و الجواب:
اننا لا نتصور أن بكاء ها على أبيها هو الذى أزعج المعترضين، و اثار حفيظتهم، و انما الذى أحفظهم و ازعجهم هو ما يثيره وجود الزهراء الى جانب قبر أبيها على حالة من الحزن و الكآبة و الانكسار الذى يذكر الناس بالمأساة التى تعرضت لها عليهاالسلام فور وفاة أبيها، حيث ان ذلك يمثل حالة اثارة مستمرة للناس الطيبين و المؤمنين و المخلصين، و هو ادانة لكل ذلك الخط الذى لم يتوقف عن فعل أى شى ء فى سبيل ما يريده.
فلم يكن البكاء على شخص الرسول، بقدر ما كان تجسيدا للمأساة التى حاقت بالاسلام و برموزه بمجرد وفاته و فقده صلوات الله و سلامه عليه.
فالبكاء اذن لم يكن بكاء الجزع من المصاب، و استعظام فقد الشخص لكى يتنافى ذلك مع الانفتاح على قضاء الله و قدره. كما يريد هذا القائل أن يوحى به.
الا اذا كان هذا القائل يعتبر الاستسلام للقضاء و القدر و السكوت عن و على الظلم انفتاحا على القضاء و القدر.
بيت الاحزان و ازعاج الناس بالبكاء:
و لا يجد البعض حاجد الى بيت الاحزان، لتبكى الزهراء فيه؛ فهو لا يتصورها تبكى على أبيها بحيث تزعج أهل المدينة حتى يطلبوا منها السكوت؟ لأن ذلك يعنى أنها كانت تصرخ بصوت عال فى الطرقات؟!و هذا الصراخ و الازعاج لا يتناسب مع مكانتها عليهاالسلام؟!
و نقول فى الجواب:
أولا: هناك رواية ذكرها المجلسى
البحار ج 43 ص 174/ 180.