بن عبدالله الحسنى، عن أبى شعيب، و محمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر، قال:
سألت سيدى الصادق (ع): هل للمأمور المنتظر المهدى (ع) من وقت موقت يعلمه الناس؟!
فقال: حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا.. الى أن تقول الرواية:
و ضرب سلمان الفارسى، و اشعال النار على باب أميرالمؤمنين، و فاطمة، والحسن، والحسين؛ لاحراقهم بها، و ضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، و رفص بطنها، و اسقاطها محسنا...
الى أن قال: و تقص عليه قصة أبى بكر، و انفاذه خالد بن الوليد، و قنفذا، و عمر بن الخطاب، و جمعه الناس لاخراج أميرالمؤمنين (ع) من بيته الى البيعة فى سقيفة بنى ساعدة.
الى أن قال: و قول عمر: أخرج يا على الى ما أجمع عليه (المسلمون) و الا قتلناك.
و قول فضة جارية فاطمة: ان أميرالمؤمنين (ع) مشغول، والحق له ان أنصفتم من أنفسكم، و أنصفتموه. (و سب عمر لها).
و جمعهم الجزل و الحطب على الباب لاحراق بيت أميرالمؤمنين، و فاطمة، والحسن، والحسين، و زينب، و أم كلثوم، و فضة. و اضرامهم النار على الباب، و خروج فاطمة اليهم، و خطابها لهم من
وراء الباب.
و قولها: ويحك يا عمر، ما هذه الجرأة على الله و رسوله؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا و تنفيه (تفنيه) و تطفى ء نور الله؟ والله متم نوره، و انتهاره لها.
و قوله: كفى يا فاطمة فليس محمد حاضرا، و لا الملائكة آتية بالامر و النهى و الزجر من عند الله، و ما على الا كأحد المسلمين فاختارى ان شئت خروجه لبيعة أبى بكر، أو أحرقكم جميعا.
فقالت و هى باكية: اللهم اليك أشكو فقد نبيك و رسولك و صفيك، و ارتداد أمته علينا، و منعهم ايانا حقنا الذى جعلته لنا فى كتابك المنزل على نبيك المرسل.
فقال لها عمر: دعى عنك يا فاطمة حمقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة و الخلافة، و أخذت النار فى خشب الباب.
و ادخال (و أدخل) قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب.
و ضرب عمر لها بالسوط على عضدها، حتى صار كالدملج الاسود. و ركل الباب برجله حتى أصار، بطنها و هى حامل بالمحسن لستة أشهر، و اسقاطها اياه.
و هجوم عمر، و قنفذ، و خالد بن الوليد، و صفقة عمر على خدها حتى بدا (أبرى) قرطاها تحت خمارها، و هى تجهر بالبكاء، و تقول: «وا أبتاه، وا رسول الله، ابنتك فاطمة تكذب، و تضرب و يقتل جنين فى بطنها».
و خروج أميرالمؤمنين (ع) من داخل الدار محمر العين حاسرا
حتى ألقى ملاءته عليها، و ضمها الى صدره، و قوله لها: يا بنت رسول الله، قد علمت أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين... الى أن قال:
ثم قال: يا ابن الخطاب لك الويل من يومك هذا و ما بعده و ما يليه، أخرج قبل أن أشهر سيفى فأفنى غابر الامة.
فخرج عمر، و خالد بن الوليد، و قنفذ، و عبدالرحمن بن أبى بكر، فصاروا من خارج الدار، و صاح أميرالمؤمنين بفضة يا فضة، مولاتك فاقبلى منها ما تقبله النساء، فقد جاءها المخاض من الرفسة، ورد الباب، فأسقطت محسنا.
فقال أميرالمؤمنين: فانه لاحق بجده رسول الله (ص) فيشكو اليه.
و تستمر الرواية فى هذا الموضوع، ثم تقول: «و يأتى محسن تحمله خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت أسد أم أميرالمؤمنين (ع)، و هن صارخات، و أمه فاطمة تقول: «هذا يومكم الذى كنتم توعدون».
الى. قالت الرواية:
«ثم قال المفضل: يا مولاى، ما تقول فى قوله تعالى: (و اذا الموؤدة سئلت، بأى ذنب قتلت).
قال: يا مفضل، و الموؤدة- والله- محسن، لأنه منا لا غير، فمن قال غير هذا فكذبوه.
قال المفضل: يا مولاى: ثم ماذا؟
قال الصادق (ع): تقوم بنت رسول الله (ص)، فتقول:
اللهم أنجز وعدك و موعدك لى فى من ظلمنى، و غصبنى، و ضربنى، و جزعنى بكل أولادى»
[ بحارالانوار ج 53 ص 14 و 18 و 19 و 23، و العوالم: ج 11 ص 441- 443، و الهداية الكبرى للخصيبى: ص 392 و 407 و 408 و 417، و عن حلية الابرار ج 2 ص 652. و راجع فاطمة بهجة قلب المصطفى: ج 2 ص 532، عن نوائب الدهور، للسيد الميرجهانى: ص 192.]
