحالي، ومالي هي لك وبين يديك، لا نزويعنك(237) ولا ندخر دونك، وأنت سيدة أمة أبيك،والشجرة الطيبة لبنيك، لا يدفع ما لك منفضلك، ولا يوضع من فرعك وأصلك(238) حكمك نافذفيما ملكت يداي، فهل ترين(239) أن أخالف فيذلك أباك صلّى الله عليه وآله؟

فقالت عليها السلام: سبحان الله! ما كانرسول الله صلّى الله عليه وآله عن كتابالله صادفاً(240) ولا لأحكامه مخالفاً، بلكان يتبع أثره(241)، ويقفو سوره(242) أفتجمعونإلى الغدر اعتلالاً عليه بالزور(243) وهذابعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل فيحياته(244) هذا كتاب الله حكماً عدلاً،وناطقاً فصلاً، يقول: (يرثني ويرث من آليعقوب)، (و ورث سليمان داوود) فبين عز وجلفيما وزع عليه من الأقساط، وشرع منالفرائض والميراث، وأباح من حظ الذكرانوالإناث ما أزاح علة المبطلين(245) وأزالالتظني والشبهات في الغابرين(246)، كلا (بلسولت لكم أنفسكم(247) أمراً فصبرٌ جميلٌ(248)والله المستعان على ما تصفون)(249).

فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله، وصدقتابنته، أنت معدن الحكمة، وموطن الهدىوالرحمة، وركن الدين وعين الحجة، لا أبعدصوابك، ولا أنكر خطابك(250) هؤلاء المسلمونبيني وبينك، قلدوني ما تقلدت، وباتفاقمنهم أخذت ما أخذت(251) غير مكابر ولا مستبدولا مستأثر(252) وهم بذلك شهود.

فالتفتت فاطمة (عليها السلام) وقالت:معاشر الناس المسرعة إلى قيل الباطل(253)،المغضية(254) على الفعل القبيح الخاسر (أفلايتدبرون القرآن أم على قلوبأقفالها(255))(256)، كلا بل ران على قلوبكم(257)ما أسأتم من أعمالكم، فأخذ بسمعكموأبصاركم، ولبئس ما تأولتم(258)، وساء ما بهأشرتم(259)، وشر ما منه اعتضتم(260)، لتجدن ـوالله ـ محمله ثقيلاً(261) وغبه وبيلاً(262)إذا كشف لكم الغطاء، وبان ما وراءهالضراء(263)، (وبدا لكم من ربكم ما لم تكونواتحتسبون(264))(265) و(خسر هنالكالمبطلون(266))(267).

ثم عطفت على قبر النبي صلّى الله عليهوآله وقالت(268):


  • قد كان بعدك أنباء وهنبثة إنا فقدناك فقد الأرض وابلها وكل أهل له قربى ومنزلة أبدت رجال لنا نجوى صدورهم تجهمتنا رجالٌ واستخف بنا و كنت بدراً ونوراً يستضاء به و كان جبريل بالآيات يؤنسنا فليت قبلك كان الموت صادفنا إنا رزئنا بما لم يرز ذو شجن من البريةلا عجم ولا عرب(275)

  • لو كنت شاهدهالم تكبر الخطب واختلقومك فاشهدهم وقد نكبوا(269) عند الإله علىالأدنين مقترب(270) لما مضيتوحالت دونك الترب(271) لما فقدت وكلالأرض مغتصب(272) عليك تنزلمن ذي العزة الكتب فقد فقدتفكل الخير محتجب(273) لما مضيتوحالت دونك الكثب(274) من البريةلا عجم ولا عرب(275) من البريةلا عجم ولا عرب(275)

ثم انكفأت عليها السلام وأمير المؤمنينعليه السلام يتوقع رجوعها إليه، ويتطلعطلوعها عليه(276).

فلما استقرت بها الدار(277) قالت لأميرالمؤمنين عليه السلام: يا ابن أبي طالب!اشتملت شملة الجنين(278)، وقعدت حجرةالظنين(279)! نقضت قادمة الأجدل(280)، فخانكريش الأعزل(281) هذا ابن أبي قحافة(282) يبتزنينحيلة أبي وبلغة ابني(283) لقد أجهر فيخصامي(284) وألفيته ألد في كلامي(285)، حتىحسبتني قيلة نصرهـا، والمهاجـرةوصلهــا(286)، وغضت الجماعة دوني طرفها(287)،فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة، وعدتراغمة(288)، أضرعت خدك(289) يوم أضعت حدك(290)،افترست الذئاب، وافترشت التراب(291)، ماكففت قائلاً، ولا أغنيت باطلاً(292) ولاخيار لي. ليتني مت من قبل هنيتي(293) ودونزلتي(294). عذيري الله منك عادياً ومنكحاميـاً(295). ويـلاي من كل شارق(296)، ماتالعمد(297)، ووهت العضد.

شكواي إلى أبي، وعدواي إلى ربي(298). اللهمأنت أشد قوة وحولاً(299)، وأحد بأساًوتنكيلاً(300).

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا ويلعليك، الويل لشانئك(301)، نهنهي عن وجدك ياابنة الصفوة(302) وبقية النبوة، فما ونيت عنديني، ولا أخطأت مقدوري(303)، فإن كنتتريدين البلغة فرزقك مضمون، وكفيلكمأمون، وما أعد لك أفضل مما قطع عنك(304)،فاحتسبي الله(305).

فقالت: حسبي الله، وأمسكت(306).

كلامها عليها السلام مع نساء المهاجرينوالأنصار عندما يعدنها

روى العلامة المجلسي (ره) عن الشيخ الثقةالصدوق (ره) حدثنا أحمد بن الحسن القطان،قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني،قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بنحميد اللخمي، قال:حدثنا أبو عبد الله بنمحمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن عبدالرحمن المهلبي، قال: حدثنا عبد الله بنمحمد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بنالحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين عليهالسلام قالت: لما اشتدت علة فاطمة بنت رسولالله صلّى الله عليه وآله وغلبها، اجتمععندها نساء المهاجرين والأنصار، فقلتلها، يا بنت رسول الله: كيف أصبحت من علتك؟فقالت عليها السلام: أصبحت والله عائفةلدنياكم،(307) قالية لرجالكم،(308) لفظتهم قبلأن عجمتهم،(309) وشنئتهم بعـد أن سبرتهم،(310)فقبحاً لفـلول الحد،(311) وخور القنــاة(312)وخطل الرأي،(313) و(بئس ما قدمت لهم أنفـسهمأن سخط الله(314) عليهم وفي العذاب همخالـدون)(315) لا جرم لقد قلدتهم ربقتها(316)وشننت عليهم غارها(317) فجدعاً وعقراًوسحقاً للقوم الظالمين(318) ويحهم أنىزحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعدالنبوة،(319) ومهبط الوحي الأمين، والطبينبأمر الدنيا والدين،(320) ألا ذلك هوالخسران المبين، وما نقموا من أبيالحسن،(321) نقموا والله منه نكير سيفه،(322)وشدة وطئه،(323) ونكال وقعته،(324) وتنمره فيذات الله عز وجل(325). والله لو تكافـوا عنزمام نبذه رسول الله صلّى الله عليه وآلهإليه لاعتقله،(326) ولسار بهم سيراًسجحاً،(327) لا يكلم خشاشه،(328) ولا يتعتعراكبه،(329) ولأوردهم منهلاً نميراًفضفاضاً(330) تـطفح ضفتاه(331) ولأصدرهمبطاناً،(332) قد تحـير بهم الري(333) غير متحلمنه بطائل إلا بغمر الماء(334) وردة شررةالساغب،(335) ولفتحت عليهم بركات من السماءوالأرض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون.ألا هلم فاسمع وما عشت أراك الدهرالعجب،(336) وإن تعجب فقد أعجبك الحادث! إلىأي سناد استندوا، وبأي عروة تمسكوا،استبدلوا الذنابي والله بالقوادم،(337)والعجز بالكاهل،(338) فرغماً لمعاطس قوميحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم همالمفسدون ولكن لا يشعرون،(339) (أفمن يهديإلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي(340) إلا أنيهدى فما لكم كيف تحكمون)(341). أما لعمرإلهك(342) لقد لقحت(343) فنظرة ريث ما تنتج(344)ثم احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً،(345)وذعافاً ممقراً،(346) هنالك يخسر المبطلون،ويعرف التالون غب ما سن الأولون،(347) ثمطيبوا عن أنفسكم نفساً،(348) وطأمنوا للفتنةجأشاً،(349) وأبشروا بسيف صارم،(350) وهرجشامل،(351) واستبداد من الظالمين،(352) يدعفيئكم زهيداً،(353) وزرعكم حصيداً(354) فياحسرتي لكم، وأنى بكم،(355) وقد عميت (قلوبكم)عليكم أنلزمكموها(356) وأنتم لها كارهون(357).

(1). ونورد من الشرح ما هو بيان وتوضيحبصورة التعليقة، دون تكرار ألفاظ الخطبة.

(2). قال العلامة المجلسي (رحمه الله) فيالبحار ج8، ص114، ط الكمباني: ولنوضح تلكالخطبة الغراء الساطعة عن سيدة النساءصلوات الله عليها التي تحير من العجب منهاوالإعجاب بها أحلام الفصحاء والبلغاء،ونبني الشرح على رواية (الاحتجاج) ونشيرأحياناً إلى الروايات الأخر.

(3). أي أحكم النية والعزيمة عليه.

(4). أي عصبته وجمعته يقال: لاث العمامة علىرأسه يلوثها لوثاً، أي شدها وربطها.

(5). الجلباب، بالكسر: يطلق على الملحفةوالرداء والإزار، والثوب الواسع للمرأةدون الملحفة والثوب كالمقنعة تغطي بهاالمرأة رأسها وصدرها وظهرها. والأول هناأظهر.

(6). اللمة، بضم اللام وتخفيف الميم:الجماعة. قال في النهاية: (في حديث فاطمةعليها السلام أنها خرجت في لمة من نسائها،تتوطأ ذيلها إلى أبي بكر فعاتبته، أي فيجماعة من نسائها. قيل: هي ما بين الثلاثةإلى عشرة، وقيل: اللمة: المثل في السنوالترب). وقال الجوهري: (الهاء عوض عنالهمزة الذاهبة من وسطه، وهو مما أخذتعينه كسَهٍ ومذ، وأصلها فعلة من الملاءمةوهي الموافقة). انتهى. أقول: ويحتمل أن يكونبتشديد الميم، قال الفيروز آبادي: (اللمةبالضم: الصاحب والأصحاب في السفر والمونس،للواحد والجمع).

(7). الحفدة، بالتحريك: الأعوان والخدم.

(8). أي كانت أثوابها طويلة تستر قدميهاوتضع عليها قدمها عند المشي. وجمع الذيلباعتبار الأجزاء أو تعدد الثياب.

(9). في بعض النسخ (من مشي رسول الله صلّىالله عليه وآله). والخرم: الترك والنقصوالعدول. والمشية بالكسر: الاسم من مشىيمشي مشياً، أي لم تنقص مشيتها من مشيتهصلّى الله عليه وآله شيئاً كأنه هو بعينه.قال في النهاية: (فيه: ما خرمت من صلاة رسولالله شيئاً، أي ما تركت. ومنه الحديث: لمأخرج منه حرفاً، أي لم أدع).

(10). الحشد، بالفتح وقد يحرك: الجماعة. وفيالكشف: (إن فاطمة عليها السلام لما بلغهاإجماع أبي بكر على منعها فدكاً لاثتخمارها، وأقبلت في لميمة من حفدتها ونساءقومها، تجر أدراعها، وتطأ في ذيولها، ماتخرم من مشية رسول الله صلّى الله عليهوآله حتى دخلت على أبي بكر وقد حشدالمهاجرين والأنصار، فضرب بينهم بريطةبيضاء ـ وقيل: قبطية ـ فأنت أنّه أجهش لهاالقوم بالبكاء، ثم أمهلت طويلاً حتى سكنوامن فورتهم، ثم قالت: أبتدئ بحمد من هو أولىبالحمد والطول والمجد، الحمد لله على ماأنعم).

(11). الملاءة، بالضم والمد: الريطةوالإزار. ونيطت بمعنى علقت، أي ضربوابينها عليها السلام وبين القوم ستراًوحجاباً. والريطة، بالفتح: الملاءة إذاكانت قطعة واحدة ولم تكن لفقين، أو هي كلثوب لين رقيق. والقبطية، بالكسر: ثياب بيضرقاق من كتان تتخذ بمصر، وقد تضم لأنهميغيرون في النسبة.

(12). الجهش أن يفزع الإنسان إلى غيره وهو معذلك يريد البكاء كالصبي يفزع إلى أمه وقديتهيأ للبكاء، يقال: جهش إليه ـ كمنع ـوأجهش.

(13). الارتجاج: الاضطراب

(14). أي صبرت زماناً قليلاً.

(15). النشيج: صوت معه توجع وبكاء كما يرددالصبي بكاءه في صدره.

(16). هدأت ـ كمنعت ـ أي سكنت. وفورة الشيء:شدته، وفار القدر أي جاشت.

(17). أي بنعم أعطاها العباد قبل أنيستحقوها. ويحتمل أن يكون المراد بالتقديمالإيجاد والفعل من غير ملاحظة معنىالابتداء فيكون تأسيساً.

(18). السبوغ: الكمال. والآلاء: جمع ألى،بالفتح والقصر وقد يكسر الهمزة. وأسدىوأولى وأعطى بمعنى واحد.

(19). والاها، أي تابعها بإعطاء نعمة بعدأخرى بلا فصل

(20). جم الشيء أي كثر. والجم: الكثير،والتعدية بعن لتضمين معنى التعديوالتجاوز.

(21). الأمد بالتحريك: الغاية والمنتهى، أيبعد عن الجزاء بالشكر غايتها. فالمرادبالأمد إما الأمد المفروض إذ لا أمد لهاعلى الحقيقة، أو الأمد الحقيقي لكل حد منحدودها المفروضة. ويحتمل أن يكون المرادبأمدها ابتداؤها، وقد مر في كثير من الخطببهذا المعنى. وقال في النهاية: (في حديثالحجاج قال للحسن: ما أمدك؟ قال: سنتان منخلافة عمر. أراد أنه ولد لسنتين من خلافته.وللإنسان أمدان: مولده وموته). انتهى. وإذاحمل عليه يكون أبلغ. ويحتمل على بعد أنيقرأ بكسر الميم، قال الفيروز آبادي:(الآمد: المملوء من خير وشر، والسفينةالمشحونة).

(22). التفاوت: البعد. والأبد: الدهر،والدائم، والقديم الأزلي. وبعده عنالإدراك لعدم الانتهاء.

(23). يقال: ندبه للأمر وإليه فانتدب، أيدعاه فأجاب. واللام في قولها (لاتصالها)لتعليل الندب، أي رغبهم في استزادة النعمةبسبب الشكر لتكون نعمة متصلة لهم غيرمنقطعة عنهم. وجعل اللام الأولى للتعليلوالثانية للصلة بعيد. وفي بعض النسخ:(لإفضالها) فيحتمل تعلقه بالشكر.

