نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار

محمدمهدی المازندرانی الحائری؛ مترجم: عبدالحسین الشیخ حسن الصالحی

نسخه متنی -صفحه : 456/ 30
نمايش فراداده

«28»

ويغشى عليه ساعة بعد ساعة حتى كانت ليلةوفاته وهي الليلة الخامسة والعشرون أوالثانية والعشرون أو الثامنة عشرة منالمحرم، غشي عليه في تلك الليلة ثلاثمرّات، فلمّا أفاق من غشيته الأخرى تلاهذه الآية: (وقالوا الحمد لله الذي صدقناوعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيثنشاء فنعم أجر العاملين)(1) ثمّ دعا بولدهالباقر (عليه السلام)، وأوصى إليه، فأوّلما أوصاه به هذه الوصية:

قال الباقر (عليه السلام): ضمّني أبي إلىصدره الشريف وقال: يا بني أوصيك بما أوصانيبه أبي الحسين (عليه السلام) حين حضرتهالوفاة وقال: إنّ أباه أوصاه به قال: يابني! إيّاك وظلم من لا يجد عليك ناصراًإلاّ الله، ثمّ قال: يا بني! ائتني بوضوء،قال: فجئته بوضوء، قال: لا أبغي هذا، فإنّفيه ميتة. قال: فخرجت وجئت بالمصباح فإذافيه فارة ميتة، فجئته بوضوء غيره فتوضّأوقال: يا بني! هذه الليلة هي الليلةوعدتها، فإذا قضيت نحبي فغسّلني وحنّطنيوكفّنّي وادفنّي، وأوصيك بناقتي أنتربطها في الحظيرة وتجعل لها علفاً، ولقدحججت على ناقتي هذه عشرين حجة فما قرعتهابسوط قرعة، فإذا نفقت فادفنها لئلاّ تأكلالسّباع لحمها، فإنّ رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) قال: ما من بعير يوقف عليهموقف عرفة سبع حجج إلاّ جعله الله من نعمالجنّة وبارك في نسله.

يا للمصيبة! أفمن يوصي بدفن ناقته، فكيفبحاله يوم رأى ذلك الجسد الطيّب الطّاهرجسد أبيه الحسين (عليه السلام) طريحاًعارياً بلا غسل ولا كفن ولا دفن:


  • ملقىً ثلاثاً بلا غسل ولا كفن ما غسّلوه ولا لفّوه في كفن يوم الطّفوفولا مدّوا عليه ردا

  • تُرْبُالفلا والدما الأكفان والغسل يوم الطّفوفولا مدّوا عليه ردا يوم الطّفوفولا مدّوا عليه ردا

ثمّ أوصاه بجميع وصاياه وأتي بشراب، فقيلله: أشرب، فقال (عليه السلام): هذه

(1) الزمر 74.