موسوعة الإمام الخوئی

السید أبو القاسم الموسوی الخوئی‏

جلد 4 -صفحه : 492/ 160
نمايش فراداده

الخامس: الانقلاب كالخمر ينقلب خلّاً

الخامس: الانقلاب كالخمر ينقلب خلّاً،فإنّه يطهر (1) سواء كان بنفسه أو بعلاجكإلقاء شي‏ء من الخلّ أو عرفت أن عد الاستحالة من المطهرات أيضاًمبتن على المسامحة، فيكون إطلاق المطهرعلى النار مسامحة في مسامحة، هذا.

و في بعض المؤلفات: أنّ نجاسة أي نجس إنماهي جائية من قبل المكروبات المتكونة فيه،فاذا استعرض على النار قتلت الجراثيم والمكروبات بسببها و بذلك تكون النار مطهرةعلى وجه الإطلاق. و لا يخفى أن التكلم فيأمر المكروب أجنبي عما هو وظيفة الفقيه،لأنه إنما يتعبد بالأدلة و الأخبارالواصلتين إليه من قبل اللَّه سبحانهبلسان سفرائه و أوليائه الكرام، و ليس لهأن يتجاوز عما وصله، و لا يوجد فيمابأيدينا من الأخبار و لا غيرها ما يقتضيتبعية النجاسة لما في النجس من المكروبحتى تزول بهلاكه و إحراقه، فلا بد منمراجعة الأدلّة ليرى أنها هل تدلّ علىمطهرية النار أو لا، و قد عرفت عدم دلالةشي‏ء من الأدلّة الشرعية على ذلك.

(مطهِّريّة الانقلاب)

(1) التحقيق أن الانقلاب من أحد أفرادالاستحالة و صغرياتها، و إنما أفرده بعضهمبالذِّكر و جعله قسماً من أقسام المطهراتلبعض الخصوصيات الموجودة فيه.

أمّا أنّ الانقلاب هو الاستحالة حقيقة،فلأن تبدل الخمر خلّاً و إن لم يكن منالتبدل في الصورة النوعية لدى العقل لوحدةحقيقتهما، بل التبدل تبدل في الأوصافكالاسكار و عدمه، إلّا أنه من التبدل فيالصورة النوعية عرفاً، إذ لا شبهة فيتغاير حقيقة الخلّ و الخمر لدى العُرف. علىأن الحرمة و النجاسة قائمتان في الأعيانالنجسة بعناوينها الخاصة من البول و الدمو نحوهما، فاذا زال عنوانها زالت حرمتها ونجاستها و حيث إن الحرمة و النجاسة فيالخمر مترتبتان على عنواني الخمر و المسكرالذي هو المقوم للحقيقة الخمرية فبتبدلهاخلّاً يرتفع عنها هذان العنوانان فيحكمبطهارة الخلّ و حلِّيّته.