حزّ الشفار "(1).
قلت: وهذا الكلام أيضاً دال على أنّه لووجدَ ناصراً أو أعواناً لحاربهم، فإنّقوله: " فنظرت فإذاً ليس لي رافد ولا ذابّولا مساعد إلاّ أهل بيتي فضننتُ بهم عنالمنيّة " صريح في ذلك.
[13] ومن كلام له (عليه السلام): " يا عجباً!أتكون الخلافة بالصحابة ولا تكونبالصحابة والقرابة؟! ويُروي له شعر في هذاالمعنى:
فَإنْ كُنْتَ بِالشُّورى مَلَكْتَاُمُورَهُمْ *** فَكَيْفَ بِهذَاوَالمُشِيروُنَ غُيَّبُ
وَإِنْ كُنْتَ بِالقُرْبى حَجَجْتَخَصِمَهُمْ *** فَغَيْرُكَ أَوْلىبالنَّبيّ وَأَقْرَبُ(2)
ومن كلام له (عليه السلام) من هذا النمطشيء كثير لمن تتبّعه، ولسنا بصدد حصره;لأنّ اليسير منه كاف في الدلالة على ما نحنبصدده لمن كان طالباً للحق متحرّياًللصواب.
ولعمري إنّ مَن وقف على ما أثبتناه منالدلائل واطّلع على ما أوردناه من الحجج،فلم يعرف الحقّ مِن كلّ واحد منها، ولاتبيّن له طريق الهدى من جُملتها، لسقيمالفؤاد، وشديد المرض بداء العناد، مأيوسمن برئه بعلاج الكلام، إذ لا دواءَ له بعدُإلاّ بضرب الحسام والمؤاخذة بعظيمالانتقام.
1- نهج البلاغة: 336 / 217.
2- نهج البلاغة:502 ـ 503/190، ديوان الإمام علي(عليه السلام): 138 ـ 140.