(24). أي طلب منهم الحمد بسبب إجزال النعموإكمالها عليهم، يقال: أجزلت له منالعطاء، أي أكثرت، وأجزاك النعم، كأنه طلبالحمد، أو طلب منهم الحمد حقيقة لإجزالالنعم، وعلى التقديرين التعدية بإلىلتضمين معنى الانتهاء أو التوجه، وهذهالتعدية في الحمد شائع بوجه آخر، يقال:أحمد إليك الله، قيل: أي أحمده معك، وقيل:أي أحمد إليك نعمة الله بتحديثك إياها.ويحتمل أن يكون (استحمد) بمعنى تحمد، يقال:فلان يتحمد علي، أي يمتن، فيكون إلى بمعنىعلى، وفيه بعد.

(25). أي بعد أن أكمل لهم النعم الدنيويةندبهم إلى تحصيل أمثالها من النعمالأخروية أو الأعم منها ومن مزيد النعمالدنيوية. ويحتمل أن يكون المراد بالندبإلى أمثالها أمر العباد بالإحسانوالمعروف وهو على المحسن إليه، وعلىالمحسن أيضاً، لأنه به يصير مستوجباًللأعواض والمثوبات الدنيوية والأخروية.

(26). المراد بالإخلاص جعل الأعمال كلهاخالصة لله تعالى، وعدم شوب الرياءوالأغراض الفاسدة، وعدم التوسل بغيرهتعالى في شيء من الأمور، فهذا تأويل كلمةالتوحيد، لأن من أيقن بأنه الخالق والمدبروبأنه لا شريك له في الإلهية فحق له أن لايشرك في العبادة غيره، ولا يتوجه في شيء منالأمور إلى غيره.

(27). هذه الفقرة تحتمل وجوهاً:

الأول: أن الله تعالى ألزم وأوجب علىالقلوب ما تستلزمه هذه الكلمة من عدمتركيبه تعالى وعدم زيادة صفاته الكماليةالموجودة وأشباه ذلك مما يؤول إلىالتوحيد.الثاني: أن يكون المعنى: جعل مايصل إليه العقل من تلك الكلمة مدرجاً فيالقلوب بما أراهم من الآيات في الآفاق وفيأنفسهم، أو بما فطرهم عليه من التوحيد.

الثالث: أن يكون المعنى لم يكلف العقولالوصول إلى منتهى دقائق كلمة اللتوحيدوتأويلها، بل إنما كلف عامة القلوببالإذعان بظاهر معناها وصريح مغزاها، وهوالمراد بالوصول.

الرابع: أن يكون الضمير في (موصولها)راجعاً إلى القلوب، أي لم يلزم القلوب إلاما يمكنها الوصول إليها من تأويل تلكالكلمة الطيبة والدقائق المستنبطة منها،أو مطلقاً، ولولا التفكيك لكان أحسنالوجوه بعد الوجه الأول، بل مطلقاً.

(28). أي أوضح في الأذهان ما يتعقل من تلكالكلمة بالتفكر في الدلائل والبراهين.ويحتمل إرجاع الضمير إلى القلوب. والفكربصيغة الجمع، أي أوضح بالتفكر ما يعقلهاالعقول. وهذا يؤيد الوجه الرابع من وجوهالفقرة السابقة.

(29). يمكن أن يقرأ (الأبصار) بصبغة الجمع،والمصدر. والمراد بالرؤية العلم الكاملوالظهور التام.

(30). الظاهر أن الصفة هنا مصدر، ويحتملالمعنى المشهور بتقدير، أي بيان صفته.

(31). (لا من شيء) أي مادة.

(32). احتذى مثاله: اقتدى به. و(امتثلها) أيتبعها ولم يبتعد عنها، أي لم يخلقها علىوفق صنع غيره.

(33). لأن ذوي العقل يتنبهون بمشاهدةمصنوعاته بأن شكر خالقها والمنعم بها واجبوأن خالقها مستحق للعبادة، أو بأن من قدرعليها يقدر على الإعادة والانتقام.

(34). أي خلق البرية ليتعبدهم، أو خلقالأشياء ليتعبد البرايا بمعرفتهوالاستدلال بها عليه.

(35). أي خلق الأشياء ليغلب ويظهر دعوةالأنبياء إليه بالاستدلال بها.

(36). الذود والذياد، بالذال المعجمة: السوقوالطرد والدفع والإبعاد.

(37). حشت الصيد أحوشه: إذا جئته من حواليهلتصرفه إلى الحبالة، ولعل التعبير بذلكلنفور الناس بطباعهم عما يوجب دخول الجنة

(38). الجبل: الخلق، يقال: جبلهم الله أيخلقهم، وجبله على الشيء أي طبعه عليه،ولعل المعنى أنه تعالى سماه لأنبيائه قبلأن يخلقه*، ولعل زيادة البناء للمبالغةتنبيهاً على أنه خلق عظيم. وفي بعض النسخبالحاء المهملة، يقال: احتبل الصيد، أيأخذه بالحبالة، فيكون المراد به الخلق أوالبعث مجازاً، وفي بعضها (قبل أن اجتباه)أي اصطفاه بالبعثة. وكل منها لا يخلو منتكلف.* قال السيوطي في (الاتقان) ج2، ص141:أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال: خمسةسموا قبل أن يكونوا: محمد: (ومبشراً برسوليأتي من بعدي اسمه أحمد).

(39). لعل المراد بالستر ستر العدم، أو حجبالأصلاب والأرحام. ونسبته إلى الأهاويللما يلحق الأشياء في تلك الأحوال من موانعالوجود وعوائقه. ويحتمل أن يكون المرادأنها كانت مصونة عن الأهاويل بستر العدمإذ هي إنما تلحقها بعد الوجود. وقيل:التعبير بالأهاويل من قبيل التعبير عندرجات العدم بالظلمات.

(40). على صيغة الجمع أي عواقبها. وفي بعضالنسخ بصيغة المفرد.

(41). أي لمعرفته تعالى بما يصلح وينبغي منأزمنة الأمور الممكنة المقدورة وأمكنتهاويحتمل أن يكون المراد بالمقدور المقدر،بل هو أظهر.

(42). أي للحكمة التي خلق الأشياء لأجلها.

(43). الإضافة في (مقادير حتمه) من قبيلإضافة الموصوف إلى الصفة، أي مقاديرهالمحتومة.

(44). تفصيل وبيان للفرق بذكر بعضها، يقال:عكف على الشيء ـ كضرب ونصر ـ أي أقبل عليهمواظباً ولازمه، فهو عاكف، ويجمع على (عكف)بضم العين وفتح الكاف المشددة كما هوالغالب في فاعل الصفة نحو شُهد وغُيّب.والنيران جمع نار وهو قياس مطرد في جمعالأجوف نحو تيجان وجيران.

(45). لكون معرفته تعالى فطرية، أو لقيامالدلائل الواضحة الدالة على وجوده سبحانه

(46). الضمير في (ظلمها) راجع إلى الأمم،والضميران التاليان له يمكن إرجاعهماإليها وإلى القلوب والأبصار. والظلم بضمالظاء وفتح اللام: جمع ظلمة، استعيرت هناللجهالة.

(47). البهم: جمع بهمة بالضم، وهي مشكلاتالأمور.

(48). جلوت الأمر: أوضحته وكشفته. والغمم:جمع غمة، يقال: أمر غمة، أي مبهم ملتبس،قال الله تعالى: (ثم لا يكن أمركم عليكمغمة) قال أبو عبيدة: مجازها ظلمة وضيق،وتقول: غممت الشيء إذا غطيته وسترته.

(49). العماية: الغواية واللجاج، ذكرهالفيروز آبادي.

(50). واختيار، أي من الله له ما هو خير له،أو باختيار منه صلّى الله عليه وآله وسلّمورضاً، وكذا الإيثار، والأول أظهر فيهما.

(51). لعل الظرف متعلق بالإيثار بتضمين معنىالضنّة أو نحوها. وفي بعض النسخ: (محمد)بدون الباء قتكون الجملة استئنافية، أومؤكدة للفقرة السابقة، أو حالية بتقديرالواو. وفي بعض كتب المناقب القديمة:(فمحمد صلّى الله عليه وآله) وهو أظهر. وفيرواية كشف الغمة: (رغبة بمحمد صلّى اللهعليه وآله عن تعب هذه الدار) وفي روايةأحمد بن أبي ظاهر: (بأبي عزت هذه الدار) وهوأظهر. ولعل المراد بالدار دار القرار، ولوكان المراد الدنيا تكون الجملة معترضة.وعلى التقادير لا يخلو من تكلف.

(52). قال الفيروز آبادي: (النصب بالفتح:العلم المنصوب، ويحرك. وهذا نصب عيني،بالضم والفتح) انتهى. أي نصبكم اللهلأوامره ونواهيه وهو خبر الضمير. و(عبادالله) منصوب على النداء.

(53). أي تؤدون الأحكام إلى سائر الناسلأنكم أدركتم صحبة الرسول صلّى الله عليهوآله.

(54). أي زعمتم أن ما ذكر ثابت لكم، وتلكالأسماء صادقة عليكم بالاستحقاق. ويمكن أنيقرأ على الماضي والمجهول. وفي إيراد لفظالزعم إشعار بأنهم ليسوا متصفين بها حقيقةوإنما يدعون ذلك كذباً. ويمكن أن يكون (حقلكم) جملة أخرى مستأنفة، أي زعمتم أنكمكذلك وكان يحق لكم وينبغي أن تكونوا كذلكلكن قصرتم. وفي بعض النسخ: (وزعمتم حق لهفيكم وعهد) وفي كتاب المناقب القديم:(زعمتم أن لا حق لي فيكم، عهداً قدمه إليكم)فيكون (عهداً) منصوباً باذكروا ونحوه.* وفيالكشف: (إلى الأمم حولكم، لله فيكم عهد).*وفي الاحتجاج المطبوع: (زعيم حق له فيكموعهد…) فلا يحتاج إلى التكلف.

(55). العهد: الوصية. وبقية الرجل: ما يخلفهفي أهله. والمراد بهما القرآن، أو بالأولما أوصاهم به في أهل بيته وعترته،وبالثاني القرآن. وفي رواية أحمد بن أبيظاهر: (وبقية استخلفنا عليكم ومعنا كتابالله) فالمراد بالبقية أهل البيت عليهمالسلام، وبالعهد ما أوصاهم به فيهم.

(56). البصائر: جمع بصيرة وهي الحجة.

(57). المراد بانكشاف السرائر وضوحها عندحملة القرآن وأهله.

(58). الغبطة أن يتمنى المرء مثل حالالمغبوط من غير أن يريد زوالها منه، تقول:غبطته فاغتبط. والباء للسببية أي أشياعهمغبوطون بسبب اتباعه. وتلك الفقرة غيرموجودة في سائر الروايات.

(59). على بناء الإفعال، أي تلاوته. وفي بعضنسخ الاحتجاج وسائر الروايات: (استماعه).

(60). المراد بالعزائم: الفرائض، وبالفضائل:السنن، وبالرخص: المباحات بل ما يشملالمكروهات، وبالشرائع ما سوى ذلك منالأحكام كالحدود والديات والأعم، وأماالحجج والبينات والبراهين فالظاهر أنبعضها مؤكدة لبعض، ويمكن تخصيص كل منهاببعض ما يتعلق بأصول الدين لبعضالمناسبات. وفي رواية ابن أبي طاهر:(وبيناته الجالية وجمله الكافية) فالمرادبالبينات: المحكمات، وبالجمل:المتشابهات، ووصفها بالكافية لدفع توهمنقص فيها لإجمالها فإنها كافية فيما أريدمنها، ويكفي معرفة الراسخين في العلمبالمقصود منها فإنهم المفسرون لغيرهم.ويحتمل أن يكون المراد بالجمل العموماتالتي يستنبط منها الأحكام الكثيرة.

(61). أي من دنس الذنوب، أو من رذيلة البخل،إشارة إلى قوله تعالى: (تطهرهم وتزكيهمبها)

(62). إيماء إلى قوله تعالى: (وما آتيتم منزكاة تريدون وجه الله فأولئك همالمضعفون)، على بعض التفاسير.

(63). أي لتشييد الإخلاص وإبقائه أو لإثباتهوبيانه. ويؤيد الأخير أن في بعض الروايات:(تبييناً). وتخصيص الصوم بذلك لكونه أمراًعدمياً لا يظهر لغيره تعالى، فهو أبعد منالرياء وأقرب إلى الإخلاص. وهذا أحدالوجوه في تفسير الحديث المشهور: (الصوم ليوأنا أجزي به) وقد شرحناه في حواشي الكافيوسيأتي في كتاب الصوم إن شاء الله تعالى.

(64). إنما خص التشييد به لظهوره ووضوحهوتحمل المشاق فيه وبذل النفس والمال له،فالإتيان به أدل دليل على ثبوت الدين، أويوجب استقرار الدين في النفس لتلك العللوغيرها مما لا نعرفه. ويحتمل أن يكون إشارةإلى ما ورد في الأخبار الكثيرة من أن علةالحج التشرف بخدمة الإمام وعرض النصرةعليه وتعلم شرائع الدين منه، فالتشييد لايحتاج إلى تكلف. وفي العلل ورواية ابن أبيطاهر: (تسلية للدين) فلعل المعنى تسليةللنفس بتحمل المشاق وبذل الأموال بسببالتقيد بالدين، أو المراد بالتسلية الكشفوالإيضاح فإنها كشف الهم، أو المرادبالدين أهل الدين، أو أسند إليه مجازاً.والظاهر أنه تصحيف (تسنية) وكذا في الكشفوفي بعض نسخ العلل، أي يصير سبباً لرفعةالدين وعلوه.

(65). التنسيق: التنظم. وفي العلل: (مسكاًللقلوب) أي ما يمسكها. وفي القاموس: (المسكةبالضم: ما يتمسك به وما يمسك الأبدان منالغذاء والشراب، والجمع كصرد. والمسكمحركة: الموضع يمسك الماء). وفي رواية ابنأبي طاهر والكشف: (تنسكاً للقلوب) أي عبادةلها، لأن العدل أمر نفساني تظهر آثاره علىالجوارح.

(66). إذ به يتم فعل الطاعات وترك السيئات.

(67). أي سخطهما أو سخط الله تعالى، والأولأظهر.

(68). المنماة: اسم مكان أو مصدر ميمي أييصير سبباً لكثرة عدد الأولاد والعشائر،كما أن قطعها يذر الديار بلاقع من أهلها.

(69). في سائر الروايات: (للبخسة) أي لئلاينقص مال من ينقص المكيال والميزان إذالتوفية موجبة للبركة وكثرة المال، أولئلا ينقصوا أموال الناس، فيكون المقصودأن هذا أمر يحكم العقل بقبحه.

(70). أي النجس أو ما يجب التنزه عنه عقلاً،والأول أوضح في التعليل، فيمكن الاستدلالعلى نجاستها.

