[384] مسألة 3: الأقوى قبول إسلام الصبيالمميز إذا كان عن مثل أبي سفيان و غيره من بعض أصحابهمعاملة الإسلام، لاظهارهم الشهادتين معالعلم بعدم إيمانهم باللَّه طرفة عين وإنما أسلموا بداعي الملك و الرياسة، كيف وقد أخبر اللَّه سبحانه النبي (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) بنفاق جماعة معينة عندهمن المسلمين مع التصريح بإسلامهم، حيث قالعزّ من قائل قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّاقُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُواأَسْلَمْنا.فتحصل أن الظاهر كفاية إظهار الشهادتينفي الحكم بإسلام مظهرهما و لو مع العلمبالمخالفة، ما لم يبرز جحده أو تردده.(1) فان الصغير قد يكون أذكى و أفهم منالكبار، و لا ينبغي الإشكال في قبولإسلامه و الحكم بطهارته و غيرها منالأحكام المترتبة على المسلمين، و ذلكلإطلاق ما دلّ على طهارة من أظهرالشهادتين و اعترف بالمعاد، أو ما دلّ علىجواز تزويجه المسلمة و غير ذلك منالأحكام، و لا شبهة في صدق المسلم على ولدالكافر حينئذ إذ لا نعني بالمسلم إلّا مناعترف بالوحدانية و النبوة و المعاد.اللّهمّ إلّا أن يكون غير مدرك و لا مميز،لأن تكلمه حينئذ كتكلم بعض الطيور، و هذابخلاف المميز الفهيم لأنه قد يكون في أعلىمراتب الايمان.و لا ينافي إسلامه حديث رفع القلم عنالصبي لأنه بمعنى رفع الإلزام و المؤاخذةو لا دلالة فيه على رفع إسلامه بوجه.نعم، قد يتوهّم أن مقتضى ما دلّ على أن عمدالصبي خطأ عدم قبول إسلامه لأنه في حكمالخطأ و لا أثر للأمر الصادر خطأ.