على الحاضرين أن ينجدوا الزهراء: - مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مأساة الزهراء، شبهات... و ردود - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

».

الا ان يكون للرواية معنى آخر، لم تصل اليه افهامنا، أو كان ثمة قرينة لم تصلنا. أو لم يحسن الناس نقل كلامها الينا. فنحن مع وجود احتمال من هذا النوع لا نجرؤ على تكذيب الخبر بصورة قاطعة، كما ربما يظهر من كلام بعضهم.

المهم هو: أننا لا يمكن ان نتصور الزهراء عليهاالسلام تفكر بهذه الطريقة الشخصية الدنيوية، و هى التى عوضها رسول الله (ص) عن خادم بتسبيح خلده تشريعا الى يوم القيامة و عرف باسمها، أعنى

«تسبيح الزهراء».

و ان قسوة الخطاب فى هذا الكلام يعطينا انها لم تكن تعرف ان عليا (ع) كان مصيبا فى كل مواقفه تلك، مع ان الزهراء هى أعرف الناس بأن عليا عليه السلام مع الحق و الحق معه، يدور معه حيث دار، و انه لو فعل غير ذلك لطمست معالم الدين.

و اذا كانت هذه الحقيقة تتضح لكل دارس لتاريخ الاسلام، فيرد سؤال: كيف أمكننا نحن ان نفهم ذلك بعد ألف و أربعمئة سنة، لكن الزهراء المعصومة العالمة، و سيدة نساءالعالمين التى كانت القمة فى الوعى الدينى و العقيدى و الاجتماعى و السياسى، لم تستطع أن تعرف ذلك؟!

ان مواقف الزهراء (ع) فى حياتها و بعد وفاتها تكشف لكل أحد عن غزارة علمها، و عن عمق و صائب تفكيرها، و عن بالغ دقتها فى تصرفاتها و مواقفها المؤثرة.

و خلاصة الامر:

أولا: ان الزهراء لا تعتبر ضربها و لا تعتبر أيضا مسألة فدك مسألة شخصية، و لم تكن اجابتها القوم من وراء الباب تصرفا شخصيا، بل كان دفاعا عن الامامة و الخلافة، التى يراد اغتصابها، و تريد هى منع تشريع هذا الاغتصاب، ثم التخلص و التملص من تبعات سلبياته.

ثانيا: ان الاقدام على ما أقدموا عليه فى حق الزهراء (ع)، و عى القول للنبى (ص) و هو فى مرض موته: ان النبى ليهجر، و على غير ذلك من أمور من أجل الحصول على أخطر موقع، و أشده حساسية،

و أكثره مساسا بالواقع الاسلامى كله، ان ذلك يعطينا: أن من يفعل ذلك غير مؤهل للموقع الذى يطلبه، و يعرفنا: انه لا يمثل النموذج الأمثل، و الأفضل للحاكم الاسلامى، و لا تعكس مواقفه أو تصرفاته، الرؤية الاسلامية الدقيقة فى كل المسائل.

اذن فمسألة الزهراء هى أهم و أخطر المسائل و أشدها مساسا بالواقع الاسلامى، و لم تكن و لن تكون مسألة شخصية، و اعتبارها كذلك ما هو الا تصغير لشأنها، و تحريف و تزوير للحقيقة.

ثالثا: ان مما يشير الى ذلك: أن الله سبحانه قد جعل الزهراء (ع) معيارا لمعرفة الحق من الباطل، و الصواب من الخطأ، و بها يعرف الظالم و الآثم من غيره؛ و ذلك لأن رسول الله (ص) قد قرر بصورة صريحة: أن الله يغضب لغضبها عليهاالسلام، و يرضى لرضاها، و من آذاها فقد آذى النبى، و من آذى النبى فقد آذى الله سبحانه.

فنوع العلاقة بالزهراء اذن، تحدد نوع علاقة الانسان بالله، و بالرسول، و بكل القيم و المثل، و على أساس ذلك يميز الانسان بين ما يأخذ و ما يدع، و يتخذ موقفه، و يحدد نوع علاقته بهذا الشخص أو بذاك.

على الحاضرين أن ينجدوا الزهراء:

قد يقول البعض:

سلمنا انه قد كان على الزهراء عليهاالسلام ان تتولى هى اجابة القوم، ولكن: كيف يسمع الجالسون فى داخل البيت كعلى و الزبير و غيرهم من بنى هاشم ما يجرى عليها ثم لا ينجدونها، بل

يقعدون، و يقولون لا حول و لا قوة الا بالله؟!

و نقول:

أولا: من أين ثبت لهذا القائل أنهم لم ينجدوها؟! فان النجدة لا تعنى فتح معركة بالسلاح، و الدخول فى حرب.

ثانيا: هناك نص يفيد أنها هى التى أنجدت عليا حين أخذوه، فاعتدوا عليها بالضرب، يقول النص: «فحالت فاطمة عليهاالسلام بين زوجها و بينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط الخ...»، ثم تذكر الرواية، كسر ضلعها، و اسقاط جنينها صلوات الله و سلامه عليها

الاحتجاج: ج 1 ص 212.

/ 362