مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مأساة الزهراء، شبهات... و ردود - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

- هذا الجهد هلك و ضل، حتى قال الله عنه لأبيه نوح: (انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح)، و لذلك لم يكن رضا ابن نوح رضا الله و رسوله، و لا غضبه غضب الله و رسوله.

فالمراد بكونها (بضعة منه) لا بد أن يكون معنى يصلح أن يكون مرتكزا لكون رضاها رضاه (ص)، و أذاها أذاه، خصوصا مع علمنا بأنه (ص) قد قال ذلك حينما أجابت عن سؤال: ما خبر للمرأة؟ فقالت: أن لا ترى الرجال و لا يراها الرجال، كما سيأتى

ان شاء الله تعالى.

أو أنه (ص) قد قال ذلك لعلى (عليه السلام) بحضور اولئك الذين تسببوا فى أذى فاطمة (عليهاالسلام)، حين اخبروها بأنه قد خطب بنت ابى جهل.

فقال له على (ع): والذى بعثك بالحق نبيا ما كان منى مما بلغها شى ء، و لا حدثت بها نفسى.

فقال النبى صلى الله عليه و آله و سلم: صدقت و صدقت. ففرحت فاطمة عليهاالسلام بذلك و تبسمت حتى رأى ثغرها. فقال احد الرجلين لصاحبه: ما دعاه الى ما دعانا فى هذه الساعة الخ... فالنبى اذن أراد أن يقول لمن أخبر فاطمة هذا الخبر الكاذب أنه آذاها و آذاه.

و مهما يكن من أمر، فان المراد بهذه الكلمة لابد أن يكون معنى منسجما مع كون أذاها أذاه. و هو أن مزاياها من مزايا رسول الله (ص) و كمالها من كماله، فالحديث عنها بما هى جزء من كيان النبى (ص) و وجوده الانسانى و الرسالى بكل ميزاته، و دقائقه، و خصوصياته التفصيلية، كانسان الهى كامل، يمثل الانسانية و الفطرة، و الكمال و الصفاء، و الحق و الصدق، بأجلى و أدق هذه المعانى و أسماها.

و واضح أن فاطمة انما انما تغضب اذا انتقصت الانسانية، و القيم واعتدى عليها، و ترضى اذا كرمت و تكاملت هذه الانسانية و القيم و تجذرت، فالاعتداء عليها لا يغضبها من حيث هى شخص بل يغضبها من حيث أنه اعتداء على الانسانية، و على الكمال الروحى و السمو المعنوى؛ و لكون ذلك محاولة للانتقاص، من هذا

الوجود الكريم.

ان العدوان عليها عدوان على الحق، و على الفطرة و على الانسانية، و على الفضل، و ذلك هو الذى يغضبها، و يغصب الله و رسوله، و كل عمل يأتى على وفق الفطرة، و يصون هذا الوجود، فهو الذى يرضيها و يرضى الرسول و يرضى الله. و بذلك تصلح ان تكون معيارا و ميزانا حين ترضى، و حين تغضب.

و لنا ان نقرب هذا المعنى بالاشارة الى شاهد قرآنى و هو قوله تعالى: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الارض، فكأنما قتل الناس جميعا، و من أحياها فكأنما أحيا الناس جمعا)

سورة المائدة: 32.

/ 362