وجیزة حول أسرار الحج

عبدالله الجوادی الطبری الآملی‏؛ مترجم: محمدجواد حجتی کرمانی

نسخه متنی -صفحه : 70/ 37
نمايش فراداده

فلا اعادة للباطل و لا ابتداء له مع الحقأصلا و ظهور التوحيد و تجلية البالغ فيالإحرام و هو التجرد عن غير واحد مما هوزينة الحيوة الدنيا لائح لا سترة فيه وتمثل الحشر و المعاد الذي هو العود الىالمبدء بالإحرام بين لا خفاء فيه و سيظهربعض معالي التوحيد عند بيان سائر ما للحجمن المناسك و السنن فارتقب.

و الحاصل ان الحج توحيد ممثل و التوحيد هيالفطرة التي فطر اللّه الناس عليها لاتبديل لها فعليه يكون الحج من أهم مظاهرالإسلام و مجلي للأصلين المتقدمين اىالكلية و الدوام و لذا تداولته الأمم والأقوام و لم تطاوله الأعوام و الأيام طولالدهر.

و مما يرشدك الى ان الحج توحيد ممثل هو انمن أركانه الهامة هو الطواف و هو عبادةخاصة يتجلى فيها قوله تعالى فَأَيْنَماتُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ. بخلافالصلاة التي يتحتم فيها قوله تعالى وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّواوُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ.

و بيان ذلك هو ان المعتبر في الصلاةالمكتوبة استقبال الكعبة و التوجه إليهادون غيرها من الجهات و اما المعتبر في الحجهو السير حول الكعبة و الطواف على محورهافي أية جهة كانت من الجهات الأربع و الىأية جهة منها فالحاج يرى فَأَيْنَماتُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ والمصلى يرى ولوا وجوهكم شطر المسجد الحرامو كم بينهما من الميز. و كذا من الواجباتالهامة في الحج هو السعي بين الصفا والمروة و هو هرولة خاصة من اللّه و الىاللّه و فرار منه اليه و هجرة منه اليه ولياذ منه اليه و عوذ به منه كما عن موليناابى جعفر محمد بن على (ع) في تطبيق قولهتعالى فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّيلَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ قال (ع)حجوا الى اللّه عز و جل «1».

و هذا هو التوحيد القراح الذي لا يصحبهشي‏ء عدا من هو الأول و الأخر تدبر قولالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث قالبعد حمل جهازه على راحلته: هذه حجة لا رياءفيها و لا سمعة

(1) وسائل ج 8 ص 5