أنا لا أهتم لضرب الزهراء و هو لا يرتبط بالعقيدة:
يقول البعض: ان ضرب الزهراء، و اسقاط جنينها، و كسر ضلعها قضية تاريخية و ليست متصلة بالعقيدة.و لهذا فهو لا يهتم لهذا الامر شخصيا، فسواء كسر ضلع الزهراء (ع) أم لم يكسر، فان ذلك لا يقع فى دائرة اهتماماته، على حد تعبيره!!.
و نقول:
اننا نلاحظ ما يلى:
1- اذا كان ذلك لا يقع فى دائرة اهتمامات هذا الشخص أو
ذاك، فلماذا هو يحشد الادلة و الشواهد من كل حدب وصوب على نفى هذا الامر، أو التشكيك فيه على الاقل، و لماذا اذا ثارت العاصفة ضده يتراجع و يستعمل التقية،- كما قال- و يقول كلاما يلائم رأى الطرف الذى يوجه اليه النقد، ثم يعود لاثارة هذا الأمر من جديد بكل عنف و اصرار، و يواجه التحديات، و يثير المشكلات، بل هو يتهم الآخرين بأنواع التهم لمجرد أنهم سألوه عن رأيه فى هذا الامر و علة ابدائه علنا و بهذا الشكل، و فى هذا الظرف، و فى هذا الزمن بالذات، فضلا عن أن يعترض عليه فيه، فيقول: انهم لا يفهمون، و بأن طريقتهم غوغائية، و بأنهم معقدون، و ينطلقون من غرائزهم و...
هذا فضلا عن اتهامه لهم بما يعتبر اهدارا لدمهم، و اغراء للناس بالاعتداء على حياتهم، و ذلك حين يجعلهم فى دائرة العمالة للمخابرات الاسرائيلية أو غيرها؟! فضلا عن جعلهم فى دائرة الاتهام المستمر، و خدش اعتبار شخصيتهم المعنوية بذلك.
2- لماذا لا يهتم لما جرى على الزهراء؟ و لماذا يكون كسر ضلعها أو اسقاط جنينها سيان بالنسبة اليه.
و هل كل قضية مرت فى التاريخ لا يصح أن نهتم لها؟! أو أن اللازم أن لا تقع فى دائرة اهتماماتنا؟!
فلماذا اذن اهتم الائمة و النبى (ص) قبلهم بما يجرى على الزهراء (ع)، و بما يجرى على الامام الحسين (ع) و صحبه فى كربلاء؟!
و لماذا يهتم هو نفسه بالتذكير بحدث جرى قبل سنوات يحتمل ان يكون له نوع ارتباط به و يعتبره من الشؤون و القضايا
الاسلامية الكبرى، ثم لا يهتم بغيره من نظائره كمجزرة مكة، و اسقاط الامير كيين للطائرة الايرانية بركابها الثلاثمائة الأبرياء. و كذلك لايهتم بما ربما يعد أخطر قضية مفصلية فى تاريخ هذا الاسلام العزيز، و له ارتباط مباشر و عضوى فى مساره العام على جميع الصعد و فى مختلف المجالات ألا و هو ضرب الزهراء، أو كسر ظلعها.
3- ان الذين ارتكبوا ما ارتكبوه بحق الزهراء عليهاالسلام قد تصدوا لأخطر مقام بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و هو مقام الامامة و الخلافة، و قد قال الشهرستانى:
«و أعظم خلاف بين الأمة خلاف الامامة اذ ما سل سيف فى الاسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الامامة فى كل زمان
الملل و النحل: ج 1 ص 24.