[المبحث] الخامس
زعم أهل السنّة أنّ الصحابة كلّهم مؤمنونعلى العدالة لا يجوز الطعن على أحد منهمولا التعرّض عليه بلعن ولا ما دونه منالنقص وإن حصل الاطلاّع على شيء منزلاّتهم.
ومنعوا من النظر في ما جرى بينهم وصدرمنهم، وأوجبوا تأويل ما حصل الأطلاع عليهمن ذلك، ممّا يخالف الشرع وينفّر العقول،وهذا من عجيب الأباطيل.
والنظر فيه من وجوه(1)
[الوجه] الأوّل: كون الصحابة كلّهم مؤمنينعلى العدالة.
لا ريبَ أنّ الصحابيّ من لقى النبيّ (صلّىالله عليه وآله)، ولا ريبَ أنّ الإيمانوالعدالة لا يكونان فيهم باعتبار أصلالجبلّة، بل هما مكتسبان، فكما لا يثبتإيمان غير الصحابيّ وعدالته إلاّ بحجّةفكذلك الصحابيّ.
وممّا يدلّ على بطلان ذلك أنّه قد عُلمضرورة أنّ المنافقين كانوا في عصر النبي(صلّى الله عليه وآله) وفي بلده، يجلسون فيمجلسه ويخاطبهم ويخاطبونه، ويدعون منالأصحاب، ولم يكونوا معروفين ولامتميّزين; لقوله تعالى: {وَلَو نَشاءُلأَريناكَهمُ فَلَعَرَفتهُم بِسيماهُموَلَتَعرِفَّنهُم في لَحْنِ القَولِ}(2)،ومع وجود المنافقين يمتنع الحكم بعمومالعدالة لكلّ من يدعى صحابيّاً إلاّ أنيقوم عليها دليل من خارج.
1- في " ش2 ": مواضع.
2- محمّد (ص): 30.