(71). أي لعنة الله، أو لعنة المقذوف، أوالقاذف، فيرجع إلى الوجه الأخير فيالسابقة، والأول أظهر، إشارة إلى قولهتعالى: (لعنوا في الدنيا والآخرة).

(72). أي لا ولة عن التصرف في أموال الناسمطلقاً، أو يرجع إلى ما مر، وكذا الفقرةالتالية. وفي الكشف بعد قوله (للعفة):(والتنزه عن أموال الأيتام، والاستئثاربفيئهم إجارة من الظلم، والعدل في الأحكامإيناساً للرعية، والتبري من الشركإخلاصاً للربوبية).

(73). أي أولاً وآخراً. وفي رواية ابن أبيالحديد وغيره (أقول عوداً على بدء)،والمعنى واحد.

(74). الشطط بالتحريك: البعد عن الحقومجاوزة الحد في كل شيء. وفي الكشف: (ماأقول ذلك سرفاً ولا شططاً)

(75). أي لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية بلعن نكاح طيب، كما روي عن الصادق عليهالسلام. وقيل: أي من جنسكم من البشر، ثم منالعرب، ثم من بني إسماعيل.

(76). أي شديد شاق عليه ما عنتكم وما يلحقكممن الضرر بترك الإيمان أو مطلقاً.

(77). أي على إيمانكم وصلاح شأنكم.

(78). أي رحيم بالمؤمنين منكم ومن غيركم.والرأفة: شدة الرحمة. والتقديم لرعايةالفواصل. وقيل: رؤوف بالمطيعين، رحيمبالمذنبين. وقيل: رؤوف بأقربائه، رحيمبأوليائه. وقيل: رؤوف بمن رآه، رحيم بمن لميره. فالتقدم للاهتمام بالمتعلق.

(79). سورة التوبة: الآية 128.

(80). يقال: (عزوته إلى أبيه) أي نسبته إليه،أي إن ذكرتم نسبه وعرفتموه تجدوه أبي وأخاابن عمي. فالأخوة ذكرت استطراداً، ويمكنأن يكون الانتساب أعم من النسب ومما طرأأخيراً، ويمكن أن يقرأ (وآخا) بصيغةالماضي. وفي بعض الروايات: (فإن تعزروهوتوقروه).

(81). الصدع: الإظهار، تقول: صدعت الشيء، أيأظهرته، وصدعت بالحق إذا تكلمت به جهاراً،قال الله تعالى: (فاصدع بما تؤمر). والنذارةبالكسر: الإنذار وهو الإعلام على وجهالتخويف.

(82). المدرجة: المذهب والمسلك. وفي الكشف:(ناكباً عن سنن مدرجة المشركين) وفي روايةابن أبي طاهر (ماثلاً على مدرجة) أي قائماًللرد عليهم، وهو تصحيف.

(83). الثبج بالتحريك: وسط الشيء ومعظمه.والكظم بالتحريك: مخرج النفس من الحلق، أيكان صلّى الله عليه وآله لا يبالي بكثرةالمشركين واجتماعهم ولا يداريهم فيالدعوة.

(84). كما أمر سبحانه: (ادع إلى سبيل ربكبالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتيهي أحسن). وقيل: المراد بالحكم: البراهينالقاطعة، وهي للخواص، وبالموعظة الحسنة:الخطابات المقنعة والعبر النافعة، وهيللعوام، وبالمجادلة التي هي أحسن: إلزامالمعاندين والجاحدين بالمقدمات المشهورةوالمسلمة، وأما المغالطات والشعريان فلايناسب درجة أصحاب النبوات.

(85). النكت: إلقاء الرجل على رأسه، يقال:طعنه فنكته. والهام جمع الهامة، بالتخفيففيهما، وهي الرأس، والمراد قتل رؤساءالمشركين وقمعهم وإذلالهم، أو المشركينمطلقاً. وقيل: أريد به إلقاء الأصنام علىرؤوسها، ولا يخفى بعده لا سيما بالنظر إلىما بعده. وفي بعض النسخ: (ينكس الهام) وفيالكشف وغيره: (يجذ الأصنام) من قولهم: جذذتالشيء: كسرته. ومنه قوله تعالى: (فجعلهمجذاذاً)

(86). الواو مكان حتى كما في رواية ابن أبيطاهر أظهر. (وتفرى الليل) أي انشق حتى ظهرضوء الصباح.

(87). يقال: (أسفر الصبح) أي أضاء.

(88). زعيم القوم: سيدهم والمتكلم عنهم.والزعيم أيضاً الكفيل. والإضافة لامية،ويحتمل البيانية.

(89). خرس بكسر الراء. والشقاشق جمع شقشقةبالكسر، وهي شيء كالرية يخرجها البعير منفيه إذا هاج. وإذا قالوا للخطيب: ذو شقشقة،فإنما يشبه بالفحل. وإسناد الخرس إلىالشقاشق مجازي.

(90). يقال: طاح فلان يطوح، إذا هلك أو أشرفعلى الهلاك وتاه في الأرض وسقط. والوشيظبالمعجمتين: الرذل والسفلة من الناس، ومنهقولهم: إياكم والوشائظ. وقال الجوهري:(الوشيظ: لفيف من الناس(ليس) أصلهم واحداًأو بنو فلان وشيظة في قومهم أي هم حشو فيهم.والوسيط بالمهملتين: أشرف القوم نسباًوأرفعهم محلاً: وكذا في بعض النسخ وهوأيضاً مناسب.

(91). يقال: فاه فلان بالكلام ـ كقال ـ أي لفظبه، كتفوه. وكلمة الإخلاص كلمة التوحيد.وفيه تعريض بأنه لم يكن إيمانهم عن قلوبهم.

(92). البيض: جمع أبيض وهو من الناس خلافالأسود. والخماص بالكسر: جمع خميص،والخماصة تطلق على دقة البطن خلقة وعلىخلوه من الطعام، يقال: فلان خميص البطن منأموال الناس، أي عفيف عنها. وفي الحديث:(كالطير تغدو خماصاً، وتروح بطاناً).والمراد بالبيض الخماص إما أهل البيتعليهم السلام ويؤيده ما في كشف الغمة: (فينفر من البيض الخماص الذين أذهب الله عنهمالرجس وطهرهم تطهيراً)، ووصفهم بالبيضلبياض وجوههم، أو هو من قبيل وصف الرجلبالأغر، وبالخماص لكونهم ضامري البطونبالصوم وقلة الأكل ولعفتهم عن أكل أموالالناس بالباطل. أو المراد بهم من آمن منالعجم كسلمان ـ رضي الله عنه ـ وغيره،ويقال لأهل فارس: بيض، لغلبة البياض علىألوانهم وأموالهم، إذا الغالب في أموالهمالفضة، كما يقال لأهل الشام: حمر، لحمرةألوانهم وغلبة الذهب في أموالهم، والأولأظهر. ويمكن اعتبار نوع تخصيص فيالمخاطبين فيكون المراد بهم غير الراسخينالكاملين في الإيمان، وبالبيض الخماصالكمل منهم.

(93). شفا كل شيء: طرفه وشفيره، أي كنتم علىشفير جهنم مشرفين على دخولها لشرككموكفركم.

(94). مذقة الشارب: شربته. والنهزة بالضم:الفرصة، أي محل نهزته. أي كنتم قليلينأذلاء يتخطفكم الناس بسهولة.

(95). القبسة بالضم: شعلة من نار يقتبس منمعظمها. والإضافة إلى العجلان لبيان القلةوالحقارة.

(96). وطي القدم مثل مشهور في المغلوبيةوالمذلة.

(97). الطرق بالفتح: ماء السماء الذي تبولفيه الإبل وتبعر.

(98). الورق بالتحريك: ورق الشجر. وفي بعضالنسخ: (تقتاتون القد) وهو بكسر القافوتشديد الدال: سير يقد من جلد غير مدبوغ.والمقصود وصفهم بخباثة المشرب وجشوبةالمأكل لعدم اهتدائهم إلى ما يصلحهم فيدنياهم، ولفقرهم وقلة ذات يدهم، وخوفهم منالأعادي.

(99). الخاسئ: المبعد المطرود.

(100). التخطف: استلاب الشيء وأخذه بسرعة،اقتبس من قوله تعالى: (واذكروا إذ أنتمقليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكمالناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم منالطيبات لعلكم تشكرون). وفي نهج البلاغة عنأمير المؤمنين عليه السلام إن الخطاب فيتلك الآية لقريش خاصة، والمراد بالناسسائر العرب أو الأعم.

(101). اللتيا بفتح اللام وتشديد الياء:تصغير التي، وجوز بعضهم فيه ضم اللام،وهما كنايتان عن الداهية الصغيرةوالكبيرة.

(102). يقال: مني بكذا ـ على صيغة المجهول ـأي ابتلي. وبهم الرجل ـ كصرد ـ: الشجعانمنهم، لأنهم لشدة بأسهم لا يدرى من أينيؤتون. وذؤبان العرب: لصوصهم وصعاليكهمالذين لا مال لهم ولا اعتماد عليهم.والمردة: العتاة المتكبرون المجاوزونللحد.

(103). نجم الشيء ـ كنصر ـ نجوماً: ظهر وطلع.والمراد بالقرن: القوة. وفسر قرن الشيطانبأمته ومتابعيه.

(104). فغر فاه، أي فتحه، وفغر فوه، أيانفتح، يتعدى ولا يتعدى. والفاغرة منالمشركين: الطائفة العادية منهم تشبيهاًبالحية أو السبع. ويمكن تقدير الموصوفمذكراً على أن يكون التاء للمبالغة.

(105). القذف: الرمي، ويستعمل في الحجارة،كما أن الحذف يستعمل في الحصا، يقال: همبين حاذف وقاذف. واللهوات بالتحريك: جمعلهاة وهي اللحمة في أقصى سقف الفم. وفي بعضالروايات: (في مهواتها) بالميم وهيبالتسكين: الحفرة وما بين الجبلين ونحوذلك. وعلى أي حال المراد أنه صلّى اللهعليه وآله كلما أراد طائفة من المشركين أوعرضت له داهية عظيمة بعث علياً عليهالسلام لدفعها وعرضه للمهالك. وفي روايةالكشف وابن أبي طاهر: (كلما حشوا ناراًللحرب ونجم قرن للضلال). قال الجوهري: (حششتالنار: أوقدتها).

(106). انكفأ، بالهمزة: أي رجع، من قولهم:كفأت القوم كفأ: إذا أرادوا وجهاً فصرفتهمعنه إلى غيره فانكفؤا، أي رجعوا.

(107). الصماخ، بالكسر: ثقب الأذن، والأذننفسها. وبالسين كما في بعض الروايات لغةفيه. والأخمص: ما لا يصيب الأرض من باطنالقدم عند المشي. ووطي الصماخ بالأخمصعبارة عن القهر والغلبة على أبلغ وجه،وكذا إخماد اللهب بماء السيف استعارةبليغة شائعة.

(108). المكدود: من بلغه التعب والأذى. وذاتالله: أمره ودينه وكل ما يتعلق به سبحانه.وفي الكشف: (مكدوداً دؤوباً في ذات الله).

(109). بالجر صفة الرسول، أو بالنصب عطفاًعلى الأحوال السابقة، ويؤيد الأخير ما فيرواية ابن أبي طاهر (سيداً في أولياء الله).

(110). التشمير في الأمر: الجد والاهتمامفيه.

(111). الكدح: العمل والسعي.

(112). قال الجوهري: (الدعة: الخفض، تقول منه:ودع الرجل فهو وديع أي ساكن، ووادع أيضاً،يقال: نال فلان المكارم وادعاً من غيركلفة). وقال: (الفكاهة بالضم: المزاح،وبالفتح مصدر فكه الرجل ـ بالكسر ـ فهوفكه: إذا كان طيب النفس مزاحاً. والفكهأيضاً: الأشر والأبطر)، وقرئ: (ونعمة كانوافيها فاكهين) أي أشرين، وفاكهين أي ناعمين.والمفاكهة: الممازحة. وفي رواية ابن أبيطاهر: (وأنتم في بلهنية وادعون آمنون). قالالجوهري: (هو في بلهنية من العيش أي سعةورفاهية، وهو ملحق بالخماسي بألف في آخره،وإنما صارت ياء لكسرة ما قبلها). وفي الكشف:(وأنتم في رفهنية) وهي مثلها لفظاً ومعنى.

(113). صروف الزمان وحوادث الأيام والعواقبالمذمومة، وأكثر ما تستعمل الدائرة فيتحول النعمة إلى الشدة. أي كنتم تنتظروننزول البلايا علينا وزوال النعمة والغلبةعنا.

(114). التوكف: التوقع. والمراد إخبارالمصائب والفتن. وفي بعض النسخ: (تتواكفونالأخيار)، يقال: واكفه في الحرب أي واجهه.

(115). النكوص: الإحجام والرجوع عن الشيء.والنزال بالكسر: أن ينزل القرنان عنإبلهما إلى خيلهما فيتضاربا. والمقصود منتلك الفقرات أنهم لم يزالوا منافقين لميؤمنوا قط.

(116). الحسيكة: العداوة. قال الجوهري:(الحسك: حسك السعدان، الواحدة: حسكة.وقولهم: في صدره عليّ حسيكة وحساكة أي ضغنوعداوة). وفي بعض الروايات: (حسكة النفاق)فهو على الاستعارة.

(117). سمل الثوب ـ كنصر ـ: صار خلقاً.والجلباب بالكسر: الملحفة، وقيل: ثوب واسعللمرأة غير الملحفة، وقيل: هو إزار ورداء،وقيل: هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسهاوظهرها وصدرها.

(118). الكظوم: السكوت.

(119). نبغ الشيء ـ كمنع ونصر ـ أي ظهر، ونبغالرجل: إذا لم يكن في إرث الشعر ثم قالوأجاد. والخامل: من خفي ذكره وصوته وكانساقطاً لا نباهة له. والمراد بالأقلين:الأذلون. وفي بعض الروايات: (الأولين) وفيالكشف: (فنطق كاظم، ونبغ خامل).

(120). الهدير: ترديد البعير صوته في حنجرته.والفنيق: الفحل المكرم من الإبل الذي لايركب ولا يهان لكرامته على أهله.

(121). يقال: خطر البعير بذنبه يخطر ـ بالكسرـ خطراً وخطراناً: إذا رفعه مرة بعد مرةوضرب به فخذيه، ومنه قول الحجاج لما نصبالمنجنيق على الكعبة: (خطارة كالجملالفنيق)، شبه رميها بخطران الفنيق.

(122). مغرز الرأس، بالكسر: ما يختفى فيه.وقيل: لعل في الكلام تشبيهاً للشيطانبالقنفذ، فإنه إنما يطلع رأسه عند زوالالخوف، أو بالرجل الحريص المقدم على أمر،فإنه يمد عنقه إليه. والهتاف: الصياح.(وألفاكم) أي وجدكم.

