مأساة الزهراء، شبهات... و ردود

السید جعفر مرتضی العاملی

جلد 1 -صفحه : 362/ 20
نمايش فراداده

ثم ان اخراج أكثر من رجل و حصر عنصر المرأة بالزهراء عليهاالسلام فى هذه القضية انما يشير الى أن أيا من النساء لم تكن لتدانى الزهراء فى المقام و السؤدد و الكرامة عندالله سبحانه و تعالى فلا مجال لادعاء أى صفة يمكن أن تجعل لغيرها عليهاالسلام امتيازا و فضلا على سائر النساء.

فما يدعى لبعض نسائه (ص)- كعائشة- من مقام و فضل على نساء الأمة، لا يمكن ان يصح خصوصا مع ملاحظة ما صدر عنها بعد وفاة رسول الله (ص) من الخروج على الامام أميرالمؤمنين (ع)، و التصدى لحرب وصى رسول رب العالمين، مما تسبب بازهاق عدد كبير جدا من الأرواح البريئة من أهل الايمان و الاسلام، فأطلع الشيطان قرنه من حيث أشار النبى (ص) و صدق الله العظيم

و صدق رسوله الكريم.

اذن، فلا يصح اعتبار ما صدر عنها من معصية الله مسوغا لممارسة المرأة للعمل السياسى- كما ربما يدعى البعض- و لا يكون قرينة على رضى الاسلام بهذا الأمر، او عدم رضاه.

اما ما صدر عن الزهراء (ع) فهو المعيار و هو الميزان لأنه كان فى طاعة الله و هى المرأة المطهرة المعصومة التى يستدل بقولها و بفعلها على الحكم الشرعى، سياسيا كان أو غيره.

سيدة نساء العالمين:

من الواضح: أن التنظير، و اعطاء الضابطة الفكرية، أو اصدار الاحكام لا يعطى الحكم أو الفكرة او الضابطة من الثبات و القوة و التجذر فى النفوس ما يعطيه تجسيدها، و صيرورتها واقعا حيا و متحركا، لأن الدليل العقلى أو الفطرى مثلا قد يقنع الانسان و يهيمن عليه، ولكن تجسد الفكرة يمنح الانسان رضا بها، و ثقة و سكونا اليها، على قاعدة: (قال: أولم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبى)

سورة البقرة: 260.