و قوله تعالى وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَالْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ (سورهزمر آية 60).
و قوله تعالى وَ فِي السَّماءِرِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (سوره ذارياتآية 22).
و قوله تعالى وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَفِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ (سوره حديد 25).
حيث ان الإنزال في هذه الموارد و نظائرهبمعنى التنزل و التجسم لا التجافي نظيرإنزال المطر من السماء إلى الأرض لأن كلقطرة منه إذا نزلت إلى الأرض فقد انتقلت وهجرت مكانها السمائي فكل شيء موجود فيعالم المادة فله أصل محفوظ عند اللّهيتنزل منه و يكون آية له و مرأة إياه و كذايكون مرقاة اليه (الا الى اللّه تصيرالأمور- شورى 53).
فمن ذلك ما ورد من نزول قواعد الكعبة منالجنة و كذا نزول الحجر الأسود و نزول حجرالمقام «1» حيث ان ذلك كله يدل على انلاجزاء البيت و أركانه أصلا طيبا عنداللّه يكون تلك الأمور متنزلة من ذلكالأصل الطيب «2» و يشهد له ما ورد في سرتربيع الكعبة و بنائها على أربعة أركان منان ذلك كان بحذاء البيت المعمور و كذاالعرش حيث ان له أركانا و اضلاعا أربعةفلما سئل الإمام الصادق (ع) المعصوم عن سرتربيع العرش أجاب (ع) بان الكلمات التي بنىعليها الإسلام أربع و هي التسبيحات الأربعسبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلااللّه و اللّه أكبر «3».
حيث ان هذا السؤال و الجواب يدل على انالكعبة قد تنزلت من البيت المعمور المتنزلمن العرش على المعنى المتقدم من التنزلالمنزه عن التجافي و على ان سر التربيع فيهذه الانظمة الثلاثة أعني الطبيعة والمثال و العقل هو تربيع الكلمات الدالةعلى التنزيه و التحميد و التهليل والتكبير.
فمن هنا يلوح معنى ما ورد من ان الكعبة منموضعها الى عنان السماء قبلة
(1) الميزان ج 1 ص 294 (2) وسائل ج 9 ص 386 الى 388 (3) البحار ج 99 ص 57