وجیزة حول أسرار الحج

عبدالله الجوادی الطبری الآملی‏؛ مترجم: محمدجواد حجتی کرمانی

نسخه متنی -صفحه : 70/ 27
نمايش فراداده

إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِالْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لامِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍحَمِيدٍ.

(سوره فصلت آية 42 و 41) و بين سر تحفظه عنتطرق الباطل و صيانته عن النسخ و التحريف والمحو بأنه تعالى قد تكفل لحفظه حيث قالإِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (سوره حجر آية 9).

فعلى هذا الأصل الذي أصله القرآن الكريميكون حرمة الكعبة زادها الله شرفا لحرمةالحق الذي لا يزهق و لحياة الدين الذي لايموت و لدوام الوحي الذي لا ينسى عهدا منالله فمن أراد الكعبة بسوء و كان في أمنيتهمحو الحق يعذبه الله بعذاب بئيس لا اختلاففيه و لا تخلف عنه.

و اما من تحصن بالكعبة و التجأ إليها و لاذبها و تمسك بأستارها و لكنه لم ينصر الحق ولم يخذل الباطل و لا يغيث مستغيث الحق و لايلبي منادي الحرية و لا يجيب هتافالاستقامة و لا يسمع دعاء داعي القسط و ليسله اذن واعية تعى الحق الصراح و لا يدباسطة تبطش الباطل و لا رجل ثابتة تتدفىالأرض و لا رأس يعير الله جمجمته و بالجملةلا يعرف امام زمانه و يكون حياته كموتهجاهلية لأن الموت على وزان الحيوة كماتموتون تبعثون فمن كانت موتته ميتة جاهليةتكشف ان حياته كانت جاهلية، فلا لياذلمثله و لا أمان له أصلا بل يسلط الله عليهمن لا يرحمه و ان كان بهدم الكعبة وتخريبها.

كما ابتلى به ابن الزبير الذي لم يعرفامام زمانه الحسين بن على عليهما السلام وابنه على بن الحسين (ع) و لم ينصره على الحقالذي قام به و لم يخذل الباطل الذي ركزهبين اثنتين بين السلة و الذلة و لم يسمعهتافه الملكوتي «هيهات منا الذلة» و لميلب ندائه الإلهي بأنه على الإسلام السلامإذ بليت الأمة براع مثل يزيد و لم يجبدعوته الربانية بان من كان باذلا فينامهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحلمعنا و هكذا لم يعن سيد الساجدين حيث يقولانا ابن مكة و منى انا ابن زمزم و صفا ثمالتجى‏ء إلى الكعبة و تعلق بأستارها فلايعينه الله بالغيب بل يمهل الظالم انيهدم‏