طریق الی المهدی المنتظر

سعید أیوب

نسخه متنی -صفحه : 84/ 43
نمايش فراداده

الفصل الثالث:فجر الضمير

اولا: الظلم والجور

الظلم هو: وضع الشى‏ء فى غير موضعه، وقال فى لسان العرب: ومن امثال العرب فى الشبه: من استرعى الذئب فقد ظلم، واصل الظلم الجور ومجاوزه الحد، ومنه حديث الوضوء: (فمن زاد او نقص، فقد اساء وظلم)، اى اساء الادب بتركه السنه والتادب بادب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من الثواب من ترداد المرات فى الوضوء، وفى التنزيل: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن) «الانعام: 82»، قال ابن عباس: اى لم يخلطوا ايمانهم بشرك، والظلم: الميل عن القصد.

والعرب تقول: الزم هذا الصوب ولا تظلم عنه، اى لا تجر عنه، وقوله تعالى: (ان الشرك لظلم عظيم) «لقمان: 13»، يعنى ان اللّه-تعالى- هو المحيى المميت، الرازق المنعم وحده لا شريك له، فاذا اشرك به غيره، فذلك اعظم الظلم، لانه جعل النعمه لغير ربها(221).

وبينت الدعوه الخاتمه ان الافتراء على اللّه كذبا، والتكذيب ب‏اياته او الاعراض عنها، والصد عن سبيله -سبحانه- من اعظم الظلم، لان الظلم يعظم بعظمه من يتعلق به، واذا اختص بجنب اللّه كان اشد الظلم، واخبر -سبحانه- فى كتابه بانه اهلك القرون الاولى لما ظلموا، ووعد -سبحانه- رسله بهلاك الظالمين، قال تعالى: (فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين× ولنسكننكم الارض من بعدهم) «ابراهيم: 13-14».