و يقال: ان بعض النساء فى العهد العباسى قتلت ولدها فى سبيل الملك، و المامون قد قتل أخاه فى سبيل ذلك، كما قدمنا.
و هكذا يتضح: أن العوامل و المؤثرات قد يقوى بعضها على بعض، و يلغى بعضها تأثير البعض الآخر.
هل رضيت الزهراء على الشيخين؟!
و يضيف هذا البعض: أن القضية قد انتهت فى حينها، فانها صلوات الله و سلامه عليها قد رضيت على أبى بكر و عمر حينما استرضياها قبل وفاتها.و نقول:
أولا: صحيح أن رضا الزهراء عليهاالسلام هو أمنية محبى التيار الذى هاجم فاطمة عليهاالسلام و آذاها، حرصا منهم على أن لا يظهر ذلك الفريق فى جملة من آذى رسول الله، و أغضبه، ليكون فى العلن مؤذيا و مغضبا لله سبحانه. و قد حاول بعضهم أن يزور فى الرواية التى ذكرت هذه القضية، لصالح من يحبونهم، فذكروا: أنها رضيت
عنهم
راجع: دلائل النبوة للبيهقى: ج 7 ص 281، و الرياض النضرة: ج 1 ص 176، و سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 121، و تاريخ الخميس ج 2، ص 174، عن الوفاء، و عن السمانى فى الموافقة و السنن الكبرى: ج 6 ص 301، و السيرة الحلبية: ج 3 ص 361 و طبقات ابن سعد: ج 8 ص 27، و البداية و النهاية: ج 5 ص 289، و حياة الصحابة: ج 2 ص 473، و شرح نهج البلاغة للمعتزلى: ج 6 ص 19 و 49 و ج 2 ص 57، و فتح البارى: ج 6 ص 139، و نزهة المجالس: ج 2، ص 183.