فما يدعى لبعض نسائه (ص)- كعائشة- من مقام و فضل على نساء الأمة، لا يمكن ان يصح خصوصا مع ملاحظة ما صدر عنها بعد وفاة رسول الله (ص) من الخروج على الامام أميرالمؤمنين (ع)، و التصدى لحرب وصى رسول رب العالمين، مما تسبب بازهاق عدد كبير جدا من الأرواح البريئة من أهل الايمان و الاسلام، فأطلع الشيطان قرنه من حيث أشار النبى (ص) و صدق الله العظيم
و صدق رسوله الكريم.
اذن، فلا يصح اعتبار ما صدر عنها من معصية الله مسوغا لممارسة المرأة للعمل السياسى- كما ربما يدعى البعض- و لا يكون قرينة على رضى الاسلام بهذا الأمر، او عدم رضاه.
اما ما صدر عن الزهراء (ع) فهو المعيار و هو الميزان لأنه كان فى طاعة الله و هى المرأة المطهرة المعصومة التى يستدل بقولها و بفعلها على الحكم الشرعى، سياسيا كان أو غيره.
سيدة نساء العالمين:
من الواضح: أن التنظير، و اعطاء الضابطة الفكرية، أو اصدار الاحكام لا يعطى الحكم أو الفكرة او الضابطة من الثبات و القوة و التجذر فى النفوس ما يعطيه تجسيدها، و صيرورتها واقعا حيا و متحركا، لأن الدليل العقلى أو الفطرى مثلا قد يقنع الانسان و يهيمن عليه، ولكن تجسد الفكرة يمنح الانسان رضا بها، و ثقة و سكونا اليها، على قاعدة: (قال: أولم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبى)سورة البقرة: 260.