وجیزة حول أسرار الحج

عبدالله الجوادی الطبری الآملی‏؛ مترجم: محمدجواد حجتی کرمانی

نسخه متنی -صفحه : 70/ 12
نمايش فراداده

و قوله تعالى وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَالْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ (سورهزمر آية 60).

و قوله تعالى وَ فِي السَّماءِرِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (سوره ذارياتآية 22).

و قوله تعالى وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَفِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ (سوره حديد 25).

حيث ان الإنزال في هذه الموارد و نظائرهبمعنى التنزل و التجسم لا التجافي نظيرإنزال المطر من السماء إلى الأرض لأن كلقطرة منه إذا نزلت إلى الأرض فقد انتقلت وهجرت مكانها السمائي فكل شي‏ء موجود فيعالم المادة فله أصل محفوظ عند اللّهيتنزل منه و يكون آية له و مرأة إياه و كذايكون مرقاة اليه (الا الى اللّه تصيرالأمور- شورى 53).

فمن ذلك ما ورد من نزول قواعد الكعبة منالجنة و كذا نزول الحجر الأسود و نزول حجرالمقام «1» حيث ان ذلك كله يدل على انلاجزاء البيت و أركانه أصلا طيبا عنداللّه يكون تلك الأمور متنزلة من ذلكالأصل الطيب «2» و يشهد له ما ورد في سرتربيع الكعبة و بنائها على أربعة أركان منان ذلك كان بحذاء البيت المعمور و كذاالعرش حيث ان له أركانا و اضلاعا أربعةفلما سئل الإمام الصادق (ع) المعصوم عن سرتربيع العرش أجاب (ع) بان الكلمات التي بنىعليها الإسلام أربع و هي التسبيحات الأربعسبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلااللّه و اللّه أكبر «3».

حيث ان هذا السؤال و الجواب يدل على انالكعبة قد تنزلت من البيت المعمور المتنزلمن العرش على المعنى المتقدم من التنزلالمنزه عن التجافي و على ان سر التربيع فيهذه الانظمة الثلاثة أعني الطبيعة والمثال و العقل هو تربيع الكلمات الدالةعلى التنزيه و التحميد و التهليل والتكبير.

فمن هنا يلوح معنى ما ورد من ان الكعبة منموضعها الى عنان السماء قبلة

(1) الميزان ج 1 ص 294

(2) وسائل ج 9 ص 386 الى 388

(3) البحار ج 99 ص 57