(123). الغرة، بالكسر: الاغترار والانخداع.والضمير المجرور راجع إلى الشيطان.وملاحظة الشيء: مراعاته، وأصله من اللحظوهو النظر بمؤخر العين، وهو إنما يكون عندتعلق القلب بشيء، أي وجدكم الشيطان لشدةقبولكم للانخداع كالذي كان مطمح نظره أنيغتر بأباطيله. ويحتمل أن يكون (للعزة)بتقديم المهملة على المعجمة. وفي الكشف:(وللعزة ملاحظين) أي وجدكم طالبين للعزة.

(124). النهوض: القيام، واستنهضه لأمر أيأمره بالقيام إليه.

(125). أي مسرعين إليه

(126). أحمشت الرجل: أغضبته، وأحمشت النار:ألهبتها. أي حملكم الشيطان على الغضبفوجدكم مغضبين لغضبه، أو من عند أنفسكم.وفي المناقب القديم: (عطافاً) بالعينالمهملة والفاء، من العطف بمعنى الميلوالشفقة، ولعله أظهر لفظاً ومعنى.

(127). الوسم: أثر الكي، يقال: وسمته ـ كوعدتهـ وسماً.

(128). الورود: حضور الماء للشرب، والإيراد:الإحضار. والشرب بالكسر: الحظ من الماء،وهما كنايتان عن أخذ ما ليس لهم بحق منالخلافة والإمامة وميراث النبوة. وفيالكشف: (وأوردتموها شرباً ليس لكم).

(129). الكلم: الجرح. والرحب بالضم: السعة

(130). الجرح بالضم، الاسم، وبالفتح المصدر.و(لما يندمل) أي لم يصلح بعد.

(131). قبرته: دفنته.

(132). (ابتداراً) مفعول له للأفعال السابقة،ويحتمل المصدر بتقدير الفعل. وفي بعضالروايات: (بداراً زعمتم خوف الفتنة) أيادعيتم وأظهرتم للناس كذباً وخديعة أنّاإنما اجتمعنا في السقيفة دفعاً للفتنة، معأن الغرض كان غصب الخلافة عن أهلها وهو عينالفتنة. والالتفات في (سقطوا) لموافقةالآية الكريمة.

(133). التوبة: 49.

(134). (هيهات) للتبعيد، وفيه معنى التعجبكما صرح به الشيخ الرضي، وكذلك (كيف) و(أني)تستعملان في التعجب. وأفكه ـ كضربه ـ: صرفهعن الشيء وقلبه، أي إلى أين يصرفكمالشيطان وأنفسكم والحال أن كتاب اللهبينكم! وفلان بين أظهر قوم وبين ظهرانيهمأي مقيم بينهم محفوف من جانبيه أو منجوانبه بهم.

(135). الزاهر: المتلألئ المشرق. وفي الكشف:(بين أظهركم، قائمة فرائضه، واضحة دلائله،نيرة شرائعه).

(136). الكهف: 50

(137). (بدلاً) أي من الكتاب ما اختاروه منالحكم الباطل.

(138). آل عمران: 85.

(139). ريث ـ بالفتح ـ بمعنى قدر، وهي كلمةيستعملها أهل الحجاز كثيراً، وقد يستعملمع ما، يقال: لم يلبث إلا ريثما فعل كذا.وفي الكشف هكذا: (ثم لم تبرحوا ريثاً) وقالبعضهم: هذا ولم تريثوا حتّها إلا ريث. وفيرواية ابن أبي طاهر: (ثم لم تريثوا أختها)وعلى التقديرين ضمير المؤنث راجع إلى فتنةوفاة الرسول صلّى الله عليه وآله. وحتالورق من الغصن: نثرها، أي لم تصبروا إلىذهاب أثر تلك المصيبة. ونفرة الدابة،بالفتح: ذهابها وعدم انقيادها. والسلس،بكسر اللام: السهل اللين المنقاد، ذكرهالفيروز آبادي، وفي مصباح اللغة: سلسلسلساً من باب تعب: سهل ولان. والقيادبالكسر: ما يقاد به الدابة من حبل وغيره

(140). في الصحاح: (ورى الزند يري ورياً: إذاخرجت ناره. وفي لغة أخرى: (وري الزند يري،بالكسر فيهما، وأوريته أنا وكذلك وريتهتورية. وفلان يستوري زناد الضلالة). ووقدةالنار بالفتح: وقودها، ووقدها: لهبها.

(141). الجمرة: المتوقد من الحطب، فإذا بردفهو فحم. والجمر بدون التاء جمعها.

(142). الهتاف، بالكسر:* الصياح، وهتف به أيدعاه. *كذا، وفي القاموس والأقرب والمنجد:هتاف، بالضم.

(143). إهماد النار: إطفاؤها بالكلية.والحاصل أنكم إنما صبرتم حتى استقرتالخلافة المغصوبة عليكم، ثم شرعتم فيتهييج الشرور والفتن واتباع الشيطانوإبداع البدع وتغيير السنن.

(144). الإسرار: ضد الإعلان. والحسو بفتحالحاء وسكون السين المهملتين: شرب المرقوغيره شيئاً بعد شيء: والارتغاء: شربالرغوة وهو زبد اللبن. قال الجوهري:(الرغوة مثلثة: زبد اللبن. وارتغيت: شربتالرغوة. وفي المثل: (يسر حسواً في ارتغاء)يضرب لمن يظهر أمراً ويريد غيره. قالالشعبي لمن سأله عن رجل قبل أم امرأته(قال): يسر حسواً في ارتغائه، وقد حرمت عليهامرأته). وقال الميداني: قال أبو زيدوالأصمعي: أصلهالرجل يؤتى باللبن فيظهرأنه يريد الرغوة خاصة ولا يريد غيرهافيشربها وهو في ذلك ينال من اللبن، يضربلمن يريك أنه يعينك وإنما يجر النفع إلىنفسه.

(145). الخمر، بالتحريك: ما واراك من شجروغيره، يقال: توارى الصيد عني في خمرالوادي، ومنه قولهم: دخل فلان في خمارالناس ـ بالضم ـ أي ما يواريه أو يسترهمنهم. والضراء، بالضاد المعجمة المفتوحةوالراء المخففة: الشجر الملتف في الوادي،ويقال لمن ختل صاحبه وخادعه: يدب له الضراءويمشي له الخمر. وقال الميداني: قال ابنالأعرابي: الضراء: ما انخفض من الأرض.

(146). الحز، بفتح الحاء المهملة: القطع أوقطع الشيء من غير إبانة. والمدى بالضم: جمعمدية وهي السكين والشفرة.

(147). الوخز: الطعن بالرمح ونحوه لا يكوننافذاً، يقال: وخزه بالخنجر.

(148). المائدة، 50. وفيها (يبغون).

(149). أي الظاهرة البينة، يقال: فعلت ذلكالأمر ضاحية أي علانية.

(150). في رواية ابن أبي طاهر: (ويهاً معشرالمهاجرة ابتز إرث أبيه) قال الجوهري: (إذاأغريته بالشيء قلت: ويهاً يا فلان، وهوتحريض) انتهى. ولعل الأنسب هنا التعجب.والهاء في (أبيه) في الموضعين (وإرثيه)ـبكسر الهمزة بمعنى الميراثـ للسكت، كمافي سورة الحاقة. (كتابيه وحسابيه وماليهوسلطانيه) تثبت في الوقف وتسقط في الوصل.وقرئ بإثباتها في الوصل أيضاً. وفي الكشف:(ثم أنتم أولاء تزعمون أن لا إرث ليه) فهوأيضاً كذلك.

(151). اقتباس من سورة مريم، 27

(152). أي أمراً عظيماً بديعاً، وقيل: أيأمراً منكراً قبيحاً. وهو مأخوذ منالافتراء بمعنى الكذب. واعلم أنه قد وردتالروايات المتظافرة ـ كما ستعرف ـ في أنهاعليها السلام ادعت أن فدكاً كانت نحلة لهامن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم،فلعل عدم تعرضها ـ صلوات الله عليها ـ فيهذه الخطبة لتلك الدعوى ليأسها من قبولهمإياها، إذ كانت الخطبة بعد ما رد أبو بكرشهادة أمير المؤمنين عليه السلام ومن شهدمعه، وقد كان المنافقون الحاضرون معتقدينلصدقه، فتمسكت بحديث الميراث لكونه منضروريات الدين.

(153). سورة النمل: الآية 16.

(154). سورة مريم: الآية 6.

(155). سورة الأنفال: الآية 75.

(156). سورة النساء: الآية 11.

(157). سورة البقرة: الآية 180.

(158). بكسر الحاء وضمها وسكون الضاءالمعجمة: المكانة والمنزلة، يقال: حظيتالمرأة عند زوجها: إذا دنت من قلبه.

(159). في الكشف: (فزعتم أن لا حظ لي ولا إرثلي من أبِيَه. أفحكم الله بآية أخرج أبيمنها، أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان،أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي؟أفحكم الجاهلية (الآية). إيهاً معاشرالمسلمة أأبتز إرثيه؟ الله أن ترث أباكولا أرث أبيه؟ لقد جئتم سيئاً فرياً).

(160). الضمير راجع إلى فدك المدلول عليهابالمقام، والأمر بأخذها للتهديد.والخطام، بالكسر: كل ما يوضع في أنف البعيرليقاد به. والرحل ـ بالفتح ـ للناقة كالسرجللفرس، ورحل البعير ـ كمنع ـ شد على ظهرهالرحل. شبهتها عليها السلام في كونهامسلمة لا يعارضه في أخذها أحد بالناقةالمنقادة المهيأة للركوب.

(161). في بعض الروايات: (والغريم) أي طالبالحق.

(162). كلمة (ما) مصدرية، أي في القيامة يظهرخسرانكم.

(163). (ولكل نبأ مستقر) أي لكل خبر ـ يريد نبأالعذاب أو الإيعاد به ـ وقت استقرار ووقوع(وسوف تعلمون) عند وقوعه (من يأتيه عذابيخزيه)

(164). الاقتباس من موضعين: أحدهما سورةالأنعام، والآخر في سورة هود قصة نوح عليهالسلام حيث قال: (إن تسخروا منا فإنا نسخرمنكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيهعذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم)، فالعذابالذي يخزيهم الغرق، والعذاب المقيم عذابالنار.

(165). الطرف بالفتح: مصدر طرفت عين فلان: إذانظرت، وهو أن ينظر ثم يغمض. والطرف أيضاًالعين.

(166). المعشر: الجماعة. والفتية، بالكسر:جمع فتى وهو الشاب والكريم السخي. وفيالمناقب: (يا معشر البقية، وأعضاد الملة،وحصنة الإسلام). وفي الكشف: (يا معشرالبقية، ويا عماد الملة، وحصنة الإسلام).

(167). الأعضاد جمع عضد بالفتح: الأعوان،يقال: عضدته كنصرته لفظاً ومعنى.

(168). قال الجوهري: (ليس في فلان غميزة، أيمطعن)، ونحوه ذكر الفيروز آبادي وهو لايناسب المقام إلا بتكلف. وقال الجوهري:(رجل غمز، أي ضعيف). وقال الخليل في كتابالعين: (الغميزة بفتح العين المعجمةوالزاي: ضعفة في العمل وجهل في العقل،ويقال: سمعت كلمة فاغتمزتها في عقله، أيعلمت أنه أحمق) وهذا المعنى أنسب. وفيالكشف: (ما هذه الفترة) بالفاء المفتوحةوسكون التاء، وهو السكون، وهو أيضاًمناسب. وفي رواية ابن أبي طاهر بالراءالمهملة، ولعله من قولهم: غمر على أخيه، أيحقد وضغن، أو من قولهم: غُمر عليه، أي أغميعليه، أو من الغمر بمعنى الستر، ولعله كانبالضاد المعجمة فصحف، فإن استعمال إغماضالعين في مثل هذا المقام شائع.

(169). السنة، بالكسر: مصدر وسن يوسن ـ كعلميعلم ـ وسناً وسنة، والسنة: أول النوم، أوالنوم الخفيف، والهاء عوض عن الواو.والظلامة، بالضم كالمظلمة بالكسر: ما أخذهالظالم منك فتطلبه عنده. والغرض تهييجالأنصار لنصرتها، أو توبيخهم على عدمها.وفي الكشف بعد ذلك: (أما كان لرسول اللهصلّى الله عليه وآله أن يحفظ).

(170). سرعان مثلثة السين، وعجلان بفتحالعين كلاهما من أسماء الأفعال بمعنى سعوعجل، وفيهما معنى التعجب، أي ما أسرعوأعجل. وفي رواية ابن أبي طاهر: (سرعان ماأجدبتم فأكديتم)، يقال: أجدب القوم أيأصابهم الجدب. وأكدى الرجل: إذا قل خيره.والإهالة بكسر الهمزة: الودك وهو دسماللحم. وقال الفيروز آبادي: (قولهم: سرعانذا إهالة، أصله أن رجلاً كانت له نعجةعجفاء وكان رغامها يسيل من منخريهالهزالها، فقيل له: ما هذا الذي يسيل؟ فقال:ودكها. فقال السائل: سرعان ذا إهالة. ونصب(إهالة) على الحال، وذا إشارة إلى الرغام،أو تميز على تقدير نقل الفعل كقولهم: تصببزيد عرقاً، والتقدير: سرعان إهالة هذه. وهومثل يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته)انتهى. والرغام بالضم: ما يسيل من أنفالشاة والخيل. ولعل المثل كان بلفظ عجلان،فاشتبه على الفيروز آبادي أو غيره، أو كانكل منهما مستعملاً في هذا المثل. وغرضهاصلوات الله عليها التعجب من تعجيل الأنصارومبادرتهم إلى إحداث البدع، وترك السننوالأحكام، والتخاذل عن نصرة عترة سيدةالأنام، مع قرب عهدهم به، وعدم نسيانهم ماأوصاهم به فيهم، وقدرتهم على نصرتها وأخذحقها ممن ظلمها. ولا يبعد أن يكون المثلإخباراً مجملاً بما يترتب على هذه البدعةمن المفاسد الدينية وذهاب الآثار النبوية.

(171). الخطب، بالفتح: الشأن والأمر عظم أوصغر. والوهي كالرمي: الشق والخرق، يقال:وهي الثوب: إذا بلي وتخرق واستوسع

(172). استنهر: استفعل من النهر ـ بالتحريك ـبمعنى السعة، أي اتسع. والفتق: الشق،والرتق ضده. انفتق أي انشق. والضمائرالمجرورات الثلاثة راجعة إلى الخطب بخلافالمجرورين بعدها فإنهما راجعان إلى النبيصلّى الله عليه وآله.

(173). كسف النجوم: ذهاب نورها، والفعل منهيكون متعدياً ولازماً، والفعل كضرب. وفيرواية ابن أبي طاهر مكان الفقرة الأخيرة:(واكتأبت خيرة الله المصيبة) والاكتئاب:افتعال من الكآبة بمعنى الحزن. وفي الكشف:(واستنهر فتقه، وفقد راتقه، وأظلمت الأرض،واكتأبت لخيرة الله ـ إلى قولها ـ وأديلتالحرمة) من الإدالة بمعنى الغلبة.

