[المبحث] الثاني - نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی

[المبحث] الثاني

في تحقيق أنّ اللعن قد يكون عبادة بالنسبةإلى مستحقّيه كالصلاة، فإنّها عبادةبالنسبة إلى مستحقّيها. فكما يترتّبالثواب على القسم الثاني، كذا يترتّب علىالقسم الأوّل إذا وقع في محلّه ابتغاءًلوجه الله.

يدلّ على ذلك أنّ الله جلّ اسمه لَعَن فيكتابه العزيز في عدّة آيات وأمر باللعن فيبعضها، مثل قوله سبحانه: {فَلَعْنَةُاللهِ على الكافِرين}(1)، {اُولئكَجَزاؤُهُم أنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُاللهِ والملائِكَةِ وَالنّاسِأجمَعينَ}(2){اُولئكَ يَلعَنُهمُ اللهوَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنوُنَ}(3) {اُولئكَالَّذينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْيَلْعَنِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُنَصيراً}(4)، {وَغَضِبَ اللهُ عَلَيهوَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباًعَظيماً}(5)، {أَوْ نَلعَنُهُم كما لَعَنّاأَصحابَ السّبْتِ وَكانَ أَثرُ اللهِمَفعُولاً}(6){ألا لَعْنَةُ الله عَلَىالظّالِمين}(7)، {لَعنَهُمُ اللهُ فيالدُّنيا وَالآخِرَةِ}(8) إلى غير ذلك منالآيات الّتي لا تُحصى كثرة.

والمراد من قوله سبحانه: {والملائكةوالناس أجمعين} ومن قوله:

1- البقرة: 89.

2- آل عمران: 87.

3- البقرة: 159.

4- النساء: 52.

5- النساء: 93.

6- النساء: 47.

7- هود: 18.

8- الأحزاب: 57.