الملك لا يثق الا بوزيره: - مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مأساة الزهراء، شبهات... و ردود - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الملك لا يثق الا بوزيره:

و رغم ان المجتمعين قد كانوا كبار علماء أهل السنة فى بغداد، لكننا نجد: ان هذا الملك لا يزال يستفهم وزيره عن كل شى ء، و هذا الوزير بدوره قد أدأب على الاجابة بقوله: هكذا ذكر المفسرون، أو المؤرخون، أو الرواة، اؤ نحو ذلك. فلماذا لا يثق بكبار علماء الاسلام، و لا يقبل منهم ما ينقلونه و يتداولونه؟

من هم المجتمعون؟!

والذى زاد فى تحيرنا: انه رغم ان بغداد كانت تعج بالعلماء المعروفين فى تلك الفترة، سواء من الشيعة، أو من أهل السنة، فان هذا الكتاب لم يذكر لنا اسم أى من هؤلاء العلماء لاعشرين المشاركين فى المناظرة الذين وصفهم بأنهم كبار العلماء فى بغداد من الفريقين.

نعم، وردت أربعة أسماء ادعى المولف انها أسماء علماء هى: الحسين بن على، الملقب بالعلوى. أحمد عثمان. السيد جمال الدين. الشيخ حسن القاسمى.

و لم نستطع أن نحصل على أى معلومات عن أصحاب هذه الاسماء، و عن درجاتهم العلمية، و عن دورهم و أثرهم فى البلاد و العباد.

فكيف غاب مشاهير علماء بغداد من سنة و شيعة عن هذه المناظرة الحساسة و المصيريه، أو فقل: كيف لم يعلن أسماء أى من هؤلاء المشاهير.

مفارقة أخرى لا مبرر لها:

و قد ذكر الكتاب: ان الوزير نظام الملك، و كذلك العباسى، الذى كان يناظر عن أهل السنة، و كذلك العلماء الذين كانوا معه، قد سكتوا، و أحجموا عن الاجابة على سؤال حول سعى طلحة و الزبير فى قتل عثمان.

و علق المؤلف على ذلك بقوله: «ماذا يقولون؟! أيقولون الحق؟!

و هل الشيطان يسمح بالاعتراف بالحق؟! و هل ترضى النفس الأمارة بالسوء أن تخضع للحق و الواقع؟! أتظن ان الاعتراف بالحق أمر سهل و بسيط؟!.

كلا، انه صعب جدا، لأنه يستدعى سحق العصبية الجاهلية، و مخالفة الهوى، والناس أتباع الهوى و الباطل، الا المؤمنين، و قليل ما هم؟!». ص 109.

و نقول: اننا ندعو القارى ء الكريم للتأمل فيما يلى:

أ: ان المؤلف نفسه قد وصف نظام الملك فى أول الكتاب بقوله: «كان رجلا حكيما فاضلا، زاهدا، عازفا عن الدنيا، قوى الارادة، يحب الخير و أهله، يتحرى الحقيقة دائما» ص 17.

ب: ان الوزير نظام الملك كان قد أجاب على جميع الاسئلة التقريرية للملك، مع ان الكثير منها كان أشد احراجا له من هذا السؤال العادى جدا، حيث ان بعضها يتعلق بالخليفتين الاولين أبى بكر، و عمر بالذات.

ج: ان نظام الملك قد عاد و اعترف للملك بصحة استدلال العلوى، فلما سأله عن سبب سكوته فى بادى ء الأمر، قال: «لأنى أكره أن أطعن فى أصحاب رسول الله (ص) ص 11.

مع انه هو نفسه قد أجاب بالايجاب حين طعن العلوى فى ايمان عمر (رض) و عمر عنده قد كان أعظم بكثير من طلحة، و من عثمان أيضا، فراجع ص 100.

خلافة أم امامة؟

و نلاحظ: ان هذا العلوى قد خلط فى حديثه عن أبى بكر، و عمر، و عثمان، بين مفهومى الامامة و الخلافة، و هو يتحدث عن الخلافة بطريقة الحديث عن الامامة، فراجع ما ذكره ص 111 حينما قال: «لم يتخذهم كل المسلمين خلفاء، و انما أهل السنة فقط».

فان هذه العبارة تعنى: ان الحديث عن الامامة لا عن الخلافة، لأن خلافتهم و حكومتهم انما هى حدث تاريخى لا يمكن انكاره من شيعى أو سنى. ولكن الكلام و الجدل انما هو فى أن هذه الحكومة هل هى مشروعة أم لا؟ كما ان الكلام انما هو فى امامة على (ع)، التى تكون الحكومة أحد مظاهرها، فغصب الحكومة انما هو تعد على الامام فى بعض شؤون امامته.

تناقضات لا مبرر لها:

و نجده يقع أحيانا فى تناقضات لا مبرر لها، و قد حصل له ذلك فى موردين:

الاأول: نفاق الذين انتخبوا عثمان:

فنجده فى حين يصف الذين تحيزوا الى عثمان فى الشورى، و بايعوه. بالمنافقين. راجع ص 106.

