مأساة الزهراء، شبهات... و ردود

السید جعفر مرتضی العاملی

جلد 1 -صفحه : 362/ 27
نمايش فراداده

و من الواضح: أن كونها جزءا من كيانه الجسدى و المادى من حيث بنوتها النسبية له، ليس هو السبب فى كون ما يرضيها يرضيه، و ذلك لأمرين:

الأول: انه (ص) لا ينطلق فى مواقفه من موقع العصبية للقرابة أو للعرق أو ما الى ذلك، بل هو (ص) انما يريد ان يكون كل ما لديه من خصوصيات، أو امتيازات، أو قدرات مادية أو معنوية فى خدمة هذا الدين، و من أجله، و فى سبيله.

الثانى: ان البنوة النسبية أو بالتبنى لا تكفى بحسب طبيعتها لاكتساب امتياز بهذا المستوى من الخطورة، و ان كانت لها أهميتها من حيث أنها تشير الى صفاء العنصر، و طهارة العرق، لأنها (ع) كانت نورا فى الاصلاب الشامخة، و الارحام المطهرة، ولكن من الواضح ان الحفاظ على هذا الطهر بحاجة الى جهد، و حين لم يبذل ابن نوح (ع)- الذى تحدثت بعض الروايات عن أنه ابن له (ع) بالتبنى لا بالولادة

فلا موقع لما يقوله البعض من أن العاطفة الأبوية لنوح قد أثرت عليه فانساق معها حتى انه لم يلتفت لخطاب الله له بهذا الشأن. راجع: البرهان فى تفسير القرآن: ج 2 ص 220.