الحب و الاحترام يردعهم: - مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مأساة الزهراء، شبهات... و ردود - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فهو يذكر ذلك كله، و يذكر اسماء المشاركين فى الهجوم على بيت الزهراء، و يذكر الخوف من السيف، و يرسله ارسال المسلمات، و لا يبدى اى تحفظ تجاهه.

فكيف اذن يقول البعض: ان السيد شرف الدين رحمه الله تعالى. «لم يذكر فى المراجعات و لا فى النص و الاجتهاد، اى شى ء من هذا الذى يقال- راجعوا» فها نحن قد راجعنا و وجدنا خلاف ما يقول!!

و الخلاصة: ان ذلك كله يدل على انه رحمه الله يقول: انهم قد تجاوزوا حدود التهديد الى الممارسة العملية، التى وصلت الى درجة اقتحام البيت، و غير ذلك مما ذكرناه آنفا.

و لعله رحمه الله قد قال لهذا الناقل نفس ما قاله فى كتابيه

المراجعات، و النص و الاجتهاد من ان التهديد بالتحريق ثابت بالتواتر القطعى.

و هذه العبارة تختلف عن عبارة: الثابت عندنا هو التهديد بالتحريق.. و كل ما ذكرناه يؤيد العبارة الاولى و يشد من ازرها، و يضعف العبارة الاخرى، فان ذكره للمصادر فى الهامش فى صفحة واحدة و منها ما يشير الى كل الموضوع و منه قضية الضرب و اسقاط الجنين يشير الى رغبته فى اطلاع المراجع عليها... الى آخر ما قدمناه..

الحب و الاحترام يردعهم:

توطئة و اعداد:

ان يستبعد اقدام زعماء الانقلاب على مهاجمة بيت فاطمة الزهراء صلوات الله و سلامه عليها، على اعتبار ان مكانتها عليهاالسلام كانت تمنعهم من الاقدام على امر كهذا..

و يحاول الاستدلال على هذه المكانة بالعديد من الامور، التى هى الاخرى اما مجرد دعاوى لا دليل عليها، او انها لا تصلح للاستدلال بها على ما يريد.

غير انه لا يستبعد ان يكونوا قد هددوا من فى البيت باحراق البيت عليهم بهدف التاثير النفسى عليهم، لينصاعوا لما يطلبونه منهم، مع تاكيده على انهم كانوا لا يقصدون الا اعتقال على اميرالمؤمنين عليه السلام، اما الزهراء و سواها، فلا شغل لهم بها!!

و نحن نتحدث فى هذا الفصل عن هذه الامور التى ذكرها هذا المستدل و اعتبرها كافية لتبرير ما يتظاهر به من شك لا يصل الى درجة النفى الصريح، و ان كان يحاول حشد ما امكنه من الادلة و الشواهد لنفى ذلك كله، لا لمجرد الشك، و فيما يلى نذكر شواهده و دلائله هذه مع بيان وجه عدم صلاحيتها للاستشهاد او الاستدلال بها.

نقاط البحث فى هذا الفصل:

و نحن قبل الدخول فى التفاصيل نشير الى ان الحديث فى هذا الفصل سوف يكون عن جانب من النقاط التالية:

1- ان الخصومة مع شخص لا تمنع من ان يكون من يخاصمه يحترم زوجته و يجلها لسبب او لآخر.

2- ان حمل على عليه السلام لفاطمة الى بيوت الانصار لطلب نصرتهم، يدل على مكانتها و احترامها فى المجتمع الاسلامى.

3- ان الذين جاء بهم عمر الى بيت الزهراء قد اعترضوا عليه حينما هدد باحراق الدار بمن فيها، فقالوا له: ان فيها فاطمة؟! فقال: و ان، و ذلك يدل على عدة امور:

احدها: ان للزهراء مكانة لا يمكن تجاهلها.

الثانى: ان قلوب الذين جاء بهم عمر كانت مملوءة بحب الزهراء فكيف نتصور ان يهجموا عليها؟.

الثالث: انهم حتى لو كانوا لا يحبون الزهراء عليهاالسلام، اولا يحترمونها، فانهم انما جاؤوا لاخضاع المعارضة، و اعتقال على، و لا شغل لهم بالزهراء (ع)، حتى و لو كانت موجودة، و هذا ما قصده عمر بقوله: و ان..

الرابع: هناك اكثر من خبر يتحدث عن احترام الناس للزهراء عليهاالسلام، فكيف يجرؤ القوم على الاعتداء عليها؟

الخامس: ان نجيئهم- اعنى ابابكر و عمر- الى بيت الزهراء

(ع)، و طلبهم المسامحة منها، يدل على عظم مكانتها فى المجتمع الاسلامى و لا سيما عند كبار الصحابة.

