نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ودينه، وكيف يدافعون الحقّ بصدورهم،ويخبطون في كلام الله عمداً، ولا يخافونقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِافْترى عَلَى اللهِ الكَذبَ وَهُوَ يُدعىإلى الإسلامِ}(1).
فإنّا إذا تركنا النقل والأخبار وكلامالمفسّرين والمحدّثين جانباً، ونظرنا إلىالآية بخصوصها، كيف يجوز حمل الراكع علىالمتخشّع وهو من المجازات البعيدة عند أهلالشرع، حتّى أنّ ناذراً لو نذر ركوعاً هلكان يبرأ بالتخشّع؟ وهل يفهم منه فاهمٌذلك ليثبت لهذا الجاهل المتعصب ما افتراه؟
وكيف استبعد حمل الجمع على الواحد مع أنّهيمتنع في الآية حمله على ما زاد بإعتبارالسياق المراد به ما يفهم من قوله تعالى:{وهم راكعون}، ونقل الرواة والمفسّرونإرادته بخصوصه؟ ووقوع مثله في كتاب اللهتعالى في مواضع لا تُحصى كثرةً مثل:{نِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَناوَأَنْفُسكُم}(2)، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكأَحسَنَ القَصَصِ}(3)، {إنّا نَحْنُنَزَّلنا الّذكر}(4)، {إنَّ إبراهيمَ كانَأُمَّةً}(5)، إلى غير ذلك ممّا هو كثير.
ثمّ كيف يصير معنى الآية على زعم هذاالجاهل؟ فإنّ أكثر المؤمنين إذا كانوايُقيمون الصلاة ويُؤتون الزكاة، فالمخاطببالآية من عدا هؤلاء ممّن لا يُقيم الصلاةولا يؤتي الزكاة من الفاسقين والكافرين،وكيف قوله الآخر: {فَإنَّ حِزبَ الله هُمُالغالِبوُنَ}(6).