وجیزة حول أسرار الحج نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الكعبة و يسيطر عليه و يصلبه كَذلِكَنُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً(سوره إنعام 129) لأن المقصود هناك لم يكن هوهدم الكعبة بما انها قبلة للمسلمين و مطافلهم و مهبط للوحى و معدن للوعى بل القصدهناك الى السيطرة على ابن الزبير المتحصنبها و اللاجي إليها.و من تلك الحادثة يعرف قدر الامام و حرمةالولاية و عزة الخلاف الإلهية كما انبالتحليل العقلي يعرف قدر الحق و بهائه وجماله و جلاله و كبريائه و مشيئتهالمستولية على كل شيء و سلطانه الذي ملاءكل شيء فانتهت تلك الحرمات التي كانتللحرم و البلد الأمين إلى الكعبة و منالكعبة الى الامام الذي يتولاه اللّه الذيهو ولى الصالحين ثم منه الى الحق الوليالذي يخضع له كل شيء فلئن أمهل اللّهالظالم حتى هدم الكعبة فليس ذلك نقضالقوله تعالى وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِبِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْعَذابٍ أَلِيمٍ.فتدبر حتى تجد الميز بين أبرهة و بين ابنالزبير و الحجاج إذ ذاك الغاشم أرادالكعبة بسوء هدما للقبلة و المطاف إذ كانتحينذاك قبلة للحنفاء و مطافا لهم كمالغيرهم و هذا الظالم اى الحجاج المسلط علىظالم آخر مثله لم يرد الكعبة بسوء بما انهاقبلة و مطاف و لم يشاء ان يمحق الإسلام والدين الحنيف و ان لم يكن له دين و كان ممنلا يخاف المعاد و لكن لم يكن قصده حينذاكالا السيطرة على الظالم الذي لم يعرف امامزمانه القائم بالحق و الداعي إلى القسطالمنادي بالحرية الهاتف بالحكومةالإسلامية القائل قوله السديد لا أعطيكمبيدي إعطاء الذليل و لا أفر فرار العبيدالباذل مهجته في اللّه ليستنقذ عباده منالجهالة و حيرة الضلالة المعتصم بحبلاللّه المتين الذي لا انفصام له و المنقطععن غيره قائلًا بمقالة العتيق: لو لم يكنلي في الدنيا ملجأ و لا مأوى لما بايعتيزيد بن معاوية. و ذلك القائل هو سيدنا ومولينا سيد الشهداء الحسين بن على عليهماالسلام.فتحصل ان الحرمة للّه تعالى بالذات ولغيره بالعرض و ان العزة للحق الذي منصارعه صرعه بالذات و لغيره المتحقق بهبالعرض و ان القوة لذي القوة المتينبالذات و لغيره