(174). يقال: أكدى فلان أي بخل أو قل خيره.

(175). حريم الرجل: ما يحميه ويقاتل عنه.

(176). الحرمة: ما لا يحل انتهاكه. وفي بعضالنسخ: (الرحمة) مكان (الحرمة).

(177). النازلة: الشديدة.

(178). البائقة: الداهية.

(179). فناء الدار، ككساء: العرصة المتسعةأمامها. والممسى والمصبح ـ بضم الميمفيهما ـ مصدران وموضعان من الإصباحوالإمساء.

(180). الهتاف، بالكسر: الصياح. والصراخ،كغراب: الصوت أو الشديد منه. والتلاوة،بالكسر: القراءة. والإلحان: الإفهام، يقال:ألحنه القول أي أفهمه إياه. ويحتمل أن يكونمن اللحن بمعنى الغناء والطرب، قالالجوهري: (اللحن واحد الألحان واللحون،ومنه الحديث: اقرأوا القرآن بلحون العرب.وقد لحن في قراءته إذا طرب بها وغرد، وهوألحن الناس إذا كان أحسنهم قراءة أو غناء).انتهى. ويمكن أن يقرأ على هذا بصيغة الجمعأيضاً، والأول أظهر. وفي الكشف: (فتلكنازلة أعلن بها كتاب الله في قبلتكمممساكم ومصبحكم، هتافاً هتافاً).

(181). والحتم في الأصل: إحكام الأمر،والقضاء الحتم هو الذي لا يتطرق إليهالتغيير.

(182). أي مضت.

(183). الانقلاب على العقب: الرجوع القهقرى،أريد به الارتداد بعد الإيمان.

(184). سورة آل عمران: الآية 144.

(185). الشاكرون: المطيعون المعترفونبالنعم، الحامدون عليها. قال بعض الأماثل:واعلم أن الشبهة العارضة للمخاطبين، بموتالنبي صلّى الله عليه وآله إما عدم تحتمالعمل بأوامره وحفظ حرمته في أهله لغيبته،فإن العقول الضعيفة مجبولة على رعايةالحاضر أكثر من الغائب وإنه إذا غاب عنأبصارهم ذهب كلامه عن أسماعهم ووصاياه عنقلوبهم. فدفعها ما أشارت إليه صلوات اللهعليها ـ من إعلان الله جل ثناؤه وإخبارهبوقوع تلك الواقعة الهائلة قبل وقوعها،وإن الموت مما قد نزل بالماضين من أنبياءالله ورسله عليهم السلام ـ تثبيتاً للأمةعلى الإيمان، وإزالة لتلك الخصلة الذميمةعن نفوسهم. ويمكن أن يكون معنى الكلام:أتقولون مات محمد صلّى الله عليه وآلهوبعد موته ليس لنا زاجر ولا مانع عما نريد،ولا نخاف أحداً فيترك الانقياد للأوامروعدم الانزجار عن النواهي. ويكون الجوابما يستفاد من حكاية قوله سبحانه (أفإن ماتأو قتل) الآية، لكن لا يكون حينئذ لحديثإعلان الله سبحانه وإخباره بموت الرسولمدخل في الجواب إلا بتكلف. ويحتمل أن يكونشبهتهم عدم تجويزهم الموت على النبي صلّىالله عليه وآله كما أفصح عنه عمر بنالخطاب، وسيأتي في مطاعنه. فبعد تحقق موتهعرض لهم شك في الإيمان، ووهن في الأعمال،فلذلك خذلوها وقعدوا عن نصرتها. وحينئذمدخلية حديث الإعلان وما بعده في الجوابواضح. وعلى التقادير لا يكون قولها ـ صلواتالله عليها ـ: (فخطب جليل) داخلاً في الجوابولا مقولاً لقول المخاطبين على استفهامالتوبيخي، بل هو كلام مستأنف لبث الحزنوالشكوى، بل يكون الجواب ما بعد قولها(فتلك والله النازلة الكبرى) ويحتمل أنيكون مقولاً لقولهم، فيكون حاصل شبهتهم أنموته صلّى الله عليه وآله الذي هو أعظمالدواهي قد وقع، فلا يبالي بما وقع بعده منالمحظورات، فلذلك لم ينهضوا بنصرها،والانتصاف ممن ظلمها. ولما تضمن ما زعموهكون مماته صلّى الله عليه وآله أعظمالمصائب سلمت عليها السلام أولاً في مقامتلك المقدمة لكونها محض الحق، ثم نبهت علىخطأهم في أنها مستلزمة لقلة المبالاة بماوقع والقعود عن نصرة الحق وعدم اتباعأوامره صلّى الله عليه وآله بقولها (أعلنبها كتاب الله) إلى آخر الكلام. فيكون حاصلالجواب: إن الله قد أعلمكم بها قبل الوقوع،وأخبركم بأنها سنة ماضية في السلف منأنبيائه، وحذركم الانقلاب على أعقابكمكيلا تتركوا العمل بلوازم الإيمان بعدوقوعها، ولا تهنوا عن نصرة الحق وقمعالباطل. وفي تسليمها ما سلمته أولاً دلالةعلى أن كونها أعظم المصائب مما يؤيد وجوبنصرتي، فإني أنا المصاب بها حقيقة وإنشاركني فيها غيري، فمن نزلت به تلكالنازلة الكبرى فهو بالرعاية أحق وأحرى.ويحتمل أن يكون قولها عليها السلام (فخطبجليل) من أجزاء الثواب، فتكون شبهتهم بعضالوجوه المذكورة أو المركب من بعضها معبعض. وحاصل الجواب حينئذ: أنه إذا نزل بيمثل تلك النازلة الكبرى وقد كان الله عزوجل أخبركم بها وأمركم أن لا ترتدوا بعدهاعلى أعقابكم، فكان الواجب عليكم دفع الضيمعني والقيام بنصرتي. ولعل الأنسب بهذاالوجه ما في رواية ابن أبي طاهر من قولها(وتلك النازلة أعلن بها كتاب الله) بالواودون الفاء. ويحتمل أن لا تكون الشبهةالعارضة للمخاطبين مقصورة على أحد الوجوهالمذكورة، بل تكون الشبهة لبعضهم بعضهاوللآخر أخرى، ويكون كل مقدمة من مقدماتالجواب إشارة إلى دفع واحدة منها. أقول:ويحتمل أن لا تكون هناك شبهة حقيقية، بليكون الغرض أنه ليس لهم في ارتكاب الأمورالشنيعة حجة ومتمسك إلا أن يتمسك أحدبأمثال تلك الأمور الباطلة الواهية التيلا يخفى على أحد بطلانها. وهذا شائع فيالاحتجاج.

(186). أيهاً ـ بفتح الهمزة والتنوين ـ بمعنىهيهات. وبنو قيلة: الأوس والخزرج قبيلتاالأنصار. وقيلة بالفتح: اسم أم لهم قديمةوهي قيلة بنت كاهل.

(187). الهضم: الكسر، يقال: هضمت الشيء أيكسرته، وهضم حقه واهتضمه: إذا ظلمه وكسرعليه حقه. والتراث، بالضم: الميراث، وأصلالتاء فيه واو.

(188). أي بحيث أراكم وأسمعكم كلامكم. وفيرواية ابن أبي طاهر (منه) أي من الرسول صلّىالله عليه وآله.

(189). والمبتدأ في أكثر النسخ بالباءالموحدة مهموزاً، فلعل المعنى أنكم منمكان يبتدئ منه الأمور والأحكام. والأظهرأنه تصحيف المنتدا بالنون غير مهموز بمعنىالمجلس، وكذا في المناقب القديم، فيكون(المجمع) كالتفسير له. والغرض الاحتجاجعليهم بالإجماع الذي هو من أسباب القدرةعلى دفع الظلم. واللفظان غير موجودين فيرواية ابن أبي طاهر.

(190). (تلبسكم) على بناء المجرد أي تغطيكموتحيط بكم. والدعوة: المرة من الدعاء أيالنداء كالخبرة ـ بالفتح ـ من الخبر بالضمبمعنى العلم، أو الخبرة بالكسر بمعناه.والمراد بالدعوة نداء المظلوم للنصرة،وبالخبرة علمهم بمظلوميتها صلوات اللهعليها. والتعبير بالإحاطة والشمولللمبالغة أو للتصريح بأن ذلك قد عمهمجميعاً. وليس من قبيل الحكم على الجماعةبحكم البعض أو الأكثر. وفي رواية ابن أبيطاهر: (الحيرة) بالحاء المهملة، ولعلهتصحيف، ولا يخفى توجيهه.

(191). الكفاح: استقبال العدو في الحرب بلاترس ولا جنة، ويقال: فلان يكافح الأمور أييباشرها بنفسه.

(192). النجبة، كهمزة: النجيب الكريم. وقيل:يحتمل أن يكون بفتح الخاء المعجمة أوسكونها بمعنى المنتخب المختار. ويظهر منابن الأثير أنها بالسكون تكون جمعاً.

(193). الخيرة، كعنبة: المفضل من القومالمختار منهم.

(194). أي حاربتم الخصوم ودافعتموهم بجدواهتمام كما يدافع الكبش قرنه بقرنه.والبهم: الشجعان كما مر. ومكافحتها: التعرضلدفعها من غير توان وضعف.

(195). في المناقب: (لنا أهل البيت قاتلتموناطحتم الأمم وكافحتم البهم).

(196). (أو تبرحون) معطوف على مدخول النفي،فالمنفي أحد الأمرين، ولا ينتفي إلابانتفائهما معاً، فالمعنى لا نبرح ولاتبرحون.

(197). أي كنا لم نزل آمرين، وكنتم مطيعينلنا في أوامرنا. وفي كشف الغمة: (وتبرحون)بالواو، فالعطف على مدخول النفي أيضاًويرجع إلى ما مر. وعطفه على النفي إشعاراًبأنه قد كان يقع منهم براح عن الإطاعة كمافي غزوة أحد وغيرها بخلاف أهل البيت عليهمالسلام إذ لم يعر ض لهم كلال عن الدعوةوالهداية، بعيد عن المقام. والأظهر ما فيرواية ابن أبي طاهر من ترك المعطوف رأساً:(لا نبرح نأمركم) أي لم يزل عادتنا الأمر،وعادتكم الائتمار. وفي المناقب (لا نبرحولا تبرحون نأمركم) فيحتمل أن يكون (أو) فيتلك النسخة أيضاً بمعنى الواو، أي لا نزالنأمركم ولا تزالون تأتمرون. ولعل فيالمناقب أظهر النسخ وأصوبها.

(198). دوران الرحى كناية عن انتظام أمرها.والباء للسببية.

(199). در اللبن: جريانه وكثرته. والحلببالفتح: استخراج ما في الضرع من اللبن،وبالتحريك: اللبن المحلوب، والثاني أظهراللزوم ارتكاب تجوز في الإسناد، أو فيالمسند إليه على الأول.

(200). والنعرة بالنون والعين والراءالمهملتين مثال همزة: الخيشوم والخيلاءوالكبر، أو بفتح النون من قولهم نعر العرقبالدم أي فار. فيكون الخضوع بمعنى السكون،أو بالغين المعجمة من نغرت القدر أي فارت.وقال الجوهري: (نغر الرجل ـ بالكسر ـ أياغتاض. قال الأصمعي: هو الذي يغلي جوفه منالغيظ. وقال ابن السكيت: يقال: ظل فلانيتنغر على فلان أي يتذمر عليه). وفي أكثرالنسخ بالثاء المثلثة المضمومة والغينالمعجمة وهي نقرة النحر بين الترقوتين.فخضوع ثغرة الشرك كناية عن محقه وسقوطهكالحيوان الساقط على الأرض، نظيره قولأمير المؤمنين ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ(أنا وضعت كلكل العرب) أي صدورهم.

(201). الإفك، بالكسر: الكذب. وفورة الإفك:غليانه وهيجانه.

(202). خمدت النار: أي سكن لهبها ولم يطفأجمرها، ويقال: همدت ـ بالهاء ـ إذا طفيجمرها. وفيه إشعار بنفاق بعضهم وبقاء مادةالكفر في قلوبهم. وفي رواية ابن أبي طاهر:(وباخت نيران الحرب) قال الجوهري: (باخ الحروالنار والغضب والحمى أي سكن وفتر).

(203). هدأت أي سكنت. والهرج: الفتنةوالاختلاط. وفي الحديث: الهرج القتل.

(204). استوسق أي اجتمع وانضم، من الوسقبالفتح وهو ضم الشيء إلى الشيء، واتساقالشيء: انتظامه. وفي الكشف: (فناويتمالعرب، وبادهتم الأمور (إلى قولها عليهاالسلام) حتى دارت لكم بنا رحى الإسلام، ودرحلب البلاد وخبت نيران الحرب)، يقال: بدههبأمر أي استقبله به، وبادهه: فاجأه.

(205). كلمة (أنى) ظرف مكان بمعنى (أين) وقديكون بمعنى (كيف) أي من أين حرتم وما كانمنشأه؟ و(جرتم) إما بالجيم من الجور وهوالميل عن القصد والعدول عن الطريق، أيلماذا تركتم سبيل الحق بعد ما تبين لكم. أوبالحاء المهملة المضمومة من الحور بمعنىالرجوع أو النقصان، يقال: (نعوذ بالله منالحور بعد الكور) أي من النقصان بعدالزيادة. وإما بكسرها من الحيرة.

(206). النكوص: الرجوع إلى خلف.

(207). سورة التوبة: الآية 13.

(208). نكث العهد، بالفتح: نقضه. والأيمانجمع اليمين وهو القسم. والمشهور بينالمفسرين أن الآية نزلت في اليهود الذيننقضوا عهودهم، وخرجوا مع الأحزاب، وهموابإخراج الرسول من المدينة، وبدأوا بنقضالعهد والقتال. وقيل: نزلت في مشركي قريشوأهل مكة حيث نقضوا أيمانهم التي عقدوهامع الرسول والمؤمنين على أن لا يعاونواعليهم أعداءهم، فعاونوا بني بكر علىخزاعة، وقصدوا إخراج الرسول صلّى اللهعليه وآله من مكة حين تشاوروا بدار الندوةوأتاهم إبليس بصورة شيخ نجدي ـ إلى آخر مامر من القصة، فهم بدأوا بالمعاداةوالمقاتلة في هذا الوقت، أو يوم بدر، أوبنقض العهد. والمراد بالقوم الذين نكثواأيمانهم في كلامها (صلوات الله عليها) إماالذين نزلت فيهم الآية، فالغرض بيان وجوبقتال الغاصبين للإمامة ولحقها، الناكثينلما عهد إليهم الرسول صلّى الله عليه وآلهفي وصيه عليه السلام وذوي قرباه وأهل بيتهكما وجب بأمره سبحانه قتال من نزلت الآيةفيهم. أو المراد بهم الغاصبون لحق أهلالبيت عليهم السلام، فالمراد بنكثهمأيمانهم نقض ما عهدوا إلى الرسول صلّىالله عليه وآله حين بايعوه من الانقياد لهفي أوامره والانتهاء عند نواهيه وأن لايضمروا له العداوة، فنقضوه وناقضوا ماأمرهم به. والمراد بقصدهم إخراج الرسولصلّى الله عليه وآله عزمهم على إخراج من هوكنفس الرسول صلّى الله عليه وآله وقائممقامه بأمر الله وأمره عن مقام الخلافة،وعلى إبطال أوامره ووصاياه في أهل بيتهالنازل منزلة إخراجه من مستقره، وحينئذيكون من قبيل الاقتباس. وفي بعض الروايات:(لقوم نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسولوهم بدأوكم أول مرة، أتخشونهم). فقوله(لقوم) متعلق بقوله (تخشونهم).