يعود فى الصفحة نفسها ليذكر ما يشير الى عدم كونهم من المنافقين، بل هم من الاتقياء المؤمنين، فيقول: انهم «عدلوا عن عثمان

عندما رأوا طغيانه، و هتكه لأصحاب رسول الله، و مشورته فى أمور المسلمين مع كعب الاحبار، و توزيعه أموال المسلمين بين بنى مروان، فبدأ هؤلاء الثلاثة بتحريض الناس على قتل عثمان».

و يقصد بهؤلاء الثلاثة: طلحة، و سعد بن أبى وقاص، و عبدالرحمن بن عوف، و قد كنا نود أن نراه يضيف الى الاسببا التى ذكرها: انهم لم يجدوا عند عثمان ما كانوا أملوه من اشراكهم فى الامر، حيث آثر أقاربه بكل شى ء دونهم. و الكل يعلم: ان طلحة قد حارب عليا أيضا بسبب انه لم يستجب لمطالبه التى تغدى طمواته، و لسعد بن أبى وقاص، موقف من على بسبب ذلك أيضا.

الثانى: من الذين انتخبوا عثمان:

و فى حين نجده يقول: «ان عثمان لم يأت الى الحكم الا بوصية من عمر، و انتخاب ثلاثة من المنافقين فقط و فقط، و هم: طلحة، و سعد بن أبى وقاص، و عبدالرحمن بن عوف ص 106.

فاننا نجده يشكك فى هؤلاء الثلاثة و يقول: «انما انتخبه ثلاثة، أو اثنين (كذا) منهم» ص 61. مع العلم بأن عمر لم يوص بالخلافة الى عثمان كما زعم.

كما أن قوله: انه جاء بوصية من عمر، و بانتخاب ثلاثة غير منسجم و لا متوازم.

الا أن يكوم مراده: ان عمر قد ركب الشورى بحيث يصبح انتخاب عثمان حتميا. و فاعتبر ذلك بمثابة وصية بالخلافة له.

موارد تعوزها الدقة التاريخية:

ثم ان هناك العديد من الموارد التى تعوزها الدقة التاريخية، و نذكر منها:

1- قوله عن معاوية: انه كان يسب عليا أميرالمؤمنين (ع)، «الى أربعين سنة، و قد امتد سب الامام الى سبعين سنة» ص 48.

و نقول:

أما بالنسبة للنقطة الاولى، فنقول: ان معاوية قد أعلن بسب على (عليه السلام) حواى 23 سنة. و هو يقل عن العدد الذى ذكره ب17 سنة.

و أما بالنسبة للنقطة الثانية، فقد امتد سبهم لعلى (ع) أكثر من ثمانين سنة، فراجع كتب التاريخ...

2- قال: «أبوحنيفة، و مالك بن أنس، و الشافعى، و أحمد بن حنبل لم يكونوا فى عصر النبى (ص) بل جاؤا بعده بمائتى سنة تقريبا» ص 150.

مع ان أباحنيفة قد ولد سنة 80 للهجرة، و مات سنة 150 ه.

أما مالك فولد سنة 93 و مات سنة 179 ه.

و الشافعى ولد سنة 150 و مات سنة 204 ه.

و أحمد بن حنبل ولد سنة 164 و مات سنة 233 ه.

3- و ذكر «ان عمر منع أباهريرة عن نقل الحديث لكذبه على رسول الله. ولكن العلماء يأخذون بأحاديثه الكاذبة» ص 82.

و من المعلوم: ان سياسة الخليفة الثانى كانت تقضى بمنع نقل الحديث عن رسول الله (ص). و قد ضرب أباهريرة لأجل ذلك، فانه أكثر من نقل الحديث كما صرح به نفسه، لا لأجل كذبه على رسول الله (ص) كما زعم المستدل.

4- جمع القرآن:

و قد جاء فى هذا الكتاب ما يلى: «قال العلوى: بل من بدعكم أنم السنة أنكم لا تعترفون بالقرآن. و الدليل على ذلك انكم تقولون: ان القرآن جمعه عثمان، فهل كان الرسول جاهلا بما عمله عثمان؟!» ص 48.

ثم يستمر فى كلامه الذى يهدف من خلاله الى ابطال جمع عثمان للقرآن، و اثبات انه قد جمع فى عهد رسول الله (ص).

و نقول:

أ- ان من الواضح: ان حديث جمع عثمان اللقرآن، لا يعنى عدم الاعتراف بالقرآن. فالاستدلال بالاول على الثانى فى غير محله.

ب: ان عثمان لم يجمع القرآن، و انما جمع الناس على قراءة واحدة، و ذلك حينما عبر له حذيفة بن اليمان عن تخوفه من اختلاف قراءات الناس. و قد أيده أميرالمؤمنين على (ع) فى ذلك، أى فى جمع الناس على قراءة واحدة، و قال- حسبما روى- لو وليت لفعلت مثلما فعل

راجع كتابنا: حقائق هامة حول القرآن الكريم.

/ 362