مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مأساة الزهراء، شبهات... و ردود - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

، و غير ذلك.

و هذه المعرفة تزيد فى صفاء الروح و رسوخ الايمان، و معرفة النفس الموصلة الى معرفة الرب سبحانه.

و من الواضح: أن مقامات الانبياء و الاوصياء و الاولياء، و درجات فضلهم قد سمت و تفاوتت بدرجات تفاوت معرفتهم بذلك كله.

غير ان بعض المعرف قد تحتاج الى مقدمات تسهل علينا استيعابها، و تؤهلنا للاستفادة منها بالنحو المناسب، فتمس الحاجة الى التدرج فى طى مراحل فى هذا السبيل، تماما كطالب الصف الاول، فانه لا يستطيع عادة أن يستوعب- بالمستوى المطلوب- المادة التى تلقى على طلاب الصف الذى هو فى مرحلة أعلى كالطالب الجامعى مثلا، بل لا بد له من طى مراحل تعده لفهم و استيعاب ذلك كله تمهيدا للانتفاع به.

و كلما قرب الانسان من الله، زادت حاجته الى معارف جديدة تتناسب مع موقعه القربى الجديد، و احتاج الى المزيد من الصفاء، و الطهر، و الى صياغة مشاعره و أحاسيسه و انفعالاته، بل كل واقعه وفقا لهذه المستجدات.

و هذا شأن له أصالته و واقعيته و لا يتناسب مع مقولة: هذا علم لا ينفع من علمه و لا يضر من جهله.

و اذا كان الامام الصادق عليه السلام لم يترفع عن الخوض فى أمر كهذا، حين سئل عن هذا الموضوع فأجاب. فهل يصح منا نحن أن نترفع عن أمر تصدى للاجابة عنه الامام (ع) دونما اضطرار، و هو الاسوة و القدوة؟!.

اذن.. نحن بحاجة لمعرفة ما لفاطمة (ع) من مقام على و كرامة عندالله، و معرفة ما لها من فضل على باقى الخلائق، و بحاجة الى معرفة أنها سيدة نساءالعالمين من الأولين و الاخرين، و أنها أفضل من مريم (ع)، و من كل من سواها، حتى لو كانت مريم (ع) سيدة نساء عالمها.

اننا بحاجة الى ذلك، لأنه يعمق ارتباطنا بفاطمة عليهاالسلام، و يدخل فاطمة الى قلوبنا، و يمزجها بالروح و بالمشاعر و بالاحاسيس، ليزداد تفاعلنا مع ما تقول و ما تفعل، و نحس بما تحس، و نشعر بما تشعر، و نحب من و ما تحب، و نبغض من و ما تبغض، و يؤلمنا ما يؤلمها و يفرحنا ما يفرحها، فيزيدنا ذلك خلوصا و طهرا و صفاء و نقاء، و من ثم هو يزيد فى معرفتنا بحقيقة ظالميها و المعتدين عليها، و يعرفنا حجم ما ارتكب فى حقها، و مدى سوء ذلك و قبحه.

قيمة الزهراء:

قد يتساءل بعض الناس، و يقول:

ان اشراك الزهراء (ع) فى قضية المباهلة لا دلالة له على عظيم ما لها (ع) من قيمة و فضل، فانه (ص) انما جاء بأهل بيته (ع)، لأنهم أعز الخلق عليه، و أحبهم اليه، ليثبت أنه على استعداد للتضحية حتى بهؤلاء من أجل هذا الدين، و لا دلالة فى هذا على شى ء آخر.

و نقول فى الجواب: لقد أشرك الله سبحانه الزهراء فى قضية لها مساس ببقاء هذا الدين، و حقانيته، و هى تلامس جوهر الايمان فيه الى قيام الساعة، و ذلك لأن ما يراد اثباته بالمباهلة هو بشرية عيسى عليه السلام، و نفى ألوهيته.

و قد خلد القرآن الكريم لها هذه المشاركة لكى يظهر أنها عليهاالسلام قد بلغت فى كمالها و سؤددها و فضلها مبلغا عظيما، بحيث جعلها الله سبحانه و تعالى بالاضافة الى النبى و الواصى والسبطين، و ثيقة على صدق النبى (ص) فيما يقول، حيث ان الله سبحانه هو

الذى أمر نبيه (ص) بالمباهلة بهؤلاء، و لم يكن ذلك فى اساسه من تلقاء نفسه (ص).

اذن، لم يكن ذلك لأنهم عائلته، و اهل بيته صلى الله عليه و آله و سلم، بل لأن فاطمة صلوات الله و سلامه عليها، و النبى (ص) و على والحسنان عليهم السلام، كانوا- و هم كذلك- أعز ما فى هذا الوجود، و أكرم المخلوقات على الله سبحانه، بحيث ظهر أنه تعالى يريد أن يفهم الناس جميعا ان التفريط بهؤلاء الصفوة الزاكية هو تفريط بكل شى ء، و لا قيمة لأى شى ء فى هذا الوجود بدونهم، و هو ما أشير اليه فى الحديث الشريف

راجع الكافى: ج 1 ص 179 و 198 و الغيبة للنعمانى: ص 139 و 138 و بصائر الدرجات: ص 488 و 489 و راجع: الصحيح من سيرة النبى الأعظم (ص): ج 8 ص 359 عنهم.

/ 362