نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار

محمدمهدی المازندرانی الحائری؛ مترجم: عبدالحسین الشیخ حسن الصالحی

نسخه متنی -صفحه : 456/ 177
نمايش فراداده

«175»

والأغلاق والأقفال وأردّك، فلو كنت هربتكان أحبّ إليّ من وقوفك هاهنا، أتريد ياموسى أن يقتلني الخليفة؟ فقال موسى ـ ونحنوالله نسمع كلامه ـ كيف أهرب ولله فيأيديكم موقّت لي يسوق إليها أقداره،وكرامتي على أيديكم، فأخذ السندي بيدهومشى ولم يزل في الشدّة حتى أنّ اللعينسقاه السمّ ومرض وبقي في السجن مريضاً.

في البحار: ثمّ إنّ سيدنا موسى بن جعفر(عليه السلام) دعا بالمسيّب وذلك قبل وفاتهبثلاثة أيام، وكان موكلاً به، فقال له: يامسيب! فقال لبيك يا مولاي، إنّي ظاعن فيهذه الليلة إلى المدينة، مدينة جدّي رسولالله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لأعهدإلى علي ابني ما عهده إلي أبي، واجعلهوصيّي وخليفتي وآمره بأمري. قال المسيب:قلت: يا مولاي! كيف تأمرني أن أفتح لكالأبواب والحرس معي على الأبواب؟! فقال: يامسيب! ضعف يقينك في الله عزّوجلّ وفينا؟!فقلت: لا يا سيدي، أدع الله أن يثبّتني،فقال: اللهمّ ثبّته، ثمّ قال: إنّي أدعوالله عزّوجلّ باسمه العظيم الذي دعا بهآصف حتى جاء بسرير بلقيس فوضعه بين يديسليمان قبل أن يرتدّ إليه طرفه، حتى يجمعبيني وبين ابني عليّ بالمدينة.

قال المسيب: فسمعته (عليه السلام) يدعو،ففقدته عن مصلاّه، فلم أزل قائماً علىقدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه، وأعادالحديد إلى رجليه، فخررت لله ساجداً لوجهيشكراً على ما أنعم به عليّ من معرفته. فقاللي: إرفع رأسك يا مسيب واعلم أنّي راحل إلىالله عزّوجلّ في ثالث هذا اليوم. قال:فبكيت، فقال لي: لا تبك يا مسيب، فإنّعليّاً ابني هو إمامك ومولاك بعدي،فاستمسك بولايته فإنّك لا تضلّ ما لزمته.فقلت: الحمد لله. قال: ثمّ إنّ سيدي (عليهالسلام) دعاني في ليلة اليوم الثالث فقاللي: إنّي على ما عرّفتك من الرحيل إلى اللهعزّوجلّ، فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتهاورأيتني قد انتفخت وارتفع بطني واصفرّلوني واحمرّ واخضرّ وتلوّن ألواناً