في المحتضر في حضور أشراط الساعة.
ثمّ يعارض بكون النبيّ (صلّى الله عليهوآله) في مكّة نحو عشر سنين لم تظهر نبوّتهفي الأرض، ولم تذعن إليه قريش، بل كانممنوعاً بينهم. وفي يوم الغار هل كانالإسلام والإيمان والشرائع والعدلوالإنصاف قائمة بين الخلق إذ ذاك، وهل حصلبنصبه نفع للمكلّفين؟ ومهما اُجيب(1) بههنا فهو جوابنا.
الرابع: قوله تعالى: {يا أَيُّهَاالَّذينَ آمنوُا أطيعُوا الله وَأَطيعُواالرَّسولَ وَاُولي الأمرِ مِنكُم}(2) أمَرالله بطاعته وطاعة رسوله، ولا ريب أنّ أصلطاعتهما والانقياد إليهما والمعرفة لهماـ المتوقّف عليهما الطاعة والانقياد ـ مناُصول الدين. ثمّ قرن بطاعتهما طاعة اُوليالأمر، وهم ولاة الأمر على الخلق. فأفادذلك أنّ طاعة اُولي الأمر بعد الرسولكطاعة الله ورسوله ومعرفتهم كمعرفتهما،فتكون من الاُصول.
وما روي من قول النبيّ (صلّى الله عليهوآله): " مَن مات ولم يعرف إمام زمانه ماتميتة جاهليّة "(3) صريح في الدلالة على أنّالإمامة من الاُصول; لأنّ الجاهل بشيء منفروع الدين ـ وإن كان واجباً ـ لا تكونميتة جاهليّة، إذ لا يقدح ذلك في إسلامهوإيمانه.
إذا تقرَّر ذلك عُلم أنّ التصديق بإمامةالأئمّة إنّما يحصل إذا علمَ المكلّف أنّكلّ من ادعيت له الإمامة ـ غيرهم ـ ظالممفتر معتد وأنّ تلك الدعوى باطلة، وأقرَّبأنّهم من جملة رعيّة الإمام الحقّ ليكونمُقرّاً بعموم
1- في " ش1 " و" ش2 ": أجبت.
2- النساء: 59.
3- السلسلة الضعيفة: 350، مسند أبي داودالطيالسي: 259 وفيه: " منّ مات بغير إمام ماتميتة جاهليّة ".