نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار

محمدمهدی المازندرانی الحائری؛ مترجم: عبدالحسین الشیخ حسن الصالحی

نسخه متنی -صفحه : 456/ 231
نمايش فراداده

«229»

قال: فجئته، فلمّا أطلعت عليه قال لي: ياهرثمة! أليس قد حفظت ما أوصيتك به؟ قلت:بلى. قال: قدّموا نعلي، فقد علمت ما أرسلكبه. قال: فقدّمت نعله ومشى إليه، فلمّا دخلالمجلس قام إليه المأمون قائماً فعانقهوقبّل بين عينيه وأجلسه إلى جانبه علىسريره وأقبل عليه يحادثه ساعة من النهارطويلاً، ثمّ قال لبعض غلمانه يؤتى بعنبورمّان.

قال هرثمة: فلمّا سمعت ذلك لم أستطع الصبرورأيت النفضة قد عرضت في بدني، فكرهت أنيتبيّن ذلك في وجهي، فتراجعت القهقري حتىخرجت فرميت نفسي في موضع من الدار، فلمّاقرب زوال الشمس أحسست بسيّدي قد خرج منعنده ورجع إلى داره، ثمّ رأيت الأمر قد خرجمن عند المأمون بإحضار الأطبّاءوالمترفّقين. قلت: ما هذا؟ فقيل لي: علّةعرضت لأبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليهالسلام)، فكان الناس في شك وكنت على يقينلما أعرفه منه.

قال: فلمّا كان في الثلث الثاني من الليلعلا الصياح وسمعت الوجبة من الدار، فأسرعتفيمن أسرع، فإذا نحن بالمأمون مكشوف الرأسمحلّ الأزرار قائماً على قدميه ينتحبويبكي، فسألت، فقيل: إنّ عليّ بن موسى قدقضى نحبه، قال: فوقفت فيمن وقفوا وأناأتنفّس الصعداء، ثمّ أصبحنا فجلس المأمونللتعزية ثمّ قام ومشى إلى الموضع الذي فيهسيدنا (عليه السلام)، فقال: أصلحوا لناموضعاً فإنّي أريد أن أغسّله، فدنوت منهوقلت له ما قال سيدي بسبب الغسل والتكفينوالدفن، فقال لي: لست أعرض لذلك، ثمّ قال:شأنك يا هرثمة وما تريد.

قال: فلم أزل قائماً حتى رأيت الفسطاط قدضرب إلى أن غسّل وحنّط وكفّن وظهر جميع ماأخبر الإمام (عليه السلام) حتى دفن (عليهالسلام) في حفرته وانصرف المأمون إلى بيتهفاخلّى مجلسه وقال لي: يا هرثمة أسألكبالله لمّا أصدقتني عن أبي الحسن قدّسالله روحه بما سمعته منك. فقلت: قد أخبرتأميرالمؤمنين بما قال لي. فقال: بالله إلاّ