موسوعة الإمام الخوئی جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و أمّا الخصوصية الموجبة لافراد الانقلاببالذكر فهي جهتان:(الاولى:) أن الاستحالة و إن كانت من أقسامالمطهرات بالمعنى المتقدم في محله، إلّاأنها في تبدل الخمر خلّاً لا تقتضي الحكمبطهارتها و حليتها، و ذلك لأن الخمر منالمائعات و هي تحتاج إلى إناء لا محالة، وهذا الإناء قد تنجس بالخمر قبل صيرورتهاخلّاً، فاذا تبدلت خلّاً فلا محالة يتنجّسبانائها ثانياً، فإن الاستحالة إنما هي فيالخمر لا في الإناء. نعم، الاستحالة تقتضيارتفاع نجاسة الخمر و حرمتها الذاتيتين،إلّا أنها تبتلي بالنجاسة و الحرمةالعرضيتين، و في النتيجة لا يترتب علىاستحالة الخمر خلّاً شيء من الحلية والطهارة الفعليتين، و من ثمة نحتاج فيالحكم بهما إلى الأخبار الواردة في المقامو هي كافية في إثباتهما، و ذلك لأنها دلتبالدلالة المطابقية على طهارتها و حليتهاالفعليتين كما دلت بالدلالة الالتزاميةعلى طهارة إنائها بالتبع، لعدم إمكانالطهارة و الحلية الفعليتين مع بقاءالإناء على نجاسته.(الثانية:) أن الاستحالة تقتضي الطهارة والحلية مطلقاً سواء حصلت بنفسها أمبالعلاج، مع أن انقلاب الخمر خلّاً إذاكان بالعلاج كما إذا القي في الخمر مقدارملح من دون أن يندك فيها و تزول عينه لايوجب الحكم بحليتها و طهارتها، و ذلك لأنالاستحالة إنما هي في الخمر لا فيما عولجتبه من ملح أو غيره، و حيث إن ما به العلاجلاقته الخمر و نجّسته قبل استحالتها فهويوجب تنجسها بعد استحالتها خلّاً فلا تحصللها الطهارة و الحلية بالانقلاب، و هذهأيضاً جهة تحوجنا إلى التشبث بالأخبار وهي قد تكفّلت بطهارة الخمر و حلِّيتها و لوكان بعلاج، و الأخبار على طوائف ثلاث:(الاولى:) المطلقات الدالّة على طهارةالخلّ المتبدل من الخمر سواء أ كان ذلكبنفسها أم بالعلاج، كصحيحة علي بن جعفر عنأخيه قال: «سألته عن الخمر يكون أوّلهخمراً ثم يصير خلّاً، قال: إذا ذهب سكرهفلا بأس...» و موثقة عبيد بن زرارة