(209). الرؤية هنا بمعنى العلم أو النظربالعين. وأخلد إليه: ركن ومال. والخفضبالفتح: سعة العيش.

(210). المراد بمن هو أحق بالبسط والقبض أميرالمؤمنين صلوات الله عليه، وصيغة التفضيلمثلها في قوله تعالى: (قل أذلك خير أم جنةالخلد)

(211). خلوت بالشيء: انفردت به واجتمعت معهفي خلوة. والدعة: الراحة والسكون.

(212). مج الشراب من فيه: رمى به. و(وعيتم) أيحفظتم

(213). الدسع، كالمنع: الدفع والقيء وإخراجالبعير جرته إلى فيه. وساغ الشراب يسوغسوغاً: إذا سهل مدخله في الحلق، وتسوغه:شربه بسهولة.

(214). صيغة (تكفروا) في كلامها عليها السلامإما من الكفران وترك الشكر كما هو الظاهرمن سياق الكلام المجيد حيث قال تعالى: (وإذتأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم وإن كفرتمإن عذابي لشديد). وقال موسى: (وإن تكفرواأنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغنيحميد)، أو من الكفر بالمعنى الأخص.والتغيير في المعنى لا ينافي الاقتباس، معأن في الآية أيضاً يحتمل هذا المعنى.والمراد إن تكفروا أنتم ومن في الأرضجميعاً من الثقلين فلا يضر ذلك إلا أنفسكمفإنه سبحانه غني عن شكركم وطاعتكم، مستحقللحمد في ذاته، أو محمود تحمده الملائكةبل جميع الموجودات بلسان الحال، وضررالكفران عائد إليكم حيث حرمتم من فضلهتعالى ومزيد إنعامه وإكرامه. والحاصل أنكمإنما تركتم الإمام بالحق، وخلعتم بيعته منرقابكم، ورضيتم ببيعة أبي بكر لعلمكم بأنأمير المؤمنين عليه السلام لا يتهاون ولايداهن في دين الله ولا تأخذه في الله لومةلائم، ويأمركم بارتكاب الشدائد في الجهادوغيره، وترك ما تشتهون من زخارف الدنيا،ويقسم الفيء بينكم بالسوية، ولا يفضلالرؤساء والأمراء، وإن أبا بكر رجل سلسالقياد، مداهن في الدين لإرضاء العباد،فلذا رفضتم الإيمان، وخرجتم عن طاعتهسبحانه إلى طاعة الشيطان، ولا يعود وبالهإلا إليكم. وفي الكشف: (ألا وقد أرى ـ واللهـ أن قد أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلىالدعة، فمججتم الذي أوعيتم، ولفظتم الذيسوغتم). وفي رواية ابن أبي طاهر: (فعجتم عنالدين). يقال: ركن إليه ـ بفتح الكاف وقديكسر ـ أي مال إليه وسكن. وقال الجوهري:(عجت بالمكان أعوج أي أقمت به. وعجت غيري،يتعدى ولا يتعدى. وعجت البعير: عطفت رأسهبالزمام. والعايج: الواقف. وذكر ابنالأعرابي: فلان ما يعوج عن شيء، أي ما يرجععنه).

(215). سورة إبراهيم: الآية 8. وفيها (إنتكفروا).

(216). الخذلة: ترك النصر. و(خامرتكم) أيخالطتكم.

(217). الغدر: ضد الوفاء. واستشعره أي لبسه،والشعار: الثوب الملاصق للبدن.

(218). الفيض في الأصل كثرة الماء وسيلانه،يقال: فاض الخبر أي شاع، وفاض صدره بالسرأي باح به وأظهره، ويقال: فاضت نفسه أيخرجت روحه، والمراد به هنا إظهار المضمرفي النفس لاستيلاء الهم وغلبة الحزن.

(219). النفث بالضم شبيه بالنفخ، وقد يكونللمغتاظ تنفس عال تسكيناً لحر القلبوإطفاء لنائرة الغضب.

(220). الخَور، بالفتح والتحريك: الضعف.والقنا: جمع قناة وهي الرمح، وقيل: كل عصامستوية أو معوجة قناة. ولعل المراد بخورالقنا ضعف النفس عن الصبر على الشدةوكتمان الضر، أو ضعف ما يعتمد عليه فيالنصر على العدو، والأول أنسب.

(221). البث: النشر والإظهار، والهم الذي لايقدر صاحبه على كتمانه فيبثه أي يفرقه.

(222). تقدمة الحجة: إعلام الرجل قبل وقتالحاجة قطعاً لاعتذاره بالغفلة. والحاصلأن استنصاري منكم وتظلمي لديكم وإقامةالحجة عليكم لم يكن رجاء للعون والمظاهرة،بل تسلية للنفس وتسكيناً للغضب وإتماماًللحجة، لئلا تقولوا يوم القيامة: (إنا كناعن هذا غافلين).

(223). الحقب، بالتحريك: حبل يشد به الرحلإلى بطن البعير، يقال: أحقبت البعير، أيشددته به، وكل ما شد في مؤخر رحل أو قتب فقداحتقب، ومنه قيل: احتقب فلان الإثم، كأنهجمعه واحتقبه من خلفه، فظهر أن الأنسب فيهذا المقام (أحقبوها) بصيغة الإفعال أيشدوا عليها ذلك وهيأوها للركوب، لكن فيماوصل إلينا من الروايات على بناء الافتعال.

(224). الدبر، بالتحريك: الجرح في ظهرالبعير، وقيل: جرح الدابة مطلقاً.

(225). النقب، بالتحريك: رقة خف البعير.

(226). العار الباقي: عيب لا يكون في معرضالزوال.

(227). وسمته وسماً وسمة: إذا أثرت فيه بسمةوكي. والشنار: العيب والعار.

(228). نار الله الموقدة: المؤججة علىالدوام. والاطلاع على الأفئدة: إشرافهاعلى القلوب بحيث يبلغها ألمها، كما يبلغظواهر البدن وقيل: معناه أن هذه النار تخرجمن الباطن إلى الظاهر بخلاف نيران الدنيا.وفي الكشف (أنها عليهم مؤصدة) والمؤصدة:المطبقة.

(229). أي متلبس بعلم الله أعمالكم ويطلععليها كما يعلم أحدكم ما يراه ويبصره. وقيلفي قوله تعالى: (تجري بأعيننا) إن المعنىتجري بأعين أوليائنا من الملائكة والحفظة.

(230). المنقلب: المرجع والمنصرف؟ و(أي)منصوب على أنه صفة مصدر محذوف، والعاملفيه (ينقلبون)، لأن ما قبل الاستفهام لايعمل فيه وإنما يعمل فيه ما بعده،والتقدير: (سيعلم الذين ظلموا ينقلبونانقلاباً أي انقلاب).

(231). سورة الشعراء: الآية 227.

(232). أي أنا ابنة من أنذركم بعذاب الله علىظلمكم، فقد تمت الحجة عليكم.

(233). الأمر في (اعملوا) و(انتظروا) للتهديد.

(234). اقتباس من سورة هود، 121 و122

(235). المجالدة: المضاربة بالسيوف.

(236). استبد فلان بالرأي، أي انفرد بهواستقل.

(237). أي لا نقبض ولا نصرف

(238). أي لا نحط درجتك ولا ننكر فضل أصولكوأجدادك وفروعك وأولادك.

(239). ترين: من الرأي بمعنى الاعتقاد

(240). الصادف عن الشيء: المعرض عنه.

(241). الأثر، بالتحريك وبالكسر: أثر القدم.

(242). القفو: الاتباع. والسور، بالضم: كلمرتفع عال، ومنه سور المدينة، ويكون جمعسورة وهي كل منزلة من البناء، ومنه سورةالقرآن، لأنها منزلة بعد منزلة، وتجمع علىسور بفتح الواو، وفي العبارة يحتملها.والضمائر المجرورة تعود إلى الله تعالى أوإلى كتابه، والثاني أظهر.

(243). الاعتلال: إبداء العلة والاعتذار.والزور: الكذب.

(244). البغي: الطلب. والغوايل: المهالكوالدواهي. أشارت عليها السلام بذلك إلى مادبروا ـ لعنهم الله ـ في إهلاك النبي صلّىالله عليه وآله واستئصال أهل بيته عليهمالسلام في العقبتين وغيرهما مما أوردناهفي هذا الكتاب متفرقاً. أقول: سيأتي الكلامفي مواريث الأنبياء في باب المطاعن إن شاءالله تعالى. والتوزيع: التقسيم. والقسط،بالكسر: الحصة والنصيب.

(245). الإزاحة: الإذهاب والإبعاد.

(246). التظني: إعمال الظن، وأصله الظنن.والغابر: الباقي، وقد يطلق على الماضي.

(247). التسويل: تحسين ما ليس بحسن وتزيينهوتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله،وقيل: هو تقدير معنى في النفس على الطمع فيتمامه.

(248). أي فصبري جميل، أو الصبر الجميل أولىمن الجزع الذي لا يغني شيئاً. وقيل: إنمايكون الصبر جميلاً إذا قصد به وجه اللهتعالى وفعل للوجه الذي وجب، ذكره السيدالمرتضى رضي الله عنه.

(249). سورة يوسف: الآية 18.

(250). من المصدر المضاف إلى الفاعل

(251). مراده بما تقلدوا ما أخذ فدك أوالخلافة، أي أخذت الخلافة بقول المسلمينواتفاقهم فلزمني القيام بحدودها التي منجملتها أخذ فدك، للحديث المذكور.

(252). المكابرة: المغالبة. والاستبدادوالاستئثار: الانفراد بالشيء.

(253). القيل بمعنى القول، وكذا القال، وقيل:القول في الخير، والقيل والقال في الشر،وقيل: القول مصدر، والقيل والقول اسمان له.

(254). الإغضاء: إدناء الجفون، وأغضى علىالشيء، أي سكت ورضي به.

(255). روي عن الصادق والكاظم عليهما السلامفي الآية: إن المعنى: أفلا يتدبرون القرآنفيقضوا بما عليهم من الحق؟ وتنكير القلوبلإرادة قلوب هؤلاء ومن كان مثلهم من غيرهم.

(256). محمد صلّى الله عليه وآله: 24.

(257). الرين: الطبع والتغطية، وأصله الغلبة.

(258). التأول والتأويل: التصيير والإرجاعونقل الشيء عن موضعه، ومنه تأويل الألفاظأي نقل اللفظ عن الظاهر.

(259). الإشارة: الأمر بأحسن الوجوه في أمر.

(260). شر ـ كفر ـ بمعنى ساء. والاعتياض: أخذالعوض والرضاء به، والمعنى: ساء ما أخذتممنه عوضاً عما تركتم.

(261). المحمل ـ كمجلس ـ مصدر.

(262). الغب، بالكسر: العاقبة. والوبال، فيالأصل: الثقل والمكروه، ويراد به في عرفالشرع عذاب الآخرة، والعذاب الوبيل:الشديد.

(263). الضراء، بالفتح والتخفيف: الشجرالملتف كما مر، يقال: توارى الصيد مني فيضراء. والوراء يكون بمعنى قدام كما يكونبمعنى خلف، وبالأول فسر قوله تعالى: (وكانوراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً). ويحتملأن تكون الهاء زيدت من النساخ، أو الهمزة،فيكون على الأخير بتشديد الراء من قولهم(ورى الشيء تورية) أي أخفاه. وعلى التقاديرفالمعنى: وظهر لكم ما ستر عنكم الضراء.

(264). أي ظهر لكم من صنوف العذاب ما لمتكونوا تنتظرونه ولا تظنونه واصلاً إليكمولم يكن في حسبانكم.

(265). اقتباس من سورة الزمر: 47.

(266). المبطل: صاحب الباطل، من أبطل الرجل:إذا أتى بالباطل.

(267). سورة الغافر، الآية 78.

(268). في الكشف: (ثم التفتت إلى قبر أبيهامتمثلة بقول هند بنت أثاثة) ثم ذكرالأبيات.

(269). قال في النهاية: (الهنبثة: واحدةالهنابث، وهي الأمور الشداد المختلفة.والهنبثة: الاختلاط في القول، والنونزائدة). وذكر (فيه: أن فاطمة عليها السلامقالت بعد موت النبي صلّى الله عليه وآله:(قد كان بعدك أنباء) إلى آخر البيتين، إلاأنه قال: (فاشهدهم ولا تغب) والشهود:الحضور. والخطب، بالفتح: الأمر الذي تقعفيه المخاطبة، والشأن والحال. والوابل:المطر الشديد. ونكب فلان عن الطريق ـ كنصروفرح ـ أي عدل ومال.

(270). القربى، في الأصل: القرابة في الرحم.والمنزلة: المرتبة والدرجة، ولا تجمع.والأدنين: هم الأقربون. واقترب أي تقارب.وقال في مجمع البيان: (في اقترب زيادةمبالغة على قرب، كما أن في اقتدر زيادةمبالغة على قدر). ويمكن تصحيح تركيب البيتوتأويل معناه على وجوه: الأول، وهو الأظهر:أن جملة (له قربى) صفة لأهل، والتنوين في(منزلة) للتعظيم. والظرفان متعلقانبالمنزلة لما فيها من معنى الزيادةوالرجحان، و(مقترب) خبر لكل، أي ذو القربالحقيقي، أو عند ذي الأهل كل أهل كانت لهمزية وزيادة على غيره من الأقربين عندالله تعالى. والثاني: تعلق الظرفين بقولها(مقترب) أي كل أهل له قرب ومنزلة من ذيالأهل فهو عند الله تعالى مقترب مفضل علىسائر الأدنين. والثالث: تعلق الظرف الأولبالمنزلة، والثاني بالمقترب، أي كل أهلاتصف بالقربى بالرجل وبالمنزلة عند الله،فهو مفضل على من هو أبعد منه. والرابع: أنيكون جملة (له قربى) خبراً للكل، و(مقترب)خبراً ثانياً، وفي الظرفين يجريالاحتمالات السابقة. والمعنى: أن كل أهلنبي من الأنبياء له قرب ومنزلة عند اللهومفضل على سائر الأقارب عند الأمة.

