الليلة التي وعدت أن أقبض فيها، فلمّا شربفارقت روحه الشريفة.
قام الباقر (عليه السلام) وغسّل أباهوحنّطه ثمّ كفّنه وحمل جنازته، ولم يبقرجل ولا امرأة ولا البرّ ولا الفاجر ولاصالح ولا طالح إلاّ وخرج وشهد جنازة عليّبن الحسين (عليه السلام)، فلمّا جاؤا بهإلى البقيع ووضعوه على الأرض، قام الباقر(عليه السلام) ليصلّي عليه. قال الراوي:فلمّا كبّر جاء تكبير من السماء وأجابهتكبير من الأرض وكبّر من في السماء سبعاًومن في الأرض سبعاً.
نعم، صلّت ملائكة السماوات والأرضين علىإمامنا زين العابدين (عليه السلام) كماأنّهم صلّوا على جسد الحسين (عليه السلام)على ما في خبر أمّ أيمن: فإذا برزت تلكالعصابة إلى مضاجعها تولّى الله قبضأرواحها بيده، وهبط إلى الأرض ملائكة منالسماء السابعة معهم آنية من الياقوتوالزمرّد مملوّة من ماء الحياة، وحلل منحلل الجنّة، وطيب من طيب الجنّة، فغسّلواجثثهم بذلك الماء، وألبسوها الحلل،وحنّطوها بذلك الطيب وصلّى الملائكة صفاًصفاً عليهم، ولنعم ما قال الراثي مخاطباًللحسين (عليه السلام):
ما إن بقيت من الهوان على الثّرى
لكن لكي تقضي عليك صلاتها
زمر الملائكفوق سبع شداد
ملقىثلاثاً في ربى ووهاد
زمر الملائكفوق سبع شداد
زمر الملائكفوق سبع شداد
وأمّا من الآدميّين، فما صلّى عليه أحدغير بني أسد كما في الخبر أنّ بني أسدكانوا يفتخرون على قبائل العرب بأنّاصلّينا على الحسين وأصحابه ودفنّاهم.تبّاً وتعساً لقوم قتلوا ابن بنت نبيّهموتركوه طريحاً جريحاً عارياً بلا غسل ولاكفن وما صلّوا عليه بل كبّروا لقتله كماقال الراثي:
ويكبّرون بأن قتلت وإنّما
قتلوا بكالتكبير والتهليلا
قتلوا بكالتكبير والتهليلا
قتلوا بكالتكبير والتهليلا
متى كبّروا؟ حين أنّ الشمر فرّق بين رأسالحسين (عليه السلام) وجسده كبّر اللعينوكبّر أهل الكوفة ثلاثاً.