وروى عن حذيفه انه قال: (ان المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبى(ص)، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون)(134)، وقال: (انما كان النفاق على عهد النبى(ص)، فاما اليوم فانما هو الكفر بعد الايمان)(135)، وحذيفه مات بعد مقتل عثمان باقل من شهر، وكان مريضا، وعندما علم بان الناس بايعوا على بن ابى طالب، بايع وهو على فراش المرض، وحث الناس على الالتفاف حول على بن ابى طالب وعمار بن ياسر، وامر ولديه بالقتال مع على، فقاتلا تحت اعلام الامام على، حتى قتلا(136).
وبعد ظهور النفاق فى ظل سياسه اللاروايه، خاف الصحابه فلم يحدثوا بالاحاديث الكاشفه، ويشهد بذلك، ما رواه البخارى عن ابى هريره قال: (حفظت من رسول اللّه(ص) وعاءين، فاما احدهما فبثثته، واما الاخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم)(371)، وعنه انه قال: (قال رسول اللّه(ص): (هلاك امتى على يدى غلمه من قريش)، ان شئت ان اسميهم بنى فلان وبنى فلان)(138)، وعنه انه قال: (انى لاحدث احاديث، لو تكلمت بها فى زمان عمر، او عند عمر، لشج راسى)(139).
ويشهد به ايضا، ما روى عن بجاله، قال: (قلت لعمران بن حصين: حدثنى عن ابغض الناس الى رسول اللّه(ص)، فقال: تكتم على حتى اموت؟ قلت: نعم، قال: بنو اميه وثقيف وبنو حنيفه)(140). ومن الثابت والمعروف ان بنى اميه شقوا طريقهم نحو السلطه بعد وفاه النبى(ص)، فامر ابو بكر -رضى اللّه عنه- يزيد بن ابى سفيان على الشام(141)، وبعد وفاه يزيد، قام عمر بتامير معاويه(142)، وروى ان عمر كان يقول للناس: (اتذكرون كسرى وعندكم معاويه؟!)(143)، وقال لهم عندما ذكروا معاويه: (دعوا فتى قريش وابن سيدها، انه لمن يضحك فى الغضب، ولا ينال منه الا على الرضا)(144).