(271). بدا الأمر بدواً: ظهر، وأبداه: أظهره.والنجوى: الاسم من نجوته. إذا ساررته،ونجوى صدورهم: ما أضمروه في نفوسهم منالعداوة ولم يتمكنوا من إظهاره في حياتهصلّى الله عليه وآله. وفي بعض النسخ: (فحوىصدورهم)، وفحوى القول: معناه، والمآل واحد.وقال الفيروز آبادي: (الترب والترابوالتربة، معروف. وجمع التراب: أتربةوتربان، ولم يسمع لسائرها بجمع) انتهى.فيمكن أن يكون بصيغة المفرد، والتأنيثبتأويل الأرض، كما قيل، والأظهر أنه بضمالتاء وفتح الراء: جمع تربة، قال في مصباحاللغة: (التربة: المقبرة، والجمع: ترب، مثلغرفة وغرف). وحال الشيء بيني وبينك أيمنعني من الوصول إليك. ودون الشيء: قريبمنه، يقال: دون النهر جماعة، أي قبل أن تصلإليه.

(272). التهجم: الاستقبال بالوجه الكريه.والمغتصب، على بناء المفعول: المغصوب.

(273). المحتجب على بناء الفاعل.

(274). صادفه: وجده ولقيه. والكثب، بضمتين:جمع كثيب وهو التل من الرمل.

(275). الرزء، بالضم مهموزاً: المصيبة بفقدالأعزة، ورزينا على بناء المجهول. والشجن،بالتحريك: الحزن. وفي القاموس: (العجم،بالضم وبالتحريك: خلاف العرب). أقول: وجدتفي نسخة قديمة لكشف الغمة منقولة من خطالمصنف مكتوباً على هامشها بعد إيرادخطبتها ـ صلوات الله عليها ـ ما هذا لفظه:وجد بخط السيد المرتضى علم الهدى الموسويـ قدس الله روحه ـ أنه لما خرجت فاطمةعليها السلام من عند أبي بكر حين ردها عنفدك استقبلها أمير المؤمنين عليه السلامفجعلت تعنفه، ثم قالت: اشتملت ـ إلى آخركلامها عليها السلام.

(276). الانكفاء: الرجوع. وتوقعت الشيءواستوقعته، أي انتظرت وقوعه. وطلعت علىالقوم: أتيتهم. وتطلع الطلوع: انتظاره.

(277). أي سكنت كأنها اضطربت وتحركتلخروجها، أو على سبيل القلب، وهذا شائع،يقال: استقرت نوى القوم واستقرت بهمالنوى، أي أقاموا.

(278). اشتمل بالثوب أي أداره على جسده كله.والشملة، بالفتح: كساء يشتمل به. والشملة،بالكسر: هيئة الاشتمال، فالشملة إما مفعولمطلق من غير الباب كقوله تعالى: (نباتاً)،أو في الكلام حذف وإيصال. وفي رواية السيد:(مشيمة الجنين) وهي محل الولد في الرحم،ولعله أظهر. والجنين: الولد ما دام فيالبطن.

(279). الحجرة، بالضم: حظيرة الإبل، ومنهحجرة الدار. والظنين: المتهم، والمعنى:اختفيت عن الناس كالجنين، وقعدت عن طلبالحق ونزلت منزلة الخائف المتهم. وفيرواية السيد: (الحجزة) بالزاء المعجمة. وفيبعض النسخ: (قعدت حجزة الظنين). وقال فيالنهاية: (الحجزة: موضع شد الإزار، ثم قيلللإزار حجزة، للمجاورة). وفي القاموس:(الحجزة، بالضم: معقد الإزار، ومن الفرس:مركب مؤخر الصفاق بالحقو). وقال: (شدةالحجزة كناية عن الصبر).

(280). قوادم الطير: مقاديم ريشه، وهي عشر فيكل جناح، واحدتها: قادمة. والأجدل: الصقر.

(281). الأعزل الذي لا سلاح معه. قيل: لعلها(صلوات الله عليها) شبهت الصقر الذي نقضتقوادمه، بمن لا سلاح له. والمعنى: تركت طلبالخلافة في أول الأمر قبل أن يتمكنوا منهاويشيدوا أركانها، وظنت أن الناس لا يرونغيرك أهلاً للخلافة، ولا يقدمون عليكأحداً، فكنت كمن يتوقع الطيران من صقرمنقوضة القوادم. أقول: يحتمل أن يكونالمراد أنك نازلت الأبطال، وخضت الأهوال،ولم تبال بكثرة الرجال حتى نقضت شوكتهم،واليوم غلبت من هؤلاء الضعفاء والأرذال،وسلمت لهم الأمر ولا تنازعهم. وعلى هذا،الأظهر أنه كان في الأصل (خاتك) بالتاءالمثناة الفوقانية فصحف. قال الجوهري: (خاتالبازي واختات، أي انقض ليأخذه) وقالالشاعر: (يخوتون أخرى القوم خوت الأجادل).والخائتة: العقاب إذا انقضت فسمع صوتانقضاضها. والخوات: دوي جناح العقاب.والخوات، بالتشديد: (الرجل الجريء). وفيرواية السيد: (نفضت) بالفاء، وهو يؤيدالمعنى الأول.

(282). قحافة بضم القاف وتخفيف المهملة

(283). الابتزاز: الاستلاب وأخذ الشيء بقهروغلبة، من البز بمعنى السلب. والنحيلة:فعيلة بمعنى مفعول، من النحلة ـ بالكسر ـبمعنى الهبة والعطية عن طيبة نفس من غيرمطالبة أو من غير عوض. والبلغة، بالضم: مايتبلغ به من العيش ويكتفى به. وفي أكثرالنسخ: (بليغة) بالتصغير، فالتصغير فيالنحيلة أيضاً أنسب. وابني إما بتخفيفالياء، فالمراد به الجنس، أو تشديدها علىالتثنية.

(284). إجهار الشيء: إعلانه. والخصام: مصدركالمخاصمة، ويحتمل أن يكون جمع خصم، أيأجهر العداوة أو الكلام لي بين الخصام،والأول أظهر.

(285). (ألفيته) أي وجدته. والألد: شديدالخصومة، وليس فعلاً ماضياً، فإن فعله علىبناء المجرد. والإضافة في (كلامي) إما منقبيل الإضافة إلى المخاطب أو إلى المتكلم.و(في) للظرفية أو السببية. وفي رواية السيد(هذا بُنَيّ أبي قحافة ـ إلى قوله ـ لقدأجهد في ظلامتي، وألد في خصامتي). قالالجزري: (يقال: جهد الرجل في الأمر، إذا جدوبالغ فيه. وأجهد دابته، إذا حمل عليها فيالسير فوق طاقتها.

(286). قيلة، بالفتح: اسم أم قديمة لقبيلتيالأنصار، والمراد بنو قيلة. وفي روايةالسيد: (حين منعتني الأنصار نصرها) وموصوفالمهاجرة الطائفة أو نحوها. والمرادبوصلها عونها.

(287). الطرف، بالفتح: العين. وغضه: حفظه.

(288). في رواية السيد بعد قولها (ولا مانعولا ناصر ولا شافع): (خرجت كاظمة، وعدتراغمة)، كظم الغيظ: تجرعه والصبر عليه.ورغم فلان، بالفتح: إذا دل وعجز عنالانتصاف ممن ظلمه. والظاهر من الخروج،الخروج من البيت وهو لا يناسب (كاظمة) إلاأن يراد بها الامتلاء من الغيظ فإنه منلوازم الكظم. ويحتمل أن يكون المرادالخروج من المسجد المعبر عنه ثانياًبالعود، كما قيل في رواية السيد مكان (عدت)(رجعت).

(289). ضرع الرجل، مثلثة: خضع وذل. وأضرعهغيره. وإسناد الضراعة إلى الخد، لأن أظهرأفرادها وضع الخد على التراب، أو لأن الذليظهر في الوجه.

(290). إضاعة الشيء وتضييعه: إهماله وإهلاكه.وحد الرجل، بالحاء المهملة: بأسه وبطشه.وفي بعض النسخ بالجيم، أي تركت اهتمامكوسعيك. وفي رواية السيد: (فقد أضعت جدك يومأصرعت خدك).

(291). فرس الأسد فريسته ـ كضرب ـ وافترسها:دق عنقها، ويستعمل في كل قتل. ويمكن أنيقرأ بصيغة الغائب، فالذئاب مرفوع،والمعنى: قعدت عن طلب الخلافة ولزمت الأرضمع أنك أسد الله والخلافة كانت فريستك،حتى افترسها وأخذها الذئب الغاصب لها.ويحتمل أن يكون بصيغة الخطاب، أي كنتتفترس الذئاب واليوم افترشت التراب. وفيبعض النسخ: (الذباب) بالبائين الموحدتين،جمع ذبابة، فيتعين الأول. وفي بعضها:(افترست الذئاب، وافترستك الذئاب). وفيرواية السيد مكانهما: (وتوسدت الوراءكالوزغ، ومستك الهناة والنزع)، والوراءبمعنى خلف. والهناة: الشدة والفتنة.والنزع: الطعن والفساد.

(292). الكف: المنع. والإغناء: الصرف والكف،يقال: أغن عني شرك، أي اصرفه وكفه، (و) بهفسر قوله سبحانه: (إنهم لن يغنوا عنك منالله شيئاً) وفي رواية السيد: (ولا أغنيتطائلاً) وهو أظهر. قال الجوهري: (يقال: هذاأمر لا طائل فيه، إذا لم يكن فيه غناءومزية) انتهى. فالمراد بالغناء: النفع،ويقال: ما يغني عنك هذا، أي ما يجديك وماينفعك.

(293). الهنية، بالفتح: العادة في الرفقوالسكون، ويقال: امش على هنيتك، أي علىرسلك، أي ليتني مت قبل هذا اليوم الذي لابد لي من الصبر على ظلمهم ولا محيص لي عنالرفق.

(294). الزلة، بفتح الزاي كما في النسخ:الاسم من قولك: زللت في طين أو منطق، إذازلقت. ويكون بمعنى السقطة، والمراد بهاعدم القدرة على دفع الظلم. ولو كانت الكلمةبالذال المعجمة كان أظهر وأوضح كما فيرواية السيد، فإن فيها: (والهفتاه! ليتنيمت قبل ذلتي ودون هنيتي),

(295). العذير بمعنى العاذر، كالسميع، أوبمعنى العذر كالأليم. وقولها (منك) أي منأجل الإساءة إليك وإيذائك. و(عذيري الله)مرفوعان بالابتدائية والخبرية. و(عادياً)إما من قولهم: عدوت فلاناً عن الأمر، أيصرفته عنه، أو من العدوان بمعنى تجاوزالحد، وهو حال عن ضمير المخاطب، أي اللهيقيم العذر من قبلي في إساءتي إليك حالصرفك المكاره ودفعك الظلم عني، أو حالتجاوزك الحد في القعود عن نصري، أي عذري فيسوء الأدب أنك قصرت في إعانتي والذب عني.والحماية عن الرجل: الدفع عنه. ويحتمل أنيكون (عذيري) منصوباً كما هو الشائع في هذهالكلمة، و(الله) مجروراً بالقسم، يقال:عذيرك من فلان، أي هات من يعذرك فيه. ومنهقول أمير المؤمنين عليه السلام حين نظرإلى ابن ملجم ـ لعنه الله ـ: (عذيرك منخليلك من مراد). والأول أظهر.

(296). قال الجوهري: (ويل: كلمة مثل ويح إلاأنها كلمة عذاب، يقال: ويله وويلك وويلي،وفي الندبة ويلاه). ولعله جمع فيها بين ألفالندبة وياء المتكلم. ويحتمل أن يكونبصيغة التثنية، فيكون مبتدأ والظرف خبره،والمراد به تكرر الويل. وفي رواية السيد:(ويلاه في كل شارق، ويلاه في كل غارب،ويلاه مات العمد، وذل العضد ـ إلى قولهاعليها السلام ـ اللهم أنت أشد قوة وبطشاً).والشارق: الشمس، أي عند كل شروق شارق وطلوعصباح كل يوم. قال الجوهري: (الشرق: المشرق،والشرق: الشمس يقال: طلع الشرق، ولا آتيكما ذر شارق. وشرقت الشمس تشرق شروقاًوشرقاً، أيضاً أي طلعت، وأشرقت أي أضاءت).

(297). العمد، بالتحريك وبضمتين: جمع العمود.ولعل المراد هنا ما يعتمد عليه في الأمور.

(298). الشكو: الاسم من قولك: شكوت فلاناًشكاية. والعدوى: طلبك إلى وال لينتقم لكممن ظلمك

(299). الحول: القوة والحيلة والدفع والمنع،والكل هنا محتمل.

(300). البأس: العذاب. والتنكيل: العقوبة،وجعل الرجل نكالاً وعبرة لغيره.

(301). أي العذاب والشر لمبغضك. والشناءة:البغض. وفي رواية السيد: (لمن أحزنك).

(302). نهنهت الرجل عن الشيء فتنهنه، أيكففته وزجرته فكف. والوجد: الغضب أي امنعينفسك عن غضبك.وفي بعض النسخ: (تنهنهي) وهوأظهر. والصفوة، مثلثة: خلاصة الشيء وخياره.

(303). الونى، كفتى: الضعف والفتور والكلال،والفعل كوقى يقي، أي ما عجزت عن القيام بماأمرني به ربي، وما تركت ما دخل تحت قدرتي.

(304). البلغة، بالضم: ما يتبلغ به من العيش.والضامن والكفيل للرزق هو الله تعالى. وماأعد لها هو ثواب الآخرة.

(305). الاحتساب: الاعتداد. ويقال لمن ينويبعمله وجه الله تعالى: احتسبه. أي اصبريوادخري ثوابه عند الله تعالى. وفي روايةالسيد: (فقال لها أمير المؤمنين عليهالسلام: لا ويل لك، بل الويل لمن أحزنك،نهنهي عن وجدك، يا بنية الصفوة وبقيةالنبوة، فما ونيت عن حظك، ولا أخطأت(مقدرتي)، فقد ترين. فإن ترزئي حقك، فرزقكمضمون، وكفيلك مأمون، وما عند الله خير لكمما قطع عنك. فرفعت يدها الكريمة وقالت:رضيت وسلمت). قال في القاموس: (رزأه ماله ـكجعله وعلمه ـ رزءاً، بالضم: أصاب منهشيئاً).

(306). (بحار الأنوار) ج8، ص109 ـ112، ط الكمباني.وإنما أوردنا الخطبة من نفس المصدر لا من(الاحتجاج) لأن الألفاظ المفسرة كانت علىنسخة المؤلف (رحمه الله)، ولها اختلاغ معتدبه مع النسخة المطبوعة من (الاحتجاج) وقدأشير إلى موارده في ضمن الشرح.

(307). عائفة: أي كارهة، يقال: عاف الرجلالطعام يعافه عيافاً إذا كرهه.

(308). القالية: المبغضة، قال تعالى: (ما ودعكربك وما قلى).

(309). لفظت الشيء من فمي: أي رميته وطرحته.العجم: العض، تقول: عجمت العود أعجمه ـبالضم ـ إذا عضضته.

