فمن (تفسير الثعلبي) قال: قال السدّي وعتبةبن أبي حكم وغالب ابن عبدالله: إنّما عنىسبحانه بقوله: {إنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُوَرَسُولُهُ والَّذين آمَنوُا} عليّ بنأبي طالب; لأنّه مرّ به سائل وهو راكع فيالمسجد فأعطاه خاتمه.
وقد رُوي بأسانيد متعدّدة نزولها في أميرالمؤمنين (عليه السلام)، وكيفيّة نزولها،ودعاء النبي صلّى الله عليه وآلهله.وأخرجه رزين في الجمع بين الصحاحالستّة، ورواه ابن المغازلي الفقيه فيمناقبه بطرق متعدّدة(1)، وغير هؤلاء.
حتّى قال بعضٌ من اُولي الحديث: إنّ نزولالآية في أمير المؤمنين (عليه السلام) موضعإجماع، ويُحقِّقه أنّه لم يسمع مِن أحد منالمحدّثين والمؤرّخين والمفسّرين أنّأحداً من لدن آدم (عليه السلام) إلى يومناهذا تصدّق بخاتمه في الركوع ونزل في حقّهقرآن يُتلى غير أمير المؤمنين (عليهالسلام).
نعم قد قال بعض سفهاء أهل السنّة ـ منمفسّري كلام الله، المحرّفين الكلم عنمواضعه، المتوغّلين في العناد والتعصّبعلى أهل البيت (عليهم السلام) ـ: إنّ الآيةعامّة في كلّ مؤمن أقام الصلاة وآتىالزكاة، وحَمَل قوله: {هم راكعون} بمعنىوهم متخشّعون في صلاتهم، وجَعَلَ هذا هوالظاهر بالنسبة إلى القول بنزولها في عليّ(عليه السلام)!؟ وأيّد ذلك بأنَّ حَمْلالجمع على الواحد خلاف الظاهر(2)!
فلينظر المُنصِف إلى هؤلاء الفجرة الكفرةكيف يصنعون بكلام الله
1- مناقب الإمام علي بن أبي طالب (عليهالسلام): 311 ـ 314 حديث 254 ـ 258.
2- منهم ابن تيميّة في كتابه منهاج السنّة1: 156.