و الجواب:
أولا: اننى أعتقد مما ذكرناه فى الاجابة على السؤال السابق يكفى لبيان ضرورة أن تجيب الزهراء على الباب.
فان القضية ليست هى مجرد منه المهاجمين من اعتقال على (عليه السلام)، بل القضية هى ان مواجهة على عليه السلام لهم سوف تتسبب بتضييع الحق، و اعطائهم الفرصة لتحقيق مآربهم فى
تزوير الحقيقة و التاريخ..
و قد كان اظهار هؤلاء القوم على حقيقتهم، و تعريف الناس بأنهم هم المعتدون و الظالمون، منحصرا فى أن تجيبهم الزهراء عليهاالسلام، دون سواها حتى و لا فضة: أو غيرها من بنى هاشم.
و ليلاحظ: أنه رغم وضوح هذا الأمر، فان البعض يعبر بكلمات لا تتناسب مع هذه الحقيقة، مثل قوله «اعتقال على». و ستأتى عبارات أخرى له من قبيل: «اخضاع المعارضة» و «مواجهة التمرد»، و ما الى ذلك.
و كأنهم يرون أن قعود على (ع) فى بيته، و اجابة الزهراء لهم انما كان خوفا من الاعتقال، لا أنه خطة تهدف الى افساد ماك ان المهاجمون يريدون تحقيقه فى محاولتهم تلك، و قد نجحا عليهماالسلام فى ذلك. ايما نجاح رغم كل ما تعرضا له.
و ثانيا: لقد كان من الواضح: أن مواجهة المهاجمين بالسيف و بالعنف كان هو مطلوب المهاجمين، و هو يخدم مصالحهم بدرجة كبيرة، و هو ما كان يتحاشاه على صلوات الله و سلامه عليه، و قد نهاه عنه رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) ايضا.
و قد اعترف المستدل بأنه: «قيدته وصيته من أخيه» بعدم استعمال السيف و العنف فى أمر الخلافة..
فما معنى توقعه ذلك منه عليه السلام؟ فهل يريد منه مخالفة امر النبى (صلى الله عليه و آله و سلم)، و الاستسلام للفخ المنصوب له، ليضيع على الأمة فرصة معرفة الحق؟!
و ثالثا: ان عدم الاستجابة الى دعوة العنف لا يعنى أن لا يتخذ
أولئك المعتدى عليهم الاحتياطات اللازمة للدفاع عن أنفسهم، لو أريد بهم شر و أذى؛ فان عدم طلب الخلافة بالسيف شى ء، و الذب عن النفس حينما يراد سفك دمائهم شى ء آخر...
و أما ما فعله الزبير، فانما صدر منه حين أخذوا عليا عليه السلام، فلم يحتمل الزبير ذلك، فحاول ان يهاجمهم لتخليص على (عليه السلام)، فرماه خالد بصخرة، فأصابت قفاه، و سقط السيف من يده؛ فأخذه عمر، و ضربه على صخرة فانكسر
الاختصاص: ص 186/ 187، و البحار ج 28، ص 229 ح 15.