يلبون لبيك لا شريك لك الا هو لك تملكه وما ملك، و يثبتون بذلك للّه سبحانه و تعالىشريكا و ان كان ذلك الشريك أيضا له.
و اما التلبية في الإسلام فيكون ضراعة الىالواحد المحض و صيحة خاطفة على اى شرك جليأو خفي فمعه لا يبقى لغيره تعالى ظهور حتىيلتجى اليه و لا قدرة له حتى يعتصم بها بلهنالك الولاية المطلقة للّه الحق و يتضحبذلك اتضاحا رائعا لمن يشاهد الجهر بهذهالتلبية في البيداء و الصياح بها فيالساهرة و التداوم عليها كلما علا تلعة أوهبط واديا.
و يشهد له ما يستفاد من نصوص أهل البيت انمن استن بسنة جاهلية أو تلوث بقذارة المالالحرام ثم لبى، نودي عند التلبية لا لبيك ولا سعديك «1».
و لذا قال مولينا الكاظم (ع) انا أهل بيت حجصرورتنا و مهور نسائنا و أكفاننا من طهورأموالنا «2» و ما ذلك الا ان تلبية الحجتلبية لبى بها المرسلون في الأرض حذاء مايسبحون به في الطواف حول العرش حسبما تقدممبسوطا.
و مما يشير الى ما ذكر من كون الحج صيحةعلى الجاهلية هو ما يعثر عليه المتتبع فينصوص هذا العهد الإلهي من نقل ما ورد منتلبية إبراهيم الخليل و موسى الكليم وخاتم النبيين عليهم أفضل صلوات المصلينأكثر و أوفر «3» مما ورد في غير هؤلاءالأطيبين من الأنبياء و المرسلين الذين لانفرق بين أحد منهم و لكن اللّه فضل بعضهمعلى بعض سيما في طرد الطغاة و دحض اللئام ودفع الجاهلية الجهلاء الداخلية أوالخارجية إذ الخليل (ع) طرد الطغاة بقولهأُفٍّ لَكُمْ وَ لِما تَعْبُدُونَ والكليم (ع) ادحض اللئام بقوله يافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّالْعالَمِينَ (أعراف 104) و خاتم النبيين(صلّى الله عليه وآله وسلّم) دفع الجاهليةبقوله أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِيَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِحُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (مائدة 50).
(1) وسائل ج 8 ص 102 (2) وسائل ج 9 ص 47 و 48 و (3) وسائل ج 9 ص 47 و 48 و