وجیزة حول أسرار الحج

عبدالله الجوادی الطبری الآملی‏؛ مترجم: محمدجواد حجتی کرمانی

نسخه متنی -صفحه : 70/ 14
نمايش فراداده

أو يملؤه الشرك بناء على كونه امراوجوديا.

و حيث ان التوحيد شجرة طوبى و من ثمارهاالتقوى يكون مسجد قباء المؤسس على التقوىمن فروع ذلك الأصل و من ثمار ذلك البذر.فالكعبة المؤسسة على التوحيد أصل لجميع مايبنى على التقوى كما يكون هدم الكعبةالمؤسس على الشرك أصلا لجميع ما يبنى علىشفا جرف هار ينهار في دار جهنم. فتحصل انهندسة الكعبة على التوحيد البحث الذي لايجتمع مع اى شرك أصلا و هي بهذه الهندسةالإلهية صارت موضوعة و متعلقة لغير واحدمن الأحكام و منها الحج و هي بهذه الخصيصةيكون مثالا للعرش الذي لا يحوم حوله إلاالملائكة الذين هم عباد الرحمن لا يعصونالله ما أمرهم و هم بامره يعملون و لايسبقونه بالقول و يفعلون ما يؤمرون لايفترون من تسبيحه و لا يسأمون من تقديسة ولا يستحسرون من عبادته و لا يؤثرونالتقصير على الجد في امره و لا يغفلون عنالوله اليه «1».

الصلة الثالثة في ان قواعد الكعبة بنيت ورفعت على الخلوص الصرف‏

ان عمر ان الكعبة و بنائها و رفع قواعدهاكان بيد إبراهيم (ع) خليل اللّه و إسماعيلذبيح اللّه (ع) قال تعالى وَ إِذْ يَرْفَعُإِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِوَ إِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا(بقرة 127) يعنى ان بناء الكعبة و رفعقواعدها كان عبادة خالصة من ذينك النبيينبحيث لا يريدان من أحد جزاء و لا شكورا بلانما يرفعان قواعدها لوجه اللّه و لم يكنذلك منهما بدعاء لفظي فحسب بل كان كامنا فيالقلب و ظاهرا في القالب مكنونا في المهجةبارزا في اللهجة لان من جاء ربه بقلب سليملا يمس كرامة قلبه طائف من غير الله و منقال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني منالصابرين لا يمس طهارة ضميره ما ينافيالخلوص فهذان النبيان (ع) بتمام التوحيد والخلوص دعوا ربهما و قالا (ربنا تقبل منا) وحيث ان اللّه تعالى وصفهما بأنهما منالعباد المخلصين الذين لا يتطرق الشيطنة والوسوسة

(1) الصحيفة السجادية دعاء 3