28- و فى حديث آخر: ان الامام الصادق (ع)، قال للمفضل:
«و لا كيوم محنتنا بكربلاء، و ان كان يوم السقيفة، و احراق النار على باب أميرالمؤمنين، والحسن، والحسين، و فاطمة، و زينب، و أم كلثوم، و فضة، و قتل «محسن» بالرفسة أعظم و أدهى وأمر، لانه أصل يوم العذاب
[ فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى ج 2 ص 532، عن نوائب الدهور، للسيد الميرجهانى ص 194، و الهداية الكبرى للخصيبى ص 417، (ط بيروت).]
29- روى رئيس الشيعة الشيخ المفيد فى الاختصاص، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، و العباس بن معروف، عن عبدالله بن المغيرة، قال: حدثنى عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن عبدالله بن بكر الارجانى، قال:
صحبت أباعبدالله (ع) فى طريق مكة من المدينة... ثم ذكر حديثا طويلا ذكر له فيه أبوعبدالله (ع):
«قاتل أميرالمؤمنين (ع)، و قاتل فاطمة (ع)، و قاتل المحسن، و قاتل الحسن و الحسين الخ...».
و رواه فى كامل الزيارات بسند آخر عن عبدالله الاصم، عن عبدالله بن كبر الارجانى، و فيه: «و قاتل فاطمة و محسن» فراجع
[ الاختصاص: ص 343 و 344، و كامل الزيارات: ص 326 و 327. و البحار: ج 25، ص 373. و فى هامش الاختصاص أشار الى البحار: ج 8 ص 213 و الى بصائر الدرجات.]
30- على بن ابراهيم، عن أبيه، عن سليمان الديلمى، عن أبى بصير، عن أبى عبدالله (ع) قال: اذا كان يوم القيامة يدعى محمد (ص)، فيكسى حلة وردية.. الى أن قال: ثم ينادى من بطنان العرش، من قبل رب العزة، و الافق الاعلى: نعم الأب أبوك يا محمد، و هو ابراهيم، و نعم الأخ أخوك و هو على بن أبى طالب (ع) و نعم السبطان سبطاك و هما الحسن والحسين و نعم الجنين جنينك، و هو محسن، و نعم الائمة الراشدون الخ...»
[ تفسير القمى: ج 1 ص 128، و البحار: ج 7 ص 328 و 329، و ج 23 ص 130 و 131 و ج 12 ص 6 و 7، و نور الثقلين: ج 1 ص 348، والبرهان فى تفسير القرآن: ج 1 ص 328 و 329.]
31- أبومحمد، عن عبدالله بن سنان، عن أبى عبدالله (ع) قال: لما قبض رسول الله، و جلس أبوبكر مجلسه بعث الى و كيل فاطمة صلوات الله عليها، فأخرجه... ثم تذكر الرواية: ان أبابكر كتب لها كتابا برد فدك اليها، فلقيها عمر، فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذى معك؟
فقالت: كتاب كتب لى أبوبكر برد فدك.
فقال: هلميه الى.
فأبت أن تدفعه اليه فرفسها برجله، و كانت حاملة بابن اسمه
المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكانى أنظر الى قرط فى أذنها حين نقفت
[ بالبناء للمجهول أى كسرت.]
ثم أخذ الكتاب فخرقه. فمضت. و مكثت خمسة و سبعين يوما مريضة مما ضربها عمر، ثم قبضت.
فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه فقالت: اما تضمن و الا أوصيت الى الزبير، فقال على (ع): أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت: سألتك بحق رسول الله (ص) اذا أنا مت الا يشهدانى، و لا يصليا على.
قال: فلك ذلك، فلما قبضت (ع) دفنها ليلا فى بيتها، و أصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها و أبوبكر و عمر كذلك، فخرج اليهما على (ع)، فقالا له: ما فعلت بابنة محمد أخذت فى جهازها يا أباالحسن؟
فقال على (ع): قد والله دفنتها.
قالا: فما حملك على أن دفنتها و لم تعلمنا بموتها.
قال: هى أمرتنى.
فقال عمر: والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها.
فقال على (ع): أما والله ما دام قلبى بين جوانحى و ذوالفقار فى يدى، انك لا تصل الى نبشها، فأنت أعلم.
فقال أبوبكر: اذهب، فانه أحق بها منا.
و انصرف الناس
[ الاختصاص: ص 185 و 184، و البحار: ج 29 ص 192 و وفاة الصديقة الزهراء للمقرم: ص 78.]
32- محمد بن هارون التلعكبرى، قال: حدثنى أبى، قال حدثنى أبوعلى محمد بن همام بن سهيل، قال: روى أحمد بن محمد البرقى، عن أحمد بن محمد الأشعرى القمى، عن عبدالرحمن بن أبى نجران، عن عبدالله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبى بصير، عن أبى عبدالله (ع) قال:
ولدت فاطمة (ع) فى جمادى الآخرة فى العشرين منه، سنة خمس و أربعين من مولد النبى (ص).. الى أن قال:
و كان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنا. مرضت من ذلك مرضا شديدا، و لم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها.
