المفيد لم يذكر ما ذكره الطوسى: - مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مأساة الزهراء، شبهات... و ردود - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

، و يبدو أن ذلك منه رحمه الله يدخل فى نطاق سياساته المتوازنة، التى تراعى الظروف، و الأجواء، و تتعامل معها بواقعية هادفة، و بمسؤولية و وعى.

أما الشيخ الطوسى فكان كتابه دفاعا عن خصوص الشيعة الامامية، لأن الشافى قد رد فيه السيد المرتضى على القاضى عبدالجبار المعتزلى، فلخصه الطوسى رحمه الله. فالطوسى اذن كالسيد المرتضى قد كتب كتابه بصفته اماميا، يدافع عن مذهبه، و يثبت صحته؛ فهو يريد أن ينتهى الى الحد المذهبى الفاصل بينه و بين غيره، بينما أراد الشيخ المفيد لكتابه الارشاد أن يتجاوز هذه الحدود، ليكون تاريخا

للجميع، يمكنهم الاطلاع عليه، و الاستفادة منه دون حرج أو تهمة..

فاذا كان الامامية فقط هم المجمعون على ذلك دون غيرهم من فرق الشيعة، كالاسماعيلية و الزيدية الخ.. فلا يصح من المفيد نسبة ذلك الى غير الامامية من الطوائف التى لم تجمع عليه.

و الملاحظ: ان المفيد رحمه الله قد تجنب ذكر ما يثير العصبيات من جهة، ثم أشار هنا الى أمر حساس بصورة خفية و ذكية من جهة أخرى، حيث أثبت وجود حمل سماه النبى (ص) محسنا، و ترك للقارى ء حرية البحث عن دور هذا الولد، و عن مصيره.

ثالثا: أما القول بأن المفيد يخالف الطوسى فى هذا الامر فسيأتى فى الاجابة على السؤال الآتى، فى العنوان التالى: انه لا يخالفه بل هو يوافقه فلا حاجة الى الاستعجال بالامر هنا.

رابعا: لقد كان الشيخ الطوسى تلميذا للمفيد، و كان المفيد رحمه الله هو الرجل الأول فى الشيعة آنئذ، فلا يعقل ان يدعى الطوسى اجماع الشيعة بهذا الجزم و الحزم و الوضوح، مع مخالفة استاذه و أعظم رجل فى الشيعة على الاطلاق فى ذلك؟!

و على الأقل كان المفترض فيه أن يذكر لنا: أن استاذه مخالف لهذا الاجماع، بل ان استاذه ينفى هذا الاجماع و لا يقبل بأصل وجوده!!

و هل يستطيع الطوسى ان يقرر اجماعا ينفيه استاذه صراحة و ينكره، و يقول: ان بعض الشيعة فقط هم القائلون؟! أم أن الطوسى لم يطلع على رأى استاذه؟!!

او أنه اطلق الاجماع جزافا، و من دون تثبت؟!

ان ذلك كله مما لا يمكن قبوله، و هذا ما يؤكد ان مراد المفيد من كلامه فى الارشاد هو ما قلناه، و لا يريد به ما ينقض أو يعارض الاجماع الذى تحدث عنه الطوسى ابدا.

المفيد لم يذكر ما ذكره الطوسى:

يقول البعض:

«اذا كان الشيخ الطوسى ينقل اتفاق الشيعة على ضرب و اسقاط جنين الزهراء، فان الشيخ المفيد الرجل الشيعى الصلب فى حجاجه مع مخالفيه فى المذهب معاصر للطوسى، و هو لم يذكر فى كتبه ما عدا الاختصاص- الذى يشك فى نسبته اليه- قضية كسر الضلع و غيرها مما يقال فى هذا المجال أبدا».

و يزيد هذا البعض فيقول: «لقد تتبعت الموارد التى ذكرت فيها الزهراء فى كتبه- أى فى كتب الشيخ المفيد- فلم أجد حديثا عن كسر الضلع، و اسقاط الجنين، و نحو ذلك.. و لا أدرى اذا كان تتبعى دقيقا».

و الجواب:

اننا قبل كل شى ء نود ان نسجل هنا الملاحظة التالية:

و هى: ان هذا البعض يصر هنا على التصريح بكسر الضلع مع ان نقضه لكلام الطوسى بكلام المفيد فى عبارته الأولى، يدل على أنه بصدد انكار كل ما ذكره الطوسى من ضرب الزهراء و اسقاط المحسن. و لم يتحدث الطوسى عن كسر الضلع فى تقريره للجماع، و تقريره لتضافر الروايات به: فما المبرر لاقحام كسر الضلع فى هذا المورد؟!.

و بعد هذه الملاحظة نقول: ان الشيخ المفيد قد ذكر مظلومية الزهراء، و كثيرا مما جرى عليها فى كتبه.

و فى مجال مناقشة ما قاله ذلك البعض حول هذا الامر نقول:

أولا: لم نفهم المقصود بالامور التى أشار اليها هذا المتحدث بكلمة «و غيرها» التى عطفها على «كسر الضلع» فهل المقصود هو ضربها عليهاالسلام؟ أو اسقاط جنينها؟ أو احراق بيتها، حتى أخذت النار فى خشب الباب؟!

ثانيا ان عدم ذكر المفيد لشى ء من ذلك فى كتبه- لو سلمنا صحته- لا يدل على انه ينكره، لأن السكوت و عدم ذكر شى ء لا يدل على انكاره من الاساس.

بل قد قلنا: ان تقرير الطوسى الذى هو تلميذ المفيد، للاجماع، و ارساله ذلك ارسال المسلمات، يدل على أن أستاذه كان على رأس القائلين به، و المتحمسين له؛ اذ لا يصح من الشيخ الطوسى ذكر هذا الامر بهذا الجزم و الحزم و الوضوح التام، اذا كان أحد أساتذته الذين لا يشك أحد، من موافقيه و مخالفيه، فى تضلعه فى هذه القضايا يخالف فى هذا الامر و ينكر وجود الاجماع من الاساس.

أما اذا كان هذا الاستاذ- الذى هو المفيد بالذات- يقول أن أفرادا قليلين قد قالوا بهذا القول، فان القضية- أعنى دعوى الاجماع- تصبح أكثر اشكالا، لأن دعوى الطوسى للاجماع فى هذه الحالة..، ستكون من أوضح مصاديق الكذب و الافتراء منه على شيوخ المذهب و رموزه، و الطوسى أجل من أن يتوهم فى حقه ذلك.

ثالثا: ان المفيد حين يريد أن يخاطب الشيعة، و يؤلف كتابا لهذه

الطائفة؛ فانه لا يتوانى عن الجهر و التصريح بتفاصيل ما جرى على الصديقة الطاهرة عليهاالسلام.

فقد روى فى «الاختصاص»، عن عبدالله بن سنان عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: ان أبابكر كتب للسيدة الزهراء عليهاالسلام كتابا برد فدك، فخرجت و الكتاب معها، فلقيها عمر.

فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذى معك؟

فقالت: كتاب كتب لى أبوبكر برد فدك.

فقال: هلميه الى.

فأبت أن تدفعه اليه، فرفسها برجله، و كانت حاملة بابن اسمه «المحسن» فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكأنى أنظر الى قرط فى أذنها حين نقفت

نقفت: كسرت.

/ 362