الكتاب سبباً لحصره وقتله(1).
وولّى معاوية الشام فظهر منه الفتنالعظيمة، ورفع أبناء أبي معيط على رقابالناس مع نهي عمر له.
أجاب هذا الناصب ـ سوّد الله وجهه ـ: بأنّهإنّما ولّى الوليد لظنّه أنّه أهلالولاية، وليس من شرط الوالي أن يكونمعصوماً، ولا جرم لمّا ظهر منه الفسق عزلهوحَدَّه، وهذا هو الجواب عن كلِّ من ولاّهوظاهره الصلاح وإن لم يكن من نفس الأمرصالحاً. وإنّما ولّى أقاربه لأنّهم كانواأهلاً للولاية، ولا نُسَلِّم أنّ عمر نهاهعن رفع أبناء أبي معيط.
ويردّه: أنّ حال الوليد في الفسوق أظهر منأن يحتاج إلى البيان، وكيفَ يكون أهلاًللولاية وقد أنزل الله فيه حين فاخَرَعليّاً (عليه السلام): {وأمّا الذينفَسَقوا فمأويهم النّار كُلَّما أرادُواأن يَخرجُوا منها اُعيدُوا فيها}إلى آخرالآيتين(2).
وكذا قوله تعالى: {إن جاءَكُم فاسِقٌبِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا}(3) اُنزلت فيه حينبعثه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى بنيالمصطلق مصدّقاً ـ وكان بينه وبينهم إحنةـ فلمّا استقبلوه ظنّهم مقاتليه، فرجعوأخبر أنّهم ارتدّوا ومنعوا الزكاة(4).
ومَن كان هذا حاله فكيف يعتقد عثمان أوغيره أهليّته للولاية؟
ولَسنا نتعجَّب من فعل عثمان بقدر ماتعجّبنا من جواب هذا الناصب الفاجر القليلالحياء! ولا ريب أنّ مَن بلغ في العنادوالمكابرة إلى هذا الحدّ
1- اُنظر الدر المنثور للسيوطي 7: 282،الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 2: 375.
2- السجدة: 18 ـ 20.
3- الحجرات: 6.
4- انظر اُسد الغابة 5: 90.