السادس: ان الزهراء عليهاالسلام قد رضيت على الشيخين حينما جاءا اليها لطلب رضاها.

السابع: ان استقبال الزهراء (ع) للشيخين يدل على عدم صحة الحديث الذى يقول: «خير للمرأة ان لا ترى الرجال، و لا يراها الرجال».

خصومتهم لعلى و احترام الزهراء:

هناك من يقول: ان خصومة المهاجمين مع على (ع)، لا تمنع من كونهم يحبون الزهراء عليهاالسلام و يحترمونها، اذ قد يكون هناك مرشح ينافس مرشحا آخر، و يريد اسقاطه فى الانتخابات، ولكن خصومته له لا تمنع من انه يحترم زوجة منافسه و يجلها، لسبب او لآخر.

و الجواب:

اننا نلاحظ على هذه المقولة امورا عديدة:

اولا: ان قضية على عليه السلام مع هؤلاء القوم المعتدين عليه و على بيته، و الغاصبين لحقه، و المخالفين لامر الله تعالى و رسوله (ص) لا تشبه التنافس بين مرشحين، بل هى بالانقلابات العسكرية بالقوة العادية و المدمرة اشبه، ان لم تكن اكثر وضوحا، و اعمق فى ايحاءاتها و دلالاتها.

ثانيا: ان احترام زوجة المنافس لا يعرف بالتكهن و التظنن، بل

يعرف بالممارسة و الموقف و الحركة على ارض الواقع، و قد راينا من هؤلاء القوم ممارسة قاسية و شرسة ضد زوجة من يصفه هذا المستدل بالمنافس (!!) انها ممارسة لا تنم عن اى رحمة او شفقة فى قلوبهم، فليقرا القارى ء وصف ما جرى فى مختلف النصوص و الآثار.. التى لا نغالى اذا قلنا بتواترها، كما سيرى القارى ء الكريم.

ثالثا: حتى لو سلمنا ان المهاجمين يحترمونها، او حتى يحبونها (عليهاالسلام)، فان الاحترام و الحب لم يمنعاهم اذ وقفلت فى وجههم، و هددت طموحاتهم، و كانت سببا فى افشال خطتهم الخطيرة، من ان يقلبوا لها ظهر المجن، و يعاملوها بكل قسوة.

و حتى لو كان الفاعل هم اخوتهم و اولادهم، فانهم سيواجهونهم بنفس القدر من العنف، فان حب السلطة و خطورة ما يقدمون عليه، يجعلهم فى مازق مصيرى، يدفعهم الى حسم الامور بقوة، فالامر بالنسبة اليهم اعظم خطرا، و اقوى من تجاهل ذلك الاحترام.

و نحن نعلم ان من يحب انسانا او يحترمه فانه لا يحبه- عادة- اكثر من حبه لنفسه، فاذا تعارض الحبان لديه، فلن يحب السوار اكثر من يده، و لن يقطع اليد من اجل حفظ السوار بل يكسر الف سوار غال و ثمين، لتبقى يده سالمة باقية له..

مكانة الزهراء عند الانصار، و عند مهاجميها:

يدعى البعض:

ان هؤلاء الجماعة الذين هاجموا بيت الزهراء (ع) كانوا

يحبونها، و يحترمونها، بل ان الذين جاء بهم عمر كانت قلوبهم مملؤة بحبها، فكيف نتصور ان يهجموا عليها؟!

ثم يستدل على ذلك:

بان عليا عليه السلام- كما فى البحار و كثير من المصادر الاخرى- كان يدور بالزهراء (ع) على بيوت المهاجرين و الانصار لتدافع عن حقه، فهى اذن تريد ان تستفيد من موقعها و احترامها لكسب نصرتهم، فكيف يجرؤ احد على مهاجمتها؟!

و الظاهر: ان هذا الكلام مأخوذ من الفضل بن روزبهان، الذى يرد به على العلامة الحلى، بقوله: «ان امراء الانصار و اكابر الصحابة كانوا مسلمين منقادين محبين لرسول الله، اتراهم سكتوا و لم يكلموا ابابكر فى هذا؟ و ان احراق اهل بيت النبى (ص) لا يجوز و لا يحسن؟».

راجع: ابطال نهج الباطل (مطبوع ضمن دلائل الصدق): ج 3 قسم 1 ص 47.

/ 362