فخبّر الطاغية بوفاتي، فإذا رأيت بي هذاالحدث فإيّاك أن تظهر عليه أحداً ولا علىمن عندي إلاّ بعد وفاتي.
قال المسيب بن زهير: فلم أزل أرقب وعده حتىدعا (عليه السلام) بالشربة فشربها، ثمّدعاني فقال لي: يا مسيب! إنّ هذا الرجسالسندي بن شاهك سيزعم أنّه يتولّى غسليودفني، وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً،فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابرقريش، فالحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوقأربع أصابع مفرجات، ولا تأخذوا من تربتيشيئاً لتتبرّكوا به، فإنّ كلّ تربة لنامحرّمة إلاّ تربة جدّي الحسين بن علي(عليهما السلام)، فإنّ الله عزّوجلّ جعلهاشفاء لشيعتنا وأوليائنا.
قال: ثمّ رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به (عليهالسلام) جالساً في جانبه وكان عهدي بسيديالرضا (عليه السلام) وهو غلام، فأردت سؤالهفصاح بي سيدي موسى (عليه السلام) وقال لي:أليس قد نهيتك يا مسيب، فلم أزل صابراً حتىمضى وغاب الشخص، ثمّ أنهيت الخبر إلىالرشيد، فوافى السندي بن شاهك.
في البحار: عن عمر بن واقد قال: أرسل إليّالسندي بن شاهك في بعض الليل وأنا ببغداديستحضرني، فخشيت أن يكون ذلك لسوء يريدهبي، فأوصيت عيالي بما احتجت إليه وقلت:إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ثمّ ركبتإليه، فلمّا رآني مقبلاً قال: يا أبا حفص!لعلّنا أرعبناك وأفزعناك؟! قلت: نعم. قال:فليس هنا إلاّ خير. قلت: فرسول تبعثه إلىمنزلي ليخبرهم بخبري وسلامتي. قال: نعم،ثمّ قال: يا أبا حفص! أتدري لم أرسلت إليك؟فقلت: لا. فقال: أتعرف موسى بن جعفر؟ فقلت:إي والله إنّي لأعرفه وبيني وبينه صداقةمنذ دهر. فقال: مَن هاهنا يعرفه ممّن يقبلقوله؟ فسمّيت له أقواماً ووقع في نفسيإنّه (عليه السلام) قد مات.
قال: فبعث وجاء بهم كما جاء بي، فقال لهم:هل تعرفون قوماً يعرفون موسى بن جعفر (عليهالسلام)؟ فسمّوا له قوماً، فجاء بهمفأصبحنا ونحن في الدار نيّف