(310). شنأه، كمنعه وسمعه: أبغضه. وسبرتهم: أياختبرتهم. فعلى ما في أكثر الرواياتالمعنى: طرحتهم وأبغضتهم بعد امتحانهمومشاهدة سيرتهم وأطوارهم. وعلى روايةالصدوق المعنى: أني كنت عالمة بقبح سيرتهموسوء سريرتهم، فطرحتهم، ثم لما اختبرتهمشنأتهم وأبغضتهم، أي تأكد إنكاري بعدالاختبار. ويحتمل أن يكون الأول إشارة إلىشناعة أطوارهم الظاهرة، والثاني إلى خبثسرائرهم الباطنة.

(311). قبحاً، بالضم: مصدر حذف فعله، إما منقولهم: قبحه الله قبحاً، أو من قبح بالضمقباحة، فحرف الجر على الأول داخل علىالمفعول، وعلى الثاني على الفاعل. والفلولبالضم: جمع فل بالفتح، وهو الثلمة والكسرفي حد السيف، وحكى الخليل في (العين) أنهيكون مصدراً، ولعله أنسب بالمقام، وحدالشيء: شباته، وحد الرجل بأسه.

(312). الخور بالفتح والتحريك: الضعف.والقناة: الرمح.

(313). الخطل بالتحريك: المنطق الفاسدالمضطرب، وخطل الرأي: فساده واضطرابه.

(314). هو المخصوص بالذم، أو علة الذم،والمخصوص محذوف، أي لبئس شيئاً ذلك، لأنكسبهم السخط والخلود

(315). المائدة، 80.

(316). لا جرم: كلمة تورد لتحقيق الشيء.والربقة في الأصل: عروة في حبل تجعل في عنقالبهيمة أو يدها تمسكها، ويقال للحبل الذيتكون فيه الربقة: ربق، وتجمع على ربق ورباقوأرباق، والضمير في ربقتها راجع إلىالخلافة المدلول عليها بالمقام، أو إلىفدك، أو حقوق أهل البيت عليهم السلام، أيجعلت إثمها لا زمة لرقابهم كالقلائد.

(317). الشن: رش الماء رشاً متفرقاً، والسنبالمهملة: الصب المتصل، ومنه قولهم: شنتعليهم الغارة إذا فرقت عليهم من كل وجه.

(318). الجدع قطع الأنف أو الأذن أو الشفة،وهو بالأنف أخص، ويكون بمعنى الحبس.والعقر بالفتح: الجرح، ويقال في الدعاءعلى الإنسان: عقراً له وحلقاً، أي عقر اللهجسده وأصابه بوجع في حلقه، وأصل العقر: ضربقوائم البعير أو الشاة بالسيف ثم اتسع فيهفاستعمل في القتل والهلاك، وهذه المصادريجب حذف الفعل منها. والسحق بالضم: البعد

(319). ويح كلمة تستعمل في الترحم والتوجعوالتعجب، والزحزحة: التنحية والتبعيد.والزعزعة: التحريك. والرواسي من الجبال:الثوابت الرواسخ. وقواعد البيت: أساسه.

(320). الطبين، هو بالطاء المهملة والباءالموحدة: الفطن الحاذق.

(321). في كشف الغمة: (وما الذي نقموا من أبيالحسن). يقال: نقمت على الرجل كضربت، وقالالكسائي: كعلمت لغة، أي عتبت عليه وكرهتشيئاً منه.

(322). التنكير: الإنكار، والتنكر: التغير عنحال يسرك إلى حال تكرهها، والاسم: النكير،وما هنا يحتمل المعنيين، والأول أظهر أيإنكار سيفه فإنه عليه السلام كان لا يسلسيفه إلا لتغيير المنكرات.

(323). والوطأة: الأخذة الشديدة والضغطة،وأصل الوطئ: الدوس بالقدم ويطلق على الغزووالقتل لأن من يطأ الشيء برجليه فقداستقصى في هلاكه وإهانته

(324). النكال: العقوبة التي تنكل الناس.والوقعة: صدمة الحرب.

(325). تنمر فلان: أي تغير وتنكر وأوعد، لأنالنمر لا تلقاه أبداً إلا متنكراً غضبان.(في ذات الله)، قال الطيبي: ذات الشيء: نفسهوحقيقته، والمراد ما أضيف إليه، وقالالطبرسي في قوله تعالى: (وأصلحوا ذاتبينكم): كناية عن المنازعة والخصومة،والذات: هي الخلقة والبنية، يقال: فلان فيذاته صالح: أي في خلقته وبنيته، يعنيأصلحوا نفس كل شيء بينكم، أو أصلحوا حال كلشيء بينكم، وقيل: معناه: وأصلحوا حقيقةوصلكم، وكذلك معنى اللهم أصلح ذات البين:أي أصلح الحال التي بها يجتمع المسلمون.انتهى. أقول: فالمراد بقولها: في ذات الله،أي في الله ولله، بناء على أن المرادبالذات الحقيقة، أو في الأمور والأحوالالتي تتعلق بالله من دينه وشرعه وغير ذلككقوله تعالى: (إنه عليم بذات الصدور) أيالمضمرات التي في الصدور.

(326). التكاف، تفاعل من الكف: وهو الدفعوالصرف، والزمام ككتاب: الخيط الذي يشد فيالبرة والخشاش ثم يشد في طرفه المقود، وقديسمى المقود زماماً. ونبذه: أي طرحه. وفي(الصحاح): (اعتلقه: أي أحبه) ولعله هنا بمعنىتعلق به وإن لم أجد فيما عندنا من كتباللغة.

(327). السجح، بضمتين: اللين السهل.

(328). الكلم: الجرح. والخشاش بكسر الخاءالمعجمة: ما يجعل في أنف البعير من خشبويشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده.

(329). تعتعت الرجل: أي أقلقته وأزعجته.

(330). المنهل: المورد، وهو عين ماء تردهالإبل في المراعي، وتسمى المنازل التي فيالمفاوز على طريق السفار: مناهل، لأن فيهاماء، قاله الجوهري، وقال: ماء نمير: أيناجع، عذباً، كان أو غيره. وقال الصدوقنقلاً عن الحسين بن عبد الله بن سعيدالعسكري: النمير: الماء النامي في الجسد(في الحشد ظ) وقال الجوهري: (الروي سحابةعظيمة القطر، شديدة الوقع ويقال: شربتشرباً روياً) والفضفاض: الواسع، يقال: ثوبفضفاض. وعيش فضفاض، ودرع فضفاضة.

(331). تطفح: أي تمتلئ حتى تفيض. وضفتا النهربالكسر وقيل: وبالفتح أيضاً: جانباه.

(332). بطن كعلم: عظم بطنه من الشبع، ومنهالحديث: تغدو خماصاً وتروح بطاناً،والمراد عظم بطنهم من الشرب.

(333). تحير الماء: أي اجتمع ودار كالمتحير،يرجع أقصاه إلى أدناه، ويقال: تحيرت الأرضبالماء، إذا امتلأت، ولعل الباء بمعنى في،أي تحير فيهم الري، أو للتعدية، أي صارواحيارى لكثرة الري. والري بالكسر والفتح: ضدالعطش. وفي رواية الشيخ: (قد خثر) بالخاءالمعجمة والثاء المثلثة: أي أثقلهم، منقولك: أصبح فلا خاثر النفس، أي ثقيل النفسغير طيب ولا نشيط.

(334). حلي منه بخير، كرضي: أي أصاب خيراً،وقال الجوهري: (قولهم: لم يحل منها بطائل،أي لم يستفد منها كثير فائدة). والتحلي:التزين، والطائل: الغناء والمزية والسعةوالفضل.

(335). الردع: الكف والدفع. والردعة: الدفعةمنه، وفي جميع الروايات سوى معانيالأخبار: (سورة الساغب) وفيه (شررة الساغب)،ولعله من تصحيف النساخ. والشرر: ما يتطايرمن النار، ولا يبعد أن يكون من الشره بمعنىالحرص، وسورة الشيء بالفتح: حدته وشدته.والسغب: الجوع.

(336). في رواية ابن أبي الحديد: (ألا هلمنفاسمعن، وما عشتن أراكن الدهر عجباً، إلىأي لجإ لجأوا واستندوا، وبأي عروة تمسكوا؟لبئس المولى ولبئس العشير ولبئس للظالمينبدلاً). قال الجوهري: (هلم يا رجل، بفتحالميم: بمعنى تعال، يستوي فيه الواحدوالجمع والتأنيث، في لغة أهل الحجاز، وأهلنجد يصرفونها فيقولون للاثنين: هلما،وللجمع هلموا، وللمرأة: هلمي، وللنساءهلممن، والأول أفصح، وإذا أدخلت عليهالنون الثقيلة قلت: هلمن يا رجل، وللمرأةهلمن بكسر الميم، وفي التثنية هلمانللمؤنث والمذكر جميعاً، وهلمن يا رجال بضمالميم، وفي التثنية هلمان للمؤنث والمذكرجميعاً، وهلمن يا رجال بضم الميم،وهلممنان يا نسوة) انتهى، وعلى الرواياتالأخر الخطاب عام. وما عشتن: أي أراكنالدهر شيئاً عجيباً لا يذهب عجبه وغرابتهمدة حياتكن، أو يتجدد لكن كل يوم أمر عجيبمتفرع على هذا الحادث الغريب.

(337). الذنابى، بالضم: ذنب الطائر، ومنبتالذنب، والذنابى في الطائر أكثراستعمالاً من الذنب، وفي الفرس والبعيرونحوهما الذنب أكثر، وفي جناح الطائر أربعذنابى بعد الخوافي وهي ما دون الريشاتالعشر من مقدم الجناح التي تسمى قوادم،والذنابى من الناس: السفلة والأتباع.

(338). العجز كالعضد: مؤخر الشيء، يؤنثويذكر، وهو للرجل والمرأة جميعاً.والكاهل: الحارك، وهو ما بين الكتفين،وكاهل القوم: عمدتهم في المهمات وعدتهمللشدائد والملمات.

(339). رغماً، مثلثة: مصدر رغم أنفه أي لصقبالرغام، بالفتح، وهو التراب، ورغم الأنفيستعمل في الذل والعجز عن الانتصار،والانقياد على كره. والمعاطس جمع معطسبالكسر والفتح وهو الأنف، وقال الجواهري:(شعرت بالشيء أشعر به شعراً أي فطنت له،ومنه قولهم: ليت شعري، أي ليتني علمت).واللجأ محركة: الملاذ والمعقل كالملجأ،ولجأت إلى فلان إذا استندت إليه واعتضدتبه. والسناد: ما يستند إليه.

(340). قرئ في الآية (يهدي) بفتح الهاء وكسرهاوتشديد الدال، فأصله يهتدي، وبتخفيفالدال وسكون الهاء.

(341). سورة يونس، الآية 35.

(342). في بعض نسخ ابن أبي الحديد: (أما لعمرالله) وفي بعضها: (أما لعمر إلهكن)، والعمربالفتح والضم بمعنى: العيش الطويل، ولايستعمل في القسم إلا العمر بالفتح، ورفعهبالابتداء، أي عمر الله قسمي، ومعنى عمرالله بقاؤه ودوامه.

(343). لقحت كعلمت: أي حملت، والفاعل فعلتهم،أو فعالهم، أو الفتنة، أو الأزمنة.

(344). النظرة بفتح النون وكسر الظاء:التأخير، واسم يقوم مقام الإنظار، ونظرةإما مرفوع بالخبرية والمبتدأ محذوف كما فيقوله تعالى: (فنظرة إلى ميسرة) أي فالواجبنظرة ونحو ذلك، وإما منصوب بالمصدرية، أيانتظروا (أو انظروا) نظرة قليلة، والأخيرأظهر كما اختاره الصدوق. وريثما تنتج: أيقدر ما تنتج، يقال: نتجت الناقة ـ على ما لميسم فاعله ـ تنتج نتاجاً وقد نتجها أهلهانتجاً، وانتجت الفرس: إذا حان نتاجها.

(345). القعب: قدح من خشب يروي الرجل، أو قدحضخم. واحتلاب طلاع العقب: هو أن يمتلئ مناللبن حتى يطلع عنه ويسيل. والعبيط: الطري.

(346). الذعاف كغراب: السم. والمقر بكسرالقاف: الصبر، وربما يسكن، وأمقر أي صارمراً.

(347). غب كل شيء: عاقبته.

(348). طاب نفس فلان بكذا: أي رضي به من دون أنيكرهه عليه أحد، وطابت نفسه عن كذا، أي رضيببذله. ونفساً، منصوب على التمييز.

(349). في كتاب ناظر عين الغريبين: (طأمنته:سكنته فاطمأن). والجأش مهموزاً: النفسوالقلب، أي اجعلوا قلوبكم مطمئنة لنزولالفتنة

(350). الصارم: القاطع. والغشم: الظلم.

(351). الهرج: الفتنة والاختلاط. وفي روايةابن أبي الحديد: (وقرح شامل)، فالمرادبشمول القرح، إما للأفراد أو للأعضاء

(352). الاستبداد بالشيء: التفرد به.

(353). الضمير المرفوع في (يدع) راجع إلىالاستبداد. والفيء: الغنيمة والخراج وماحصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب.والزهيد: القليل.

(354). الحصيد: المحصود، وعلى رواية (زرعكم)،كناية عن أخذ أموالهم بغير حق، وعلى رواية(جمعكم) يحتمل ذلك، وأن يكون كناية عنقتلهم واستئصالهم.

(355). أي وأنى تلحق الهداية بكم.

(356). عميت عليكم، بالتخفيف: أي خفيتوالتبست، وبالتشديد على صيغة المجهول أيلبست، وقرئ في الآية بهما، والضمائر فيها،قيل: هي راجعة إلى الرحمة المعبر عن النبوةبها، وقيل إلى البينة وهي المعجزة، أواليقين والبصيرة في أمر الله، وفي المقاميحتمل رجوعها إلى رحمة الله الشاملةللإمامة والاهتداء إلى الصراط المستقيمبطاعة إمام العدل، أو إلى الإمامة الحقة،وطاعة من اختاره الله وفرض طاعته، أو إلىالبصيرة في الدين ونحوها.

(357). البحار: ج43، ص158 ـ159. وقد أخذنا الشرحمنه مع حذف الزوائد والمكررات وأوردناهكالتعليقة كما فعلنا ذلك بشرح الخطبةالفدكية وقد أورد هذا الكلام جمع منالأفذاذ من الخاصة والعامة وهم:

1 ـ ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 655 في(شرح النهج) ج16، ص234.

2 ـ ابن أبي طيفور أحمد بن طاهر المتوفى 280في (بلاغات النساء) ص19.

3 ـ ابن جرير رستم الطبري، من أعلام القرنالرابع في (دلائل الإمامة) ص40 ـ41.

4 ـ الشيخ الثقة الصدوق ابن بابويهالمتوفى 381 في (معاني الأخبار) ص354 ـ355.

5 ـ العلامة علي بن عيسى الإربلي (ره)المتوفى 693 في (كشف الغمة) ج1، ص492 ـ494.

6 ـ الشيخ الجليل أبو منصور الطبرسي منأعلام القرن السادس، في (الاحتجاج) ج1، ص147ـ149.