بيت الأحزان أضرهم و لم ينفعم: - مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مأساة الزهراء، شبهات... و ردود - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

»، فهم بدلا من تعزيتها، و التكريم و التعظيم لها، واجهوها لا بالكلمة اللاذعة و حسب، بل بالقول و بالفعل الكاسر و الجارح، اذن، فلن تكون رؤية الناس للزهراء فى كل يوم حزينة منكسرة فى صالح الهيئة الحاكمة فى اى حال حتى و لو سكتت الزهراء، و لم تبك و لم تندد بمن ظلمها، و هتك حرمتها.

ان كل من يأتى الى المسجد فيراها مكبوتة و متألمة، و غير مرتاحة و منزعجة، ثم يذهب ليجلس فى مجلس الخليفة على بعد امتار يسيرة منها سيبقى يشعر بأذاها و بمأساتها، و بما جرى عليها، و سوف يستيقظ ضميره فى نهاية الامر.

اذن فجلوسها الحزين و مرارتها عليهاالسلام ستقض مضاجع هؤلاء الحكام، و سيربكهم ذلك الى درجة كبيرة و خطيرة و سيندم الكثيرون على ما فرط منهم من تقصير فى حقها عليهاالسلام، لأن بكاءها و مرارتها و حزنها يوقظ الضمائر و يثير المشاعر، و يهيج بلا بل الناس، و للناس عواطفهم و أحاسيسهم، و سيضعف ذلك من سلطة الحكام و نفوذهم، و هم انما يحكمون الناس باسم ابيها، و من خلال

تعاليمه فيما يزعمون.

و اذا كان عمر بن سعد قد بكى حين كلمته الحوراء زينب، و هو كان قد قتل الحسين (ع) قبل لحظات، فكيف اللواتى لم تكن قلوبهم قاسية كما هو الحال فى قلب حرملة و الشمر بن ذى الجوشن (قاتل الحسين) و ابن سعد، و ان كانت درجات ايمانهم تتفاوت بحسب الفكر و الوعى و العمل، و هم و ان لم يتكلموا حين الحدث المفجع لسبب أو لآخر لكن قد تأتى ساعد الصحوة، و قد يجدون الفرصة للتعبير عن حقيقة مشاعرهم، و ما يدور فى خلدهم، فكان لا بد من اخراج الزهراء من هذه الموقع و ابعادها عن أعين الناس، الذين سوف يزداد وعيهم و سيشتد ندمهم بعد أن تهدأ الامور، و يعودوا الى أنفسهم، و يفكروا بما جرى، و يتذكروا أقوال رسول الله (ص) لهم فى حق الزهراء و على عليهماالسلام الله...

فلا حاجة اذن الى صراخها عليهاالسلام فى الشوارع، و لا الى ازعاج الناس بذلك. و ليس من البعيد أن يكونوا قد دفعوا بعض الناس لمطالبة الزهراء بالخروج من بيتها متذرعين بأكثر من ذريعة، ثم استولوا على البيت بعد ذلك بصورة نهائية.

بيت الأحزان أضرهم و لم ينفعم:

ولكن، هل كان بيت الاحزان هذا فى صالح الحكام؟! و هل استطاع ان يحقق بعض ما أرادوا تحقيقه أو ظنوا انه سيتحقق؟!

ان الاجابة الصريحة و الواضحة على هذا السؤال ستكون بالنفى، فانه كان فى الحقيقة وبالا عليهم أكثر مما توقعوه، فلم يكن من

السهل أن يقبل الناس باخراج الزهراء من بيتها، و منعها من اظهار الحزن، و من الجهر بالمظلومية، لأن ذلك ظلم آخر أشد أذى، و أعظم تأثيرا و خطرا، و أصرح دلالة على مدى الظلم الذى تعانى منه عليهاالسلام.

و مما يزيد فى وضوح ذلك أن الناس سيرون: أن كل ما جرى عليها انما كان بمجرد وفاة أبيها، فبدلا من المواساة، و محاولة تخفيف المصاب عليها و هى الوحيدة لأبيها و سيدة نساءالعالمين، تجد نفسها أمام مصاب أمر و أدهى، و هو أن من يعتبرون أنفسهم من اتباع هذا الدين، و يعترفون بنبوة أبيها، و يفترض فيهم ان يعظموه و يوقروه، و يقدسوه ان هؤلاء قد بلغ بهم الظلم حدا ضيقوا فيه حتى على أقرب الناس اليه و هى ابنته و هى امرأة لها عواطفها، و منعوها من اظهار الحزن على أب فقدته حرصا على عدم الجهر بظلمهم لها.

النهى عن النوح بالباطل لا عن البكاء:

قال ابن اسحاق فى غزوة احد: و مر رسول الله (ص)- حين رجع الى المدينة- بدور من الانصار؛ فسمع بكاء النوائح على قتلاهم، فذرفت عينا رسول الله (ص) ثم قال: لكن حمزة لا بواكى له.

فأمر سعد بن معاذ، و يقال: و أسيد بن حضير نساء بنى عبد الأشهل: أن يذهبن و يبكين حمزة أولا، ثم يبكين قتلاهن.

فلما سمع (ص) بكاءهن، و هن على باب مسجده أمرهن بالرجوع، و نهى (ص) حينئذ عن النوح، فبكرت اليه نساء الانصار، و قلن: بلغنا يا رسول الله، أنك نهيت عن النوح، و انما هو شى ء نندب

به موتانا، و نجد بعض الراحة؛ فأذن لنا فيه.

فقال: ان فعلتن فلا تلطمن، و لا تخمشن، و لا تحلقن شعرا، و لا تشققن جيبا

السيرة الحلبية: ج 2 ص 254، و تاريخ الخميس ج 1 ص 444 عن المنتقى، و ليراجع كامل ابن الاثير: ج 2 ص 167، و تاريخ الطبرى: ج 2 ص 210، و العقد الفريد، و البداية و النهاية: ج 4 ص 48، و مسند أحد: ج 2 ص 40 و 84 و 92، و الاستيعاب ترجمة حمزة. و مسند أبى يعلى ج 6 ص 272، و 293/ 294، و فى هامشه عن المصادر التالية: مجمع الزوائد: ج 6 ص 120، و عن الطبقات الكبرى: ج 3 قسم 1 ص 10، و عن سنن ابن ماجة: ج 3 ص 94، و فى السيرة و فى الجنائز الحديث: رقم 1591، و مستدرك الحاكم: ج 3 ص 195، و عن سيرة ابن هشام ج 2 ص 95، و 99.

/ 362