وجیزة حول أسرار الحج

عبدالله الجوادی الطبری الآملی‏؛ مترجم: محمدجواد حجتی کرمانی

نسخه متنی -صفحه : 70/ 51
نمايش فراداده

و غفلة أصلا.

و كم فرق بين العبادة الصاعدة الى اليقينو العبادة الصادرة من اليقين الذي يتحدفيه غاية العقل النظري و غاية العقلالعملي فيصير الشهود هناك بعينه قدرة والعلم بنفسه عملا و المعرفة بذاتها مصدراو لا يتخلف عنه شي‏ء من عمل صالح و لا يشذمنه شي‏ء من أدب حسن فيصير هو اى اليقين حبنفسه خلقا عظيما إذ لا ميز هناك بينالشهود و العمل إذ الخلق العظيم لا يتحققبدون الشهود كما ان العمل الصالح و الأدبالطيب لا ينفك عن الشهود بل الشاهد هوبنفسه من الذين عند ربك لا يستكبرون عنعبادة و لا يستحسرون، فالشاهد المتيقن هوالعابد فهو المتخلق بخلق عظيم لا يعبداللّه خوفا من ناره و لا شوقا الى جنته بلحبا له تعالى و هذا هو المقام المكنون الذيلا يمسه الا المطهرون.

فاذا تحصل ان العبادة تورث اليقين و انالحج عبادة خاصة يلزم البحث عن كيفية كونهمورثا لليقين الذي هو الخلق العظيم الذييتحد هناك الخلق و المتخلق فيصير هو أيضاكما ورد عن الصادق (ع) انه من تعلم العلم وعمل به و علمه للّه دعي في ملكوت السمواتعظيما يعنى ان العالم العامل المعلم إذاكان جميع هذه الشؤن التي اتصف بها للّهيدعى في باطن السموات عظيما و كم فرق بينمن هو عظيم و من له فوز عظيم و أجر عظيم وفضل عظيم و كم فرق بين من هو مندوب الى قولهتعالى- وَ اللَّهُ خَيْرٌ وَ أَبْقى‏- و منهو مندوب الى قوله تعالى- وَ ما عِنْدَاللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى‏- و كم فرق بينمن هو صالح و بين من عمله صالح إذ الصالح هوالذي يتولاه اللّه الذي هو يتولى الصالحينو اما الذي يعمل صالحا فهو بعد ممن يتولىاللّه و كم فرق بين من هو خالص و يستخلصهاللّه لنفسه فهو من المخلصين- بالفتح- و منعمله خالص و هو من المخلصين بالكسر.

و الحج عبادة خاصة تورث الخلق العظيمبماله من الأسرار و الرموز القربية نشيرالى نبذ منها فيما يلي‏