و هل يظن هذا القائل أن مطالبتها عليهاالسلام بفدك أيضا كانت من أجل ان تستفيد منها فى انعاش حياتها المعيشية؟ مع أن من الواضح أن حياتها عليهاالسلام بقيت على حالها قبل ذلك، و معها، و بعدها، فهى لم تبن بأموال فدك قصرا، و لا تزينت بالذهب و الفضة، و لا استحدثت فرش بيتها، و لا اقتنت التحف، و لا ادخرت شيئا
للمستقبل، و لا اشترت السبساتين و العقارات، و المراكب الفارهة، كما فعل أو يفعل الآخرون، بل كانت غلة فدك تصرف فى سبيل الله، و على الفقراء و المساكين.
مسألة فدك سياسية:
و مما يدل على أن مسألة فدك كانت سياسية تلك المحاورة التى جرت بين الامام الكاظم عليه السلام و بين الرشيد؛ فقد كان الرشيد يقول لموسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام: يا أباالحسن خذ فدك حتى أردها عليك، فيأبى، حتى ألح عليه، فقال: لا آخذها الا بحدودها.قال: و ما حدودها؟
قال: يا أميرالمؤمنين، ان حددتها لم تردها.
قال: بحق جدك الا فعلت؟
قال: أما الحد الأول فعدن.
فتغير وجه الرشيد و قال: هيه.
قال: والحد الثانى سمرقند.
فأربد وجهه.
قال: والحد الثالث أفريقية.
فاسود وجهه و قال: هيه.
قال: و الرابع سيف البحر مما يلى الخزر و أرمينية.
قال الرشيد: فلم يبق لنا شى ء فتحول فى مجلسى.
قال الكاظم (ع): قد أعلمتك أنى ان حددتها لم تردها.
فعند ذلك عزم على قتله، و استكفى أمره يحيى بن خالد... الخ..
راجع: ربيع الابرار: ج 1 ص 315 و 316، و الطرائف: ص 252، و راجع: الكافى: ج 1 ص 543، و البحار: ج 48 ص 144.