و كان رجلان من أصحاب النبى سألا أميرالمؤمنين أن يشفع لهما. فسألها، فأجابت.
و لما دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول الله؟!
فقالت: بخير والحمدلله..
ثم قالت لهما: أما سمعتما النبى (ص) يقول: فاطمة بضعة منى، فمن آذاها فقد آذانى، و من آذانى فقد آذى الله؟
قالا: بلى.
قالت: والله لقد آذيتمانى.
فخرجا من عندها و هى ساخطة عليهما»
[ دلائل الامامة: ص 45. و راجع : البحار: ج 43 ص 170، و عوالم العلوم: ج 11 ص 411 و 504.]
و سند الرواية صحيح.
33- و قال الشيخ الطبرسى: و روى عن الصادق (ع) انه قال: لما استخرج أميرالمؤمنين (ع) من منزله، خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه، فما بقيت امرأة هاشمية الا خرجت معها، حتى انتهت قريبا من القبر، فقالت لهم: خلوا ابن عمى فوالله لئن لم تخلوا عنه الخ..
[ الاحتجاج: ج 1 ص 222 و المسترشد فى اممة على بن أبى طالب (ع) ص 67.]
فهذا الحديث أيضا يدل عن أنهم دخلوا عليه البيت و استخرجوه منه بالقوة و القهر، و ذلك بالرغم عن فاطمة (ع)، و من دون رعاية لحرمتها.
34- و قال القاضى عبدالجبار المتوفى سنة 415 ه. ق. و المعاصر للشيخ المفيد رحمه الله (ت 413) ان الشيعه قد ادعوا رواية رووها عن جعفر بن محمد (ع) و غيره: ان عمر ضرب فاطمة بالسوط
[ المغنى للقاضى عبد الجبار: ج 20 ق 1 ص 335، و الشافى للسيد المرتضى: ج 4 ص 110/ 119 و شرح نهج البلاغة للمعتزلى: ج 16 ص 271.]
و لا ندرى ان كان يشير الى هذه الروايات التى ذكرناها، أو الى غيرها، فلأجل ذلك أفردنا كلامه بالنقل.
35- و نقل العلامة المجلسى رحمه الله تعالى، عن كتاب الطرف للعلامة الجليل السيد ابن طاووس، نقلا عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير، عن موسى بن جعفر عن أبيه، قال: لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة دعا الانصار، و قال: يا معشر الانصار، قد حان الفراق... الى أن قال: ألا ان فاطمة بابها بابى، و بيتها بيتى، فمن هتكه، فقد هتك حجاب الله».
قال عيسى: فبكى أبوالحسن (ع) طويلا، و قطع بقية كلامه، و قال: هتك- والله- حجاب الله، هتك- والله- حجاب الله، هتك- والله- حجاب الله، يا أمه صلوات الله عليها
[ بحارالانوار: ج 22 ص 476 و 477، و فى هامشه عن الطرف لابن طاووس: ص 18- 21.]
36- عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمد بن عمار العجلى الكوفى، عن عيسى الضرير، عن الكاظم (ع)، قال:
قلت لأبى: فما كان بعد خروج الملائكة رسول الله (ص)؟!
قال: فقال: ثم دعا عليا و فاطمة، والحسن، والحسين (ع)، و قال لمن فى بيته: أخرجوا عنى... الى أن تقول الرواية انه (ص) قد قال لعلى:
«و اعلم يا على، انى راض عمن رضيت عنه ابنتى فاطمة، و كذلك ربى و ملائكته.
يا على ويل لمن ظلمها، و ويل لمن ابتزها حقها، و ويل لمن هتك حرمتها، و ويل لمن أحرق بابها، و ويل لمن آذى خليلها، و ويل لمن شاقها و بارزها.
اللهم انى منهم برى ء، و هم منى برآء.
ثم سماهم رسول الله (ص)، و ضم فاطمة اليه، و عليا، والحسن، والحسين (ع)، و قال:
اللهم انى لهم و لمن شايعهم سلم، و زعيم بأنهم يدخلون الجنة، و عدو و حرب لمن عاداهم و ظلمهم، و تقدمهم، أو تأخر عنهم و عن شيعتهم، زعيم بأنهم يدخلون النار.
ثم- والله- يا فاطمة لا أرضى حتى ترضى.
ثم- لا والله- لا أرضى حتى ترضى.
ثم- لا والله- لا أرضى حتى ترضى...
[ بحارالانوار: ج 22 ص 484 و 485 و فى هامشه عن خصائص الائمة: ص 72، و عوالم العلوم: ج 11 ص 400 و عن الطرف: ص 29- 34، و عن مصباح الانوار.]»
37- عن محمد بن يحيى، عن العمركى بن على، عن على بن جعفر، عن أخيه، عن أبى الحسن (ع):
«ان فاطمة (ع) صديقة شهيدة، و ان